طهران: لن نكون البادئين بانتهاك الاتفاق النووي

الاثنين 19 ديسمبر 2016 03:12 ص

أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية «بهرام قاسمي» أن إيران لن تكون البادئة بنقض الاتفاق النووي ولكنها ستتخذ الإجراء اللازم إزاء أي نكث للعهد.

جاء ذلك خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم الاثنين، ردا على سؤال حول اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في المستقبل القريب وما إذا كانت نظرة أوروبا متطابقة مع إيران إزاء عدم التزام أمريكا بتعهداتها.

وقال «قاسمي»: إن مواقف أوروبا واضحة إلى درجة كبيرة في هذا المجال، فالأوروبيون ونظرا لطبيعة تعاونهم مع إيران ما كانوا يميلون كثيرا لفرض الحظر وإنما جرى إملاء ذلك عليهم بعد فرض الحظر على إيران.

وتابع أن الأوروبيين يتطلعون إلى مواصلة العلاقات مع إيران وأتصور أنهم يعارضون أي نقض للاتفاق النووي بسبب مشاركتهم فيه وكذلك بسبب المصالح التي لديهم ومعرفتهم بالتزام إيران بالاتفاق.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت اللجنة المشرفة على الاتفاق النووي ستعقد اجتماعا بعد قرار الكونغرس تمديد الحظر على إيران، قال «قاسمي» إن «إيران لن تكون البادئة بنقض الاتفاق النووي وقد اعلنا مرارا اننا سنلتزم بالاتفاق ما لم يتخذ الآخرون إجراء تتعارض مع الاتفاق».

وأضاف أن «إيران ستلتزم بتعهداتها التي قطعتها للآخرين ما لم يبادر الآخرون لانتهاكها ، فنحن لن نبادر بنقض الاتفاق النووي».

وتابع أن اللجنة المشرفة على الاتفاق النووي ترصد بشكل مستمر الاتفاق مع مجموعة 1+5 ومنها أمريكا وسترد بما يتناسب مع أي نقض للالتزامات وفي الوقت المناسب».

وعن التنسيق مع سائر أعضاء مجموعة 1+5 من دون أمريكا، قال «قاسمي»«بإمكان الإعلان أو عدم الاعلان عن قراراتنا ونحن نتخذ قراراتنا استنادا للوضع القائم وبإمكانهم أن يقفوا على أي مسار نسير نحن .

وحول إيعاز الرئيس «حسن روحاني» بشأن البدء بتصميم محركات الدفع النووي وما إذا كان ينبغي المبادرة إلى ذلك، قال «قاسمي» إن هذه القضية تقنية وينبغي أن نسأل منظمة الطاقة الذرية الإيرانية .

ووصف «قاسمي» خطوة «روحاني» بأنها جادة وفي محلها وجاءت استنادا لتوصيات وقرارات الهيئة العليا للاشراف على الاتفاق النووي.

وعن تعاون إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية وما إذا كانت إيران ستستفيد من تعاون الوكالة في إنتاج محركات الدفع النووي قال «قاسمي» انه وفقا للاتفاق النووي والاتفاق مع الوكالة فان بامكان ايران الاستفادة من حقوقها في الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

مستشارون إيرانيون في سوريا

وردا على سؤال حول تصريحات الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» بشأن حضور مستشارين إيرانيين في سوريا، قال «قاسمي» إن «الوضع في سوريا سار على خلاف توقعات بعض الدول الاقليمية والأجنبية ولم يكن هناك تصور بأن تصل الأمور في سوريا إلى ما هي عليه الآن بل كانوا يعتقدون أن بإمكانهم حسم الأمر في السنة الأولى.

وتابع أن الوضع الراهن في سوريا وضع جديد وأن حلب عادت إلى ما كانت عليه وتمكنت الحكومة السورية من حسم الأمور في حلب في غضون شهرين، في إشارة إلى سيطرة النظام السوري على المدينة من أيدي المعارضة.

وقال إنه «من الطبيعي أن تثور حفيظة من لم تتحقق توقعاته ويحاول الاسقاط وتغيير المعادلات وتوخي نهج اخر في سوريا. وأضاف أنهم في وضع حرج لاتخاذ القرار وعليهم أن يبرروا عملهم الخاطئ والضعيف بشان سوريا ومن هنا فهم يبحثون عن شماعة يعلقون عليها  اتهاماتهم».

وعن سؤال حول السياسة الخارجية للرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» إزاء إيران، قال «قاسمي» «ليس من الصواب أن نحكم مسبقا على السياسة الخارجية لترامب فهو رئيس منتخب وسيبدأ عمله في المستقبل وقد شكل فريقا واتضحت عناصره المفصلية ويمكننا أن نخمن بعض الأشياء ولكن نظرا إلى مواقف الحزب الجمهوري والسيد ترامب نفسه فإن الحكم ليس في محله الان .

وأضاف «قاسمي» أنه علينا ان نصبر ويمضي الوقت شيئا ما لكي يتسنى لنا الحكم بشان الامور، فالتكهن الآن حول ترامب سابق لاوانه .

وقال «روحاني»، الأحد، إن بلاده ملتزمة بالاتفاق النووي، ما دامت الأطراف المقابلة ملتزمة أيضا.

وأوضح خلال استقباله مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية «يوكيا آمانو»، اليوم، أن «استمرار الاتفاق النووي الموقع مع الدول الكبرى، رهن بالتزام جميع الأطراف بتعهداتها».

وأضاف «روحاني» أن بلاده «ستعمل بتعهداتها ما دامت الأطراف المقابلة ملتزمة بتعهداتها في الاتفاق».

ولفت الرئيس الإيراني إلى أنه «انطلاقا من أخلاقنا وتعاليمنا الدينية والثقافية، فإننا ملتزمون  بتعهداتنا ولن نكون البادئين بانتهاك تلك التعهدات».

تمديد العقوبات

وتأتي تصريحات «روحاني»، عقب إقرار الكونغرس الأمريكي، قبل أسبوعين بأغلبية الأصوات، على مشروع القانون الهادف لتمديد العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران 10 سنوات.

وأعلنت الوكالة الدولية الشهر الماضي، أن «طهران تجاوزت الحد الأقصى لمخزونها من الماء الثقيل، بمقدار 100 كيلو غرام، بينما يحق لها تخزين 130 طن منه، ويتعين عليها تصدير الفائض عن هذا الحد، وفقًا للاتفاق النووي».

ويستخدم الماء الثقيل لتبريد المفاعلات، التي يمكن أن تنتج كميات كبيرة من البلوتونيوم، الذي يمكن استخدامه لصنع لب انشطاري لرؤوس حربية نووية.

وطلبت إيران السبت، اجتماعا رسميا، مع مجموعة دول 5+1، حول تمديد العقوبات الأمريكية على طهران، والذي اعتبرته «انتهاكا» للاتفاق النووي.

وفي رسالة الى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي «فيديريكا موغيريني»، دعا وزير الخارجية الإيراني «جواد ظريف» إلى «اجتماع للجنة المشتركة للاتفاق النووي حول التحرك الأخير لواشنطن» لتجديد العقوبات على إيران، حسب ما ذكر التلفزيون الايراني.

و«موغيريني» مكلفة الاتصالات بين إيران ومجموعة دول 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا).

وكانت ايران قد تعهدت بالرد إذا ما تم تجديد العقوبات، معتبرة أن هذه الخطوة تنتهك الاتفاق النووي بين ايران والقوى العالمية، التي خففت العقوبات في مقابل فرض قيود على البرنامج النووي الإيراني.

وانتقد المسؤولون الإيرانيون بينهم المرشد الاعلى للجمهورية «علي خامنئي» والرئيس «حسن روحاني» تجديد العقوبات الأمريكية الذي اعتبروه «خرقا» للاتفاق المبرم في 2015.

وفي14 يوليو/ تموز 2015، توصلت إيران إلى اتفاق نووي شامل مع القوى الدولية (مجموعة 5+1)، يقضي بتقليص قدرات برنامجها النووي، بعد حوالي عامين من المفاوضات، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها بهذا الخصوص.

المصدر | الخليج الجديد + فارس

  كلمات مفتاحية

إيران الاتفاق النووي سوريا أمريكا