استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

فجور الثنائي نتنياهو- ليبرمان وما وراءه

السبت 31 ديسمبر 2016 10:12 ص

دبت الهستيريا في أوصال الحكومة الصهيونية إثر قرار مجلس الأمن الذي أدان الاستيطان، وتصدر نتنياهو ووزير حربه ليبرمان المشهد بمواقف وتصريحات عنيفة، ومن ضمنها التعامل مع رئيس أكبر دولة في العالم، ووزير خارجيته كما لو كانا موظفين لدى الحكومة الصهيونية، ولم يقوما بالواجبات الملقاة على عاتقهما!!

لا حاجة لاستعادة تفاصيل الهستيريا وما ترتب عليها من مواقف وتصريحات، فقد تابعها الجميع، وهي لم تنته فصولا بعد، مع العلم أنها لم تكن حكرا على أمريكا، بل طالت أيضا كثيرا من الدول الأخرى التي صوتت لصالح القرار.

وفيما كانت قصة قرار الاستيطان قد استحوذت على الاهتمام، فقد جاءت قصة مؤتمر باريس الذي سيعقد منتصف كانون ثاني يناير المقبل، لتؤدي إلى مزيد من الهستيريا بين قادة دولة العدو، ورأينا كيف هاجمها ليبرمان، وتحدث عنها كأنها دولة تافهة، وليس عضوا دائما في مجلس الأمن، وإحدى أهم الدول الأوروبية.

ليبرمان وصف مؤتمر باريس بأنه “الطبعة الحديثة لمحاكمة درايفوس”، وأن الفرق الوحيد بين محاكمة درايفوس ومؤتمر باريس، هو أن “الشعب الاسرائيلي وكل دولة إسرائيل في قفص الاتهام وليس يهودي واحد”. ودرايفوس كما يعرف الجميع هو الضابط الفرنسي (اليهودي) الذي أتهم بالخيانة في العام 1894، ثم تمت تبرئته، وكان “الأيقونة” التي استخدمها آباء الصهيونية في الترويج لضرورة إيجاد وطن قومي لليهود.

لم يتوقف ليبرمان عند ذلك، بل طالب اليهود الفرنسيين بأن يهاجروا إلى إسرائيل، لأنها مكانهم الطبيعي، وهي محض إهانة لفرنسا، وليست دعوة جدية تبعا لحقيقة النفوذ الهائل لهم هناك، وثماره على دولتهم الأم.

يحدث ذلك على رغم أن مؤتمر باريس، وكما قرار الاستيطان من قبل، لن يترتب عليه شيء عملي، فلا الاستيطان توقف أو سيتوقف، في ظل عدم وجود آلية لتنفيذ القرار، ولا مؤتمر باريس سيفرض على الكيان الصهيوني أي شيء، إذ سيضاف إلى مسلسل طويل من اللقاءات والمؤتمرات، ولا تسأل عن الضرر الذي يصيب القضية من وراء ذلك كله، بدفع عباس وفريقه نحو مزيد من التعويل على العمل الدبلوماسي، ورفض المقاومة، والإصرار على التعاون الأمني.

ولكن، إلى ماذا يشير هذا الفجور في سلوك الثنائي المذكور، وعموم الحالة التابعة لهما؟

إنه يشير بكل وضوح إلى شعورهم بأن الزمن هو زمنهم، وبأن أي تمرد عليهم لن يكون مسموحا به بحال، وأن الفرصة سانحة لتحقيق إنجازات كبيرة على صعيد العلاقة بالفلسطينيين، من جهة، وبالمحيط العربي من جهة أخرى.

بهذا الحريق الذي يشتعل في المنطقة، والذي أشعله خامنئي بجنون أوهامه؛ بوجود رجل مثل ترامب في البيت الأبيض، يمكن للصهاينة أن يجنوا أرباحا كبيرة، وحين يأتي التمرد عليهم في ظل هذه الأجواء، فهذه من الكبائر التي تثير الأعصاب، وتستدعي ردودا حادة.

تلك هي الحكاية في جوهرها الأهم، ولذلك نحن أمام مرحلة صعبة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وما يجعلها أكثر صعوبة هو إصرار القيادة الفلسطينية على تكريس ذات المسار، وهو ما لا يتوقع أن يتغير مهما بدا أن ما يسمونه “الهجوم الدبلوماسي”، سيرتطم بجدار ترامب، فهنا قوم حسموا مسارهم منذ زمن بعيد ولن يغيّروه، وما سيغيّر المشهد هو فقط انتقال انتفاضة القدس إلى مرحلة جديدة في ظل التطورات القادمة من تعزيز للاستيطان والتهويد استغلالا لوجود ترامب.

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

نتنياهو ليبرمان خامنئي. إيران (إسرائيل) ترامب أميركا الاستيطان مجلس الأمن