مسلمو أوروبا غاضبون لوضعهم علي قائمة «الإرهاب» الإماراتية ويسخرون منها

الثلاثاء 18 نوفمبر 2014 06:11 ص

لأن قائمة «الإرهاب» التي أعلنتها الإمارات أول أمس ضمت قرابة 20 منظمة خيرية أوروبية إسلامية من بين 83 منظمة بقائمة «المنظمات الإرهابية»، فقد وجه أغلب هذه المنظمات انتقادات حادة للإمارات معتبرا أن هذا يشوش علي أعمالهم الخيرية، وسخر بعضهم منها باعتبار أنهم منظمات تعمل وفق القوانين الأوروبية وتتواصل مع الحكومات الأوروبية بما فيها «كير» الأمريكية التي تعتبر مستشارا للبيت الأبيض ومع هذا صنفت كمنظمة إرهابية.

فقد أعرب «اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا» (غير حكومي)، عن استغرابه البالغ للقرار الصادر عن الحكومة الإماراتية، بوضعه على قائمة «الإرهاب»، واعتبرته تعسف لا يمكن القبول به، ورسالة خاطئة تقوم بمكافأة التطرّف وتشويه الاعتدال.

وقال الاتحاد الذي يتخذ من بلجيكا، مقرا له، في بيان له الإثنين 17 نوفمبر/تشرين الثاني على موقعه الالكتروني، إنه «يستغرب ويستنكر بأقصى العبارات، الزجّ باسمه وباسم مؤسسات أوروبية وتخصصية محترمة في اتهامات شائنة كهذه، ويرى فيها تعسّفاً واضحاً لا يمكن القبول به».

واعتبر البيان هذه الخطوة مرفوضة لا يمكن فهمها أو تبريرها، مضيفا: «هذا يشير إلى طابعها غير المنطقي أيضاً الذي يزجّ بمسلمي أوروبا في صراعات لا مبرر لها، ويمثل إهانة للدول التي منحت التراخيص القانونية للاتحاد والجمعيات الأخرى».

وأضاف: «هذا القرار المستغرب يسيء بشدة إلى دولة الإمارات، وينقض تقاليد التواصل والانفتاح التي حرص عليها مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كما حرص عليها الاتحاد ومسلمو أوروبا ومؤسساتهم».

وأشار الاتحاد في بيانه إلى علاقات التواصل الإيجابي التي جمعته والعديد من مؤسسات مسلمي أوروبا مع دولة الإمارات العربية المتحدة عبر زمن طويل، بصفته مؤسسة إسلامية أوروبية جامعة، تضمّ في عضويتها مؤسسات في أنحاء القارّة.

ولفت إلى خطورة مكافأة منظمات متطرفة وعنيفة ومسلّحة بوضعها في قائمة واحدة مع اتحادات ومؤسسات اجتماعية وثقافية وعلمية وإنسانية معروفة بمواقفها الوسطية، واعتبرها رسالة خاطئة تقوم بمكافأة التطرّف وتشويه الاعتدال.

واختتم البيان قائلا إنّ «التشهير بمؤسسات المجتمع المدني الملتزمة بالسلم وقيم المواطنة والحرية والتفاهم المتبادل هو سلوك غير مقبول، وإنه سيبقى ومؤسساته الأعضاء متمسكاً بنهجه المعروف في الوسطية التي تقضي بها التوجيهات الإسلامية السمحة، وملتزماً بالقيم والمبادئ الإنسانية والقوانين الأوروبية».

أيضا سخرت الرابطة الإسلامية بالسويد من الحظر الإماراتي، ووصفت قرار الإمارات إدراجها كجماعة إرهابية ضمن قائمة شملت 83 منظمة، بأنه «مثير للسخرية»، بحسب صحيفة «ذا لوكال».

ونقلت صحيفة «ذا لوكال» السويدية عن رئيس الرابطة «عمر مصطفى» قوله: «إنه لأمر مروع  أن يعمد نظام صغير مشهور بانتهاكات حقوق الإنسان إلى تصنيف جمعيات أوروبية مدنية»، ووصف «مصطفى» في تصريحات لوكالة «تي تي نيوز» القرار الإماراتي بأنه «مثير للسخرية».

ونقلت «ذا لوكال» عن «ماجنوس رانستورب» خبير شئون الإرهاب بمنظمة «نورديك» قوله إن «القرار الإماراتي بمثابة تغيير في قواعد اللعبة، لأنه يضع منظمات إرهابية بجانب فئة ثانية من الجماعات الإسلامية ليست إرهابية بكل تأكيد».

واعتبر «رانستورب» أن الإمارات ربما تنظر لتلك المنظمات باعتبارها توفر مظلة لجماعة «الإخوان»، ومضى يقول: «القرار الإماراتي يرتبط  بالسياسة وصراع السلطة في مصر»، وأشار إلى احتمال وجود بعض الأفراد «المراوغين» داخل تلك الجمعيات الإسلامية الاسكندينافية يساعدون على تمويل «الإخوان»، بحسب تعبيره.

ونفت «الرابطة الإسلامية بالسويد»، على نحو متكرر، كونها جزءا من جماعة «الإخوان»، مشيرة إلى أن العلاقة «إلهامية»، لكنها لا تتلقى منها الأوامر، ولفت الخبير الإسكندنافي إلى أن القرار الإماراتي قد يترتب عليه عدم قدرة أفراد الرابطة السويدية على زيارة ذويهم في الدولة الخليجية.

وقد طالبت وزارة الخارجية النرويجية من الإمارات توضيحاً تبين فيه أسباب إدراج «المجلس الإسلامي النرويجي» في قائمة «الإرهاب»، نافية صلته بتلك النشطات ومبدية استغرابها من القرار.

أيضا أبدت منظمة مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «كير» تعجّبها واستنكارها الشديد من إضافتها لقائمة الجماعات الإرهابية الإماراتية، واصفًة ذلك بـ«التحرك الغريب» للسلطات الإماراتية.

وطالبت «كير» في بيان السلطات الإماراتية بتوضيح أبعاد تشكيل هذه القائمة «الصادمة والغريبة» من منظورها، حيث أنه «ليس هناك أي أساس واقعي لإدراج كير وغيره من منظمات الحقوق المدنية والأمريكية والأوروبية وجماعات الدعوة الإسلامية في هذه القائمة»، على حد تعبيرها.

وأضاف البيان الصادر عن المنظمة، أنها مثل بقية المؤسسات التي تمثل التيار الرئيسي للمجتمع المسلم الأمريكي، وتُعد نموذج للدعوة، وهي على نقيض تام عن التطرف والعنف.

وتابع البيان بالقول «إننا ندعو مجلس وزراء الإمارات العربية المتحدة لمراجعة هذه القائمة وإزالة منظمات مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، والجمعية الأمريكية الإسلامية ومنظمات المجتمع المدني الأخرى التي تعزز سلميا الحقوق المدنية والديمقراطية والتي تعارض الإرهاب كلما حدث ذلك، أينما وقعت وأيا كان حاملها».

وضمت القائمة منظمات أوروبية إسلامية تخضع للقوانين المحلية والدولية، وبعضها منظمات إنسانية وخيرية ناشطة لتقديم الدعم الإنساني في أنحاء الكرة الأرضية، مثل اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، وجمعيات أخرى في فرنسا وإيطاليا وفنلندا والسويد والنرويج وبريطانيا وبلجيكا والدنمرك، إضافة إلى مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية الذي تعترف به الولايات المتحدة الأمريكية نفسها ويجتمع مسئولوها به في المناسبات الدينية الإسلامية، إضافة إلى استشارته في شؤون سياسية عديدة.

ردود أفعال عربية

أيضا اعتبر أمين عام حزب (الأمة) الإسلامي، والناطق باسم مؤتمر الأمة الكويتي، «محمد مفرح»، قائمة المنظمات الإرهابية التي أعلنتها دولة الإمارات بأنها: «تفتقد للأسس الشرعية والقانونية»، مشيرا إلى أن هذه القائمة أعدت لمواجهة المعارضين السياسيين، سواء للحكومة الإماراتية أو للحكومات العربية المستبدة وخاصة في الخليج العربي.

وفي رد لها على هذا التصنيف، قالت «أحزاب الأمة» في كل من السعودية والإمارات والكويت في بيان نشرته على موقعها الرسمي، إن «حكومة الإمارات تمارس الإرهاب الأمني والقمع البوليسي، واستخدام القانون والقضاء لممارسة أبشع انتهاكات منذ سنوات لتملأ سجونها بالمصلحين الأبرار والمفكرين الأحرار الذين لا جرم لهم إلا إنهم دعوا إلى الإصلاح».

وأضافت «كل تلك الجرائم الإرهابية تمارسها حكومة الإمارات كإرهاب دولة ضد مواطنيها ومعارضيها، وهي تفتقد لكل أسس الشرعية السياسية»، وتابعت «حكومة الإمارات غير منتخبة، فهي لا تمثل شعب الإمارات وبلا مجلس شعب منتخب يراقب تصرفاتها وبلا قضاء حر عادل ينصف المظلوم فيها».

وينضوي الحزب ضمن (مؤتمر الأمة) الذي يضم «حزب الأمة الإسلامي بالسعودية»، و«حزب الأمة الإماراتي»، و«حزب الأمة الكويتي»، وجاءت ضمن قائمة المنظمات التي اعتبرها الإمارات إرهابية.

وشدد «المفرح» على أن «أحزاب الأمة» في الخليج، هي أحزاب سياسية سلمية، تدعو للحرية والتعددية السياسية ووحدة دول الخليج العربي، وقد طرحت أحزاب الأمة في الخليج رؤاها السياسية للإصلاح السياسي.

وأشار إلى أن حكومات الخليج، لم تكتف برفض ما طرحته أحزاب الأمة من دعوة للإصلاح السياسي، بل قامت الحكومة السعودية بالقبض على رئيس «حزب الأمة الإسلامي» الشيخ «عبدالعزيز الوهيبي»، ونائبه «أحمد الغامدي».

وأوضح «المفرح» أن «أحزاب الأمة» في الخليج ماضية في عملها السياسي السلمي، حتى يتحقق لشعوب الخليج العربي حقهم في الحرية واختيار من يحكمهم ويمثلهم كبقية شعوب العالم ولن يثنيها عن ذلك قائمة الحكومة الإماراتية الإرهابية.

أيضا أبدى عضو المكتب السياسي لـ«الحركة الدستورية الإسلامية بالكويت»، «أسامة الشاهين»، استغرابه من إدراج «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» ومجلس العلاقات العربية الأمريكية «كير» في القائمة التي أعلنتها الإمارات.

وأضاف «الشاهين»: «القرار الذي أصدرته الإمارات يحتاج إلى مراجعة، والتراجع عنه»، وصفا إياه بأنه «ليس تجفيفا لمنابع الإرهاب بل تجفيف لمنابع الوسطية والاعتدال».

وانتقدت جماعة «الإخوان المسلمين» الإماراتية (جمعية الإصلاح)، قائمة أصدرتها السلطات في البلاد، تحوي قائمة تضم 83 تنظيما صنفتها أنها إرهابية، على رأسها الجمعية، واعتبرت الجماعة في بيان أصدرته ونشرته على موقعها الإلكتروني، أن هذه القائمة «تمعن في تمزيق المجتمع الإماراتي، واستعداء مؤسسات وشعوب العالم الإسلامية».

وحذرت من أن تلك القائمة، «توفر أرضيه خصبه للإرهاب، من خلال تبنى إرهاب الدولة بمصادرة الحريات ووصم الأصوات السلمية المعتدلة المناشدة للحرية بالإرهاب»، واعتبرت الجمعية أن دعوتها «كانت وما تزال تحفظ الشباب من الانزلاق في مستنقع الإرهاب والتطرف بمنهجها الوسطي المعتدل المرسخ لمبادئ الوطنية».

أيضا قال «إبراهيم منير» الأمين العام للتنظيم الدولي لجماعة «الإخوان المسلمين» إن وصف الإمارات الجماعة بالإرهاب «تحصيل حاصل وليس مفاجئًا ولن يؤثر علي مستقبل الجماعة»، ملصقا تهمة الإرهاب بالإمارات نفسها لتدخلاتها في مصر.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات قوائم الإرهاب الكويت السعودية حزب الأمة الإخوان المسلمين

الإمارات تصنف «اتحاد علماء المسلمين» كمنظمة إرهابية بعد فشل «كيانها الموازي»؟!

«أحزاب الأمة في الخليج»: حكومة الإمارات هي الراعي الأول للإرهاب وتفتقد الشرعية السياسية

الإمارات تدرج الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وداعش والحوثيين ضمن المنظمات الإرهابية

الإمارات تصدر قانونا اتحاديا بشأن مكافحة الجرائم الإرهابية

السعودية ترحب بإدراج مجلس الأمن أشخاص خليجيين على قائمة عقوبات القاعدة

الإمارات العربية العظمى !!

الإمارات إذ تلف حبل «الإرهاب» على رقبتها

نشطاء: «محمد بن زايد» يعلن الحرب على الإسلام

قائمة «الإرهاب» تقوض نزاهة الإمارات

ردا علي هجوم «شارلي إيبدو»: وقوع اعتداءات مسلحة على مساجد ومطاعم في فرنسا

مسؤول بالأمم المتحدة ينتقد تصرفات الصين مع الويغور في تركستان الشرقية

نحو 7 آلاف جريمة كراهية ضد المسلمين في أوروبا عام 2015