أعاد تنظيم «الدولة الإسلامية»، أمس الأحد، سيطرته على مدينة تدمر التاريخية، في ريف حمص الشرقي وسط سوريا، بعد معارك عنيفة مع قوات جيش النظام السوري.
وانتشر في شبكة الإنترنت شريطا مصورا يظهر تجوال عناصر تنظيم «الدولة الإسلامية» داخل مدينة تدمر بريف حمص، بعد انسحاب جيش النظام وإجلاء المدنيين.
وفق الشريط، تبدو شوارع المدينة خالية من السكان، فما يتجول فيها عناصر لتنظيم «الدولة الإسلامية» بحرية بعد سيطرتهم عن الحواجز والمباني الحكومية.
وكان جيش النظام السوري قد أعلن، أمس الأحد، انسحابه من مواقعه في تدمر، وانتقل إلى المرابطة على المشارف الغربية للمدينة بعد أن ضمن إجلاء السكان المدنيين، وبعد انسحاب الجيش دخلت ميليشيات تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» تدمر وعددا من القرى في جنوب غرب المدينة.
بالتزامن مع الانسحاب من المدينة، فقد جيش النظام السيطرة على الجزء الأكبر من الحقول النفطية الموجودة في ضواحيها، والتي كانت خلال الأشهر الماضية من أهم مصادر موارد الطاقة للنظام السوري.
وتمكن تنظيم «الدولة الإسلامية» من العودة إلى تدمر، التي فقد سيطرته عليها في مارس/آذار الماضي، رغم ضربات جوية مكثفة شنها الطيران الروسي.
وحسب مصادر المركز الروسي المعني بمصالحة الأطراف المتنازعة في سوريا والذي مقره قاعدة حميميم الجوية، شارك في الهجوم قرابة 4 آلاف مسلح.
وبدأ هجوم التنظيم على المدينة في أوائل الأسبوع الماضي، وبحلول نهاية الأسبوع، استولى على مواقع شرق جنوب وشمال المدينة.
ويقول الخبراء الروس إن هذا النجاح المفاجئ لـ«الدولة الإسلامية» جاء في ظل انشغال القوت الأساسية لجيش النظام السوري بالمعارك في حلب.
وقال الخبير العسكري الروسي «ألكسندر بيرينجييف»، إن أحد أسباب سقوط تدمر مجددا يعود إلى عجز جيش النظام والقوت الجوية الروسية حتى الآن عن مواجهة تكتيك يستخدمه «الدولة الإسلامية» لنقل أعداد كبيرة من عناصره إلى مكان ما، وهم متنكرين كجنود من جيش النظام، أو سكان محليين، أو بدو.
هذا وأكدت موسكو على لسان «فلاديمير تيتوف»، نائب وزير الخارجية الروسي، أنها ستبذل كل ما بسوعها من أجل طرد التنظيم من تدمر والمناطق المحيطة بها.
