ضابط إيراني: قوات «الأسد» نهبت منازل المدنيين في حلب من الثلاجة إلى التلفاز

الثلاثاء 27 ديسمبر 2016 03:12 ص

كشف ضابط إيراني شارك بمعارك حلب في ملف صوتي تم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، عن سرقات قامت بها عناصر الجيش السوري بعد السيطرة على كل حي أو منطقة، حيث يقومون باقتحام المنازل وينهبون كل ما فيها.

وتحدث الضابط الإيراني في الحرس الثوري، «محسن بهاري»، الذي رجع حديثا من الخطوط الأمامية في خان طومان، منطقة جبل سمعان في محافظة حلب، عن صعوبة المعارك في سوريا قائلا: «إن بعض عناصر جيش النظام السوري يتوسلون ألا تستهدف مدفعيتنا مواقع معينة من المعارضة في حلب حيث يتواجد إخوة لهم بين المعارضة».

وقال متأثراً بما شاهد، إن «جندياً من جيش النظام طلب من القادة الإيرانيين ألا يشرعوا بالقصف في الساعة المعينة، حيث يقوم أخوه العضو في جبهة فتح الشام (النصرة) في هذا الوقت بحراسة الموقع المراد استهدافه، وطلب تأجيل القصف حتى ينتهي من الحراسة، مضيفا أن «الحرب في سوريا أصبحت في غاية الصعوبة، حيث إن عناصر من جيش النظام معهم وأخوة لهم في الطرف الآخر».

وأضاف: «في الليالي التي يتم استهداف مواقعنا، لا يتعرض الجيش السوري الذي بجانبنا حتى لطلقة واحدة، لأن بعض أفراده يسلمون المعارضة جميع المعلومات، ويطلقون خرطوشة غاز ليقولوا لأخوانهم في الجهة المقابلة المعارضة للنظام إننا هنا لا تستهدفونا، وإن الإيرانيين في المكان الآخر».

وتثبت تصريحات ضابط الحرس الثوري الإيراني المثيرة للجدل، خلاف ما تدعيه السلطات الإيرانية حول المعارضة السورية المسلحة، حيث لا تزال تصر طهران على أنها مجموعات إرهابية جاءت من خارج سوريا.

رغم ذلك، لم يبرئ «بهاري» جيش النظام السوري من الانتهاكات، حيث أشار إلى ما يفعله الجيش التابع لقوات النظام، حين يدخل إلى مناطق تسيطر عليها قوات المعارضة، ويقوم أفراد منه وبرتب عسكرية مختلفة بسرقة محتويات المنازل من أدوات منزلية وأجهزة كهربائية ومفروشات، وإن لم يتمكنوا من سرقتها يقومون بتكسيرها، على حد قوله.

وأنهى كلمته التي ألقاها على ما يبدو أمام حشد من قوات الحرس الثوري في إيران: «أتمنى أن تنتهي الحرب في سوريا، لأن الضحية فيها هو الشعب السوري فقط.. عندما نقتحم منطقة يدخل الجيش السوري بعدنا بالحافلات ويسرق كل شيء من الثلاجات إلى أجهزة التلفاز، وإن لم يتمكن من نقل شيء ما يقوم بتكسيره أو حرقه».

النهب مستمر

وكانت مصادر قد أفادت في وقت سابق، بأن قوات «الأسد»، قامت بعمليات نهب واسعة للبيوت في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، بعد إخلائها من سكانها.

وأفادت المصادر أن نهب البيوت بدأ مع انطلاق الحملة على المدينة في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، مؤكدة أن «قوات النظام دأبت على فرض طوق أمني على الأحياء التي تمت السيطرة عليها، بحجة تفكيك الألغام، ومن ثم نهب بيوتها».

واتهمت المصادر «المسلحين التابعين للعقيد في جيش النظام سهيل الحسن، بالوقوف خلف عمليات النهب»، موضحة أن آلاف البيوت سرقت بشكل كامل في أحياء حلب الشرقية.

وأوضحت أن «النهب يتركز على الأدوات الكهربائية، والكابلات النحاسية، والبضائع المسروقة يتم نقلها إلى بلدة جبرين شرقي حلب، وتباع بأسعار بخسة، في سوق كبير هناك للبضائع المنهوبة».

وتابعت «تباع البضائع (المنهوبة) بأسعار لا تساوي أحيانا 10% من قيمتها الحقيقية، فيما تم نقل قسم منها إلى المحافظات السورية الأخرى».

وأكدت المصادر أن «حملة النهب ما تزال مستمرة في أحياء سيف الدولة والزبدية وصلاح الدين والسكري، التي دخلتها قوات الأسد والميلشيات الموالية لها مؤخرا، بعد اتفاق إخلاء عشرات الآلاف منها».

والخميس الماضي، غادرت آخر دفعة من المقاتلين والمدنيين عن آخر معقل كانت تسيطر عليه الفصائل المُعارضة في شرق حلب، فيما أعلن جيش النظام من ناحية أخرى سيطرته التامة على المدينة.

المصدر | الخليج الجديد + العربية

  كلمات مفتاحية

الأسد سوريا إيران حلب نهب