تجديد قانون العقوبات الإيرانية يضع الاتفاق النووي «في مهب الريح»

الجمعة 23 ديسمبر 2016 04:12 ص

يرى خبراء أن تجديد قانون حول العقوبات الأمريكية على طهران والتهديدات الإيرانية ببناء سفن تعمل بالدفع النووي تثير أزمة جديدة بين واشنطن وطهران، والتي تضع الاتفاق النووي، الذي انتقده الرئيس المنتخب «دونالد ترامب»، في مهب الريح، حسب تحليل لوكالة فرانس برس.

ومطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، جدد الكونغرس الأمريكي لمدة عشر سنوات «قانون العقوبات على ايران» الذي تنتهي مدته نهاية العام.

وأجاز الرئيس «باراك أوباما»، الذي ساهم بشكل كبير في إبرام الاتفاق النووي التاريخي مع إيران في 2015، هذا التمديد، لكنه امتنع عن توقيع القانون.

ودان المرشد الإيراني الأعلى «علي خامنئي» والرئيس «حسن روحاني» «الانتهاك الواضح» للاتفاق النووي المبرم مع مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) الذي يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني لقاء رفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية الدولية.

وبعد تطبيق الاتفاق في يناير/كانون الثاني علقت واشنطن العقوبات الرئيسية المنصوص عليها في «قانون العقوبات على إيران» منها تلك المرتبطة بالاستثمارات في قطاعي النفط والغاز في إيران.

إلا أن عقوبات أخرى منفصلة عن «قانون العقوبات على إيران» المرتبطة بالإرهاب وبحقوق الإنسان وبرنامج الصواريخ الباليستية لا تزال مطبقة.

لكن بالنسبة إلى البيت الابيض لا يغير تجديد «قانون العقوبات على إيران» شيئاً خصوصاً إذا بقيت العقوبات الرئيسية المنصوص عليها فيه معلقة طالما تحترم إيران تعهدها بالحد من أنشطتها النووية الحساسة.

مناورات سياسية

ويعتبر المسؤولون الإيرانيون أن المادة 26 في الاتفاق النووي، تؤكد أن واشنطن «ستمتنع عن فرض أو إعادة تطبيق عقوبات نص عليها الملحق 2» في الاتفاق بما في ذلك «قانون العقوبات على إيران».

وقال «فؤاد أزادي»، الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة طهران، إن «الاتفاق لم يحظ أبداً بتأييد الكونغرس الاميركي الذي يريد الاستفادة من انتهاء ولاية أوباما لإيجاد وسيلة لخرقه دون أن يلاحظ أحد».

لكن بالنسبة إلى الخبراء الغربيين لا فرق إذا جدد «قانون العقوبات على إيران».

وقال «دان نيوكومب» المحامي المتخصص في العقوبات في مكتب «شرمان اند سترلنيغ» في نيويورك: «لا يهم القانون طالما انه لن يكون لذلك آثار ملموسة. اعتقد انها مناورات سياسية للإيرانيين».

ورأى خبير آخر في مكتب «هورايزن كلاينت اكسس» الاستشاري للطاقة في نيويورك أنه «من غير الممكن» عدم إبلاغ الإيرانيين خلال المفاوضات النووية بأن الكونغرس سيجدد «قانون العقوبات على إيران».

وأضاف «سام كاتلر» أن «الإيرانيين كانوا على علم بأن ذلك سيحصل والتنديد الآن (بهذا التجديد) على أنه انتهاك مناف للمنطق».

وتابع أن عبارة أساسية ادرجت في الاتفاق أشارت إلى «دور كل من الرئيس والكونغرس» تحديداً لأنه كان من المعلوم أن نواباً سيحاولون التسبب بمشاكل.

الضوء البرتقالي

وبموجب اتفاق العام 2015 على الولايات المتحدة إلغاء كل القوانين التي تنص على عقوبات مرتبطة بالملف النووي حتى 2023.

لكن «قانون العقوبات على إيران» سيبقى مطبقاً لأن الكونغرس تعمد تجديده لعشر سنوات بدلاً من خمس عادة، حسب «أزادي».

وأضاف: «أيا كان الرئيس في العام 2023 لن يتمكن وضع حد للعقوبات لأن هذا القانون سيبقيها حتى العام 2026».

ولفت «أزادي» إلى أن المسؤولين الإيرانيين يشعرون بالإحباط؛ لأن الاتفاق النووي لم يأت بالنتائج المرجوة. وأضاف: «لم تحصل ايران على ما كانت تأمل به».

وإبقاء نظام العقوبات الأمريكية يضر بعلاقات طهران الاقتصادية مع باقي العالم.

وترى طهران أن على الخزانة الأمريكية اتخاذ تدابير اضافية لطمأنة المصارف المترددة في التعامل مع إيران بسبب العقوبات.

وقال «أزادي»: «طلبت بعض المصارف الحصول على ضوء اخضر، لكنها حصلت على ضوء برتقالي وهذا لا يكفي».

ناهيك عن وصول «دونالد ترامب» إلى البيت الابيض في يناير/كانون الثاني المقبل، الذي أحاط نفسه بمستشارين معادين لإيران ووعد خلال حملته بتفكيك الاتفاق النووي.

وإضافة إلى احتجاجاته العلنية، أمر «روحاني» علماء بلاده ببدء «إنتاج محركات تعمل بالدفع النووي في النقل البحري».

وهو تهديد تم اختياره بدقة بما أن مثل هذه السفن يمكن أن تستخدم اليورانيوم العالي التخصيب المستخدم أيضاً في إنتاج الأسلحة النووية.

وقال «شاشانك جوشي» من معهد «رويال يونايتد سورفيسز انستيتيوت» في لندن إن «إيران تريد أن تظهر بأنها تفكر في تحرك قوي لكن من دون أن تقوم به فعلياً».

وأضاف: «إيران مستعدة لتمزيق الاتفاق في حال وصلت الأمور إلى حد بعيد».

  كلمات مفتاحية

إيران أمريكا الاتفاق النووي قانون تجديد العقوبات

الإفراج عن كل الأرصدة الإيرانية المجمدة في الخارج