خلال جلسة لمجلس الأمن.. «كي مون» يدعو إلى خروج فوري وآمن للمدنيين من حلب

الثلاثاء 13 ديسمبر 2016 04:12 ص

حث الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون»، اليوم الثلاثاء، نظام «بشار الأسد» وحليفيه روسيا وإيران على «السماح بصفة عاجلة للمدنيين المتبقين بالخروج» من حلب، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لافتا إلى أنه تلقى معلومات ذات مصداقية عن مقتل الكثير من المدنيين في حلب، وبعضهم حرقاً.

وقال خلال جلسة طارئة للمجلس انعقدت بناءً على طلب من فرنسا وبريطانيا: «في الأيام والساعات الأخيرة لا نشهد فيما يبدو سوى جهد شامل من جانب الحكومة السورية (نظام الأسد) وحلفائها لإنهاء الصراع الداخلي في البلد من خلال انتصار عسكري شامل لا هوادة فيه»، حسب وكالة «رويترز».

وأضاف: «شهدنا كثيرا من القتلى والجرحى بين المدنيين في شرقي حلب، ولدينا معلومات ذات مصداقية عن معاناة المدنيين، وشهدنا لقطات فيديو لسكان يحرقون».

وأضاف أنه يدعو حكومة «الأسد» وحليفيها روسيا وإيران إلى «السماح بخروج المدنيين بشكل فوري وآمن من شرقي حلب»، مشددا على أنه «يُذكر جميع الأطراف في سوريا بالتزامات القانون الدولي بشأن المدنيين في أوقات الحرب».

ولفت إلى أن المنظمة تلقت «تقارير فظيعة» عن معاناة المدنيين في حلب، مؤكدا أن على الجميع أن يفعل كل ما في وسعه لوقف المذبحة الحاصلة هناك.

الجثث تملأ الشوارع

من جانبه، أكد سفير فرنسا لدى الأمم المتحدة «فرنسوا ديلاتر»، أن الأوضاع في حلب لا تزال مأساوية، مشيرا إلى تقارير أفادت بإعدام كثير من المدنيين والاستمرار في أعمال القصف والتدمير، وإحراق المدنيين الأحياء؛ حيث تملأ الجثث شوارع تلك المنطقة في شرق حلب.

واعتبر «ديلاتر» أن «هذه الطرق البربرية لنظام الأسد وهذا القصف والتقتيل الذي لحق بالمدنيين في سوريا أمر غير مقبول»، محذرا من أن الأمور قد تصل إلى أبعد مما هي عليه الآن.

ودعا سفير فرنسا إلى وضع حد لحمام الدم ووقف أعمال العنف، والسماح بخروج كل المدنيين تحت مظلة القانون الدولي، وبدخول قوافل المساعدات الإنسانية.

وقال: «يجب أن نقوم بشيء الآن ولا ننتظر مزيدا من الوقت؛ فالذي يعاني هم المدنيون، وهناك أطفال يعانون المجاعة والقصف المستمر».

يوم مظلم

بدوره، اعتبر سفير بريطانيا في الأمم المتحدة، «ماثيو ريكروفت»، أن ما يجري في حلب هو «يوم مظلم»، مطالبا روسيا وإيران باحترام قواعد الحرب، واحترام الغالبية العظمى من الدول الأعضاء في مجلس الأمن والأمم المتحدة.

وقال إن روسيا أساءت استخدام حق النقض (الفيتو) المرة تلو المرة، متسائلا: «كيف يمكن أن تنتهكوا ميثاق الأمم المتحدة التي ندعي أننا نحترمها».

 وأكد «ريكروفت» أن سقوط حلب لا يعني انتصار الأسد، وتساءل مستنكراً: «كيف يتوقع الأسد أن يحكم بلدا دمرها بهذه الطريقة؟ وأن تكون البلاد موحدة وقد دمرها بهذه الطريقة؟».

وختم قائلا إن مجلس الأمن «لا يمكن أن يغمض عينيه إزاء هذا النزاع المرعب في هذا القرن، ولا يمكن أن تشغلنا المزاعم الكاذبة بشأن الحرب على الإرهاب، ولا يجب أن تكون هناك حصانة لهذه الجرائم التي ارتكبها الأسد وداعموه الإيرانيون والروس».

تراشق أمريكي روسي

في السياق ذاته، وجهت السفيرة الأمريكية «سامنثا باور»، خلال الجلسة، دعوة إلى ضرورة السماح بإجلاء المدنيين فوراً من حلب.

وقالت : «ندعو نظام الأسد وروسيا إلى السماح للمدنيين بالمغادرة، ونخشي أن يقوموا بإعدامهم حال خروجهم».

وأضافت: «نشهد أكاذيب روسيا وإيران والنظام السوري ، إن قواتكم ترتكب مجازر في شرقي حلب».

وتابعت: «النظام السوري وروسيا وإيران يخفون كثيرا من الحقائق في حلب، وتساءلت مستنكرة: «ألا يشعركم ما تفعلونه في حلب بالخزي والعار؟».

السفير الروسي «فيتالي تشوركين» واصل بدورة حلقات السجال التي صارت متكررة طيلة الفترة الماضية بينه وبين السفيرة الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة.

وقال مهاجما السفيرة الأمريكية: «سامنثا باور تريد أن تبدو بتصريحاتها مثل الأم تريزا. تذكري تاريخ وسجل بلدك. تتحدثين وكأنك تمتلكين الأرضية الأخلاقية».

ومخاطباً «كي مون»، قال «تشوركين»: «لا نريد أن يكون أمين عام الأمم المتحدة أداة لترويج تلفيقات حول شرقي حلب»، وفق ادعائه.

وأضاف أن التقارير التي تصل منذ ليلة أمس تؤكد أن القوات السورية (قوات الأسد وحلفائه) مسيطرة بشكل شبه كامل على شرق حلب، بينما لا تزال هناك أحياء تحت سيطرة المسلحين.

سفير «الأسد» يواصل الإدعاءات

أما سفير نظام «الأسد» في مجلس الأمن، «بشار الجعفري»، كرر الادعاءات التي اعتاد عليها بنفي مسؤولية نظامه عن الجرائم في ضد المدنيين في سوريا.

وقال مدعياً: «حكومتي بريئة من الاتهامات بشأن انتهاكات في حلب»، مضيفاً: «التقارير عن انتهاكات في حلب مضللة».

واتهم «بان كي مون» بالحديث «عن تقارير لم يتأكد منها».

وادعى أن القوات الموالية لنظامه تتقدم في حلب في مواجهة من وصفها بـ« الجماعات الارهابية»، زاعماً أن ما تقوم به حكومته في حلب هو «من الواجب الدستوري مع مراعاة القانون الدولي».

وقبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن، قال «تشوركين» إن اتفاقا يقضي بمغادرة مقاتلي المعارضة من آخر جيب لهم في مدينة حلب السورية لا ينطبق على المدنيين.

وأضاف لدى دخوله اجتماعا لمجلس الأمن: «ستكون (حلب) الآن تحت سيطرة الحكومة السورية (نظام الأسد) لذلك لا حاجة لمغادرة المدنيين الباقين وهناك ترتيبات إنسانية قائمة».

وتابع: «الاتفاق خاص بمغادرة المقاتلين. بوسع المدنيين البقاء ويمكنهم الذهاب لأماكن آمنة وبمقدورهم الاستفادة من الترتيبات الإنسانية على الأرض. لا أحد سيؤذي المدنيين»، حسب إدعائه.

وكان مسؤول في المعارضة السورية قال لوكالة «فرامس برس» إن الاتفاق تم التوصل إليه برعاية روسية تركية،  لكنه قال إن يشمل المسلحين والمدنيين، ويسمح لهم بالخروج بأسلحة خفيفة.

كانت المعارضة اتفقت مع روسيا على أن يوقف جميع الأطراف القصف في حلب اعتبارا من صباح الثلاثاء ومن المتوقع أن يسري وقف شامل لإطلاق النار ليل الثلاثاء، بحسب مسؤول بالمعارضة.

وتقدمت قوات نظام «الأسد» والميليشيات الشيعية المتحالفة معه، أمس الإثنين، في مناطق جديدة شرقي حلب بعد حصار وقصف جوي مركز، شارك فيها الطيران الروسي، دام نحو 5 أشهر؛ الأمر الذي قلص مناطق سيطرة المعارضة إلى جزء صغير من المدينة تجمعت فيه قوات المعارضة ونحو 100 ألف نسمة من المدنيين.

وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت الأمم المتحدة، عن تقارير وصلتهم تتحدث عن قتل قوات تابعة للنظام السوري، أمس، 82 مدنيًا على الأقل بينهم 11 امرأة و13 طفلاً شرقي حلب شمالي البلاد.

بينما قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، «زيد رعد الحسين»، إن الأمم المتحدة تلقت معلومات من «مصادر موثقة» بارتكاب النظام السوري والميليشيات الداعمة له «إعدامات جماعية»، خلال الساعات الأخيرة.

ودعا «الحسين» المجتمع الدولي إلى الإنصات لنداءات الاستغاثة التي يطلقها المدنيون الذين يتعرضون للمجازر، وقال: «يوجد أعداد كبيرة من جثث القتلى في شوارع أحياء حلب الشرقية، والأهالي لا يستطيعون إزالة تلك الجثث خشية القصف والقنص».

ونقلت وسائل إعلام روسية عن وزارة الدفاع الروسية أن قوات النظام السوري باتت تسيطر على أكثر من 95 بالمئة من مدينة حلب، فيما تشير تقارير إعلامية إلى ارتكاب قوات النظام إعدامات ميدانية في المناطق التي تدخل سيطرتها في مناطق حلب الشرقية.

ووفقًا لمعلومات وردت لـ«الأناضول» من مصادر محلية في المنطقة، فإن قوات النظام والميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، شرعت بقتل عدد كبيرٍ من المدنيين في حيي الفردوس والكلاسة بالجزء الشرقي من حلب، وشمل ذلك إحراق نساء وأطفال وهم أحياء.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

سوريا حلب مجلس الأمن بان كي مون