«كيري» ينتقد الاستيطان و«نتنياهو» يتهمه بالانحياز و«ترامب» يغرد: كوني أقوى يا (إسرائيل)

الأربعاء 28 ديسمبر 2016 06:12 ص

انتقد وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» توسع (إسرائيل) في الاستيطان في الأراضي الفلسطينية، فيما رد رئيس الوزراء (الإسرائيلي) «بنيامين نتنياهو» باتهامه بالانحياز ضد (إسرائيل)، ومن جانبه علق الرئيس الأمريكي المُنتخب «دونالد ترامب» في تغريدة: «كوني أقوى يا (إسرائيل) 20 من يناير يقترب»، مشيراً إلى موعد تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.

رؤية إدارة «أوباما»

أكد وزير الخارجية الأميركي «جون كيري» مجدداً، اليوم الأربعاء، أن حل الدولتين هو «السبيل الوحيد الممكن لإقامة سلام عادل ودائم بين (الإسرائيليين) والفلسطينيين» وللحفاظ على الطابع «الديموقراطي» لـ(إسرائيل).

وحذر «كيري في خطاب شامل ضمنه رؤية إدارة الرئيس «باراك أوباما» حول الشرق الأوسط، من أن حل الدولتين بات في «خطر كبير»، بحسب «رويترز».

وأوضح «كيري» أن تبني مجلس الأمن، الجمعة، قراراً يدين الاستيطان (الإسرائيلي) ويُطالب بوقفه، بفضل امتناع واشنطن عن التصويت، وهو القرار الذي أثار غضب سلطات (إسرائيل)، «كان يهدف إلى الحفاظ على حل الدولتين».

وعلى الفور ندد رئيس الوزراء (الإسرائيلي) «بنيامين نتانياهو» مساء بخطاب «كيري» واصفاً إياه بـ «المنحاز» ضد (إسرائيل). وأفاد بيان صادر عن مكتب «نتانياهو» «على غرار قرار مجلس الأمن الذي قدمه الوزير كيري إلى الأمم المتحدة، كان خطابه الليلة منحازاً ضد (إسرائيل)»، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.

وبحسب «نتانياهو» فإنه «لأكثر من ساعة، تعامل كيري بشكل مهووس مع المستوطنات وبالكاد تطرق إلى أصل الصراع، معارضة الفلسطينيين لأي دولة يهودية ضمن أي حدود»

وأضاف «كيري» «اليوم هناك أعداد متساوية من اليهود والفلسطينيين بين نهر الأردن والبحر المتوسط (...) يمكن أن يختارا العيش معاً أو الانفصال في دولتين». وتابع «لكن هناك حقيقة أساسية وهي إذا كان الخيار العيش في دولة واحدة. وسيكون على (إسرائيل) أن تختار إما أن تكون يهودية أو ديموقراطية ولا يمكنها أن تكون الاثنين معاً، كما أنها لن تكون أبداً في سلام».

وتساءل «كيري» «كيف سيكون بإمكان (إسرائيل) الموائمة بين احتلالها الدائم (لأراضي الفلسطينيين) وقيمها الديموقراطية؟». وقال إن «ما ندافع عنه هو مستقبل (إسرائيل) كدولة يهودية وديموقراطية تعيش بسلام إلى جانب جيرانها».

وأضاف أن قيام دولتي (إسرائيل) وفلسطين، يجب أن يكون وفق ترسيم الحدود قبل حرب 1967 مع «تبادل متعادل للأراضي» برضى الطرفين. وتابع ويعني ذلك الاعتراف بـ(إسرائيل) «دولة يهودية» وبالقدس عاصمة لدولتي (إسرائيل) وفلسطين.

وقال «كيري» إن (إسرائيل) لديها «مشروع لضم أراض في الضفة الغربية وعرقلة أي تنمية فلسطينية فيها». وأوضح أن سياسة المستوطنين «بصدد تقرير مستقبل (إسرائيل)، وهدفهم المعلن واضح: إنهم يؤمنون بدولة واحدة هي (إسرائيل) الكبرى».

وشدد «كيري» على أن «كل من يؤمن جدياً بالسلام لا يمكنه أن يتجاهل حقيقة التهديد الذي تشكله المستوطنات للسلام».

ووافقت (إسرائيل) في وقت سابق اليوم، على تشييد مبنى للمستوطنين من أربعة طوابق في حي سلوان الفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة، بعد ساعات من قرارها إرجاء مناقشات بحث إصدار مئات التراخيص لوحدات استيطانية تجنباً لمزيد من التوتر مع واشنطن.

وأعلنت منظمة «عير عاميم» المناهضة للاستيطان أنه بعد ساعات على قيام لجنة التخطيط والبناء في بلدية القدس بإرجاء النظر في إصدار تراخيص لبناء 500 وحدة استيطانية في القدس الشرقية، فإنها وافقت على تشييد مبنى في قلب حي سلوان الفلسطيني المكتظ.

وبحسب المنظمة، فإن حركة «عطيرت كوهانيم» الاستيطانية المتطرفة التي تدعو إلى الاستيطان في القدس الشرقية المحتلة، قدمت طلب البناء.

وكانت اللجنة المحلية للبناء والتخطيط التابعة لبلدية الاحتلال (الإسرائيلي) أسقطت في وقت سابق اليوم من جدول أعمالها، المصادقة على بناء وحدات استيطانية في القدس الشرقية، مستبقة بذلك عرض كيري رؤيته لـ «حل الدولتين».

وقال العضو في البلدية ولجنة التخطيط «حنان روبين»، بحسب وسائل إعلام (إسرائيلية): «أبلغنا رئيس اللجنة انه تم سحب مناقشة اصدار التراخيص بطلب من رئيس الوزراء (بنيامين نتانياهو) لنتجنب خلافاً مع الحكومة الأميركية قبل خطاب كيري الليلة».

ويأتي هذا في وقت تستمر فيه عمليات الاعتقال اليومية في القدس والضفة المحتلتين، وأفاد موقع «عرب 48» اليوم بأن الجيش (الإسرائيلي) نفّذ 9920 حالة اعتقال في حق الفلسطينيين منذ بداية تشرين الأول (أكتوبر) 2015 وحتى نهاية العام الجاري 2016.

«ترامب» يوبخ إدارة «أوباما»

من جهته، وبّخ الرئيس الأميركي المنتخب «دونالد ترامب» إدارة الرئيس «أوباما» اليوم، على موقفها تجاه (إسرائيل) وذلك قبل كلمة «كيري» التي تتعلق بالموقف الدولي حيال بناء المستوطنات (الإسرائيلية)، بحسب «روسيا اليوم».

وعبر «ترامب» عن امتعاضه من خطوات الرئيس الحالي «أوباما» في مجال تسليم السلطة له، وشدد على أن التصرفات الأخيرة للإدارة الحالية أدت إلى تعقيد وتخريب العلاقات الطيبة مع (إسرائيل).

وكتب «ترامب» على تويتر اليوم الأربعاء : «أفعل كل ما هو ممكن من أجل عدم الالتفات إلى التصريحات الاستفزازية الكثيرة والعرقلة من جانب الرئيس (أوباما).. اعتقدت أن تسليم السلطة سيكون هادئًا ولكن على ما يبدو لم يكون كذلك.. لا يمكننا تحمل أكثر كيف يجري التعامل مع (إسرائيل) بعدم احترام وتجاهل كامل.. في السابق، كانت (إسرائيل) من الأصدقاء المقربين للولايات المتحدة ولكن الآن.. بداية النهاية كانت الصفقة مع إيران ومن ثم صدور هذا( قرار مجلس الأمن الدولي ).. كوني أقوى يا (إسرائيل) فلقد اقترب يوم 20 يناير/ كانون الثاني».

ومن المعروف أن «ترامب» كان قد أكد مرارًا أن السلام ممكن بين الفلسطينيين و(الإسرائيليين) فقط عن طريف المفاوضات المباشرة. وشدد على أن القرار الدولي المذكور يضع (إسرائيل) في موقف سيء جدا خلال المفاوضات.

وكان رئيس مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي «نيوت غينغريتش» (من الحزب الجمهوري) الذي يعتبر واحدًا من أقرب المقربين من «ترامب» قد أعلن أن الأخير وبعد تنصيبه سيلغي 70٪ من المراسيم التي وقعها سلفه.

المصدر | وكالات

  كلمات مفتاحية

كيري استيطان نتنياهو انحياز ترامب إسرائيل أقوى