زيارة «عون» للسعودية تثير غضب أتباع إيران و«حزب الله» في لبنان

الخميس 5 يناير 2017 05:01 ص

أثارت الزيارة المرتقبة للرئيس اللبناني «ميشال عون» إلى المملكة العربية السعودية غضب نظام الولي الفقيه في إيران، خصوصا مع استكمال الاستعدادات والاتصالات من أجل إتمام هذه الزيارة مطلع الأسبوع المقبل.

وكانت صحف تمولها إيران في لبنان استبقت الإعلان عن الزيارة بحملة تساؤلات عن اختيار المملكة كمقصد أول لجولة «عون»، ووصلت هذه الحملة أحيانا حد الهجوم المباشر على خيارات الأخير، والتشكيك بمدى ولائه لـ«حزب الله» وإيران التي اعتبرت في حينه أن انتخابه رئيسا هو انتصار لها.

ونقلت صحيفة «الوطن» السعودية، عن مراقبين، أن حملة مريدي إيران لم تنجح، وسوف يصل «عون» المملكة على رأس وفد حكومي كبير في أول إطلالة لبنانية خارجية بعد انتهاء أزمة الشغور الرئاسي والحكومي التي استمرت عامين ونصف العام وتتحمل إيران وأتباعها المسؤولية عنها.

وأشار المراقبون إلى أن اختيار «عون» زيارة المملكة كمحطة خارجية أولى أثار ارتياح الغالبية الساحقة من اللبنانيين.

في السياق، نشرت وكالة «مهر نيوز» الإيرانية الرسمية تحليلا عنونته بـ«زيارة ميشال عون إلى السعودية وتقييم موقف حزب الله»، حاولت عبره تبرير قبول «حزب الله» للزيارة دون أن تتخلى عن لهجة اللوم والتهديد تجاه خيارات الدولة اللبنانية.

وبدت تبريرات الوكالة الإيرانية بمثابة توجيهات لقيادة الحزب في لحظة اجتماع الحكومة اللبنانية الذي بحث تشكيل الوفد المرافق لرئيس الجمهورية للمملكة، معتبرة بداية أن قرار «عون» بجعل السعودية «أول محطة خارجية له بمثابة خطوة فاجأت الكثيرين وأثارت علامات استفهام لدى المتابعين للشأن الإقليمي».

وتساءلت عن «ماهية الأسباب التي جعلت عون يختار السعودية أولا»، مشيرة في تذكير وتحذير مبطن إلى أن «عون» كان المرشح المقرب والمدعوم من «حزب الله»، وقد وصل إلى كرسي الرئاسة بفضل دعم الحزب وحمايته، حسب قولها.

ويرى مراقبون أن العدوانية الإيرانية لخيار لبنان، وتوجهه لتعزيز علاقاته مع حاضنته العربية، ومركز ثقلها المملكة العربية السعودية، لم تنجح في إلغاء هذا الخيار، الأمر الذي جعل النظام الإيراني يجد التبريرات لأتباعه في لبنان وقبولهم بتوجهات الدولة.

وقالت الوكالة الإيرانية إن ثلاثة أسباب تجعل حزب الله لا يمانع في إتمام الزيارة، منها أن الحزب يزعم التعامل مع الحكومة على أنها تتمتع بالاستقلالية في اتخاذ قراراتها، كما أن أزمة الرئاسة وما عاشه اللبنانيون من معاناة اقتصادية تحتم على الحكومة توفير الاحتياجات المالية والاقتصادية، إضافة إلى أن «حزب الله» لا يريد أن يكون عائقا لعمل الحكومة لاسيما في هذه الظروف.

وبحسب المراقبين، فإن ما أطلق عليه «الظروف» هو ما جعل طهران ترضخ لخيارات لبنان وليست القناعة باستقلال الدولة وشعبها، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن هذه «الظروف» هي ما تخشاه إيران في الأيام المقبلة.

يجرى الرئيس اللبناني «ميشال عون» زيارة إلى كل من السعودية وقطر، خلال الأسبوع المقبل؛ لبحث العلاقات الثنائية والأوضاع في المنطقة.

وقال «رفيق شلالا»، مدير المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري اللبناني، الثلاثاء، إن «عون سيزور السعودية يومي الإثنين والثلاثاء، وقطر يومي الأربعاء والخميس من الأسبوع المقبل».

وأوضح «شلالا»، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية الرسمية (قنا)، أن «عون سيبحث خلال زيارته العلاقات الثنائية بين بلاده وكل من الرياض والدوحة، بالإضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك، والأوضاع في المنطقة».

وكان «محمد بن عبدالرحمن» وزير الخارجية القطري و«خالد الفيصل» المستشار الخاص للعاهل السعودي أمير مكة ، وجها خلال زيارتين متتابعتين قاما بها إلى بيروت، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دعوة رسمية للرئيس اللبناني من أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد» والملك السعودي «سلمان بن عبدالعزيز» إلى زيارة بلديهما.

وفي حال لم يقم الرئيس اللبناني بأي زيارة خارجية حتى الإثنين المقبل، ستكون السعودية هي أول وجهة خارجية له بعد فوزه برئاسة البلاد في 31 أكتوبر/تشرين أول الماضي.

وتُعد إعادة ترتيب علاقات لبنان مع دول الخليج العربي، والتي شهدت تأزما متصاعدا العام الماضي أبرز التحديات أمام «عون».

وتوترت العلاقات السعودية اللبنانية؛ بسبب ما أسمته المملكة بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر الإقليمية والدولية، لاسيما من «حزب الله»، عقب الاعتداء على سفارتها في طهران مطلع 2016، بالتزامن مع تجميد مساعدات عسكرية سعودية إلى لبنان بقيمة 4 مليارات دولار.

وتتهم السعودية «حزب الله» بالموالاة لإيران، والهيمنة على القرار في لبنان، وتنتقد تدخّله العسكري في سوريا للقتال إلى جانب نظام «بشار الأسد» منذ 2012.

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية اللبنانية ميشال عون الملك سلمان

«السبهان»: زيارة «خالد الفيصل» جاءت لتؤكد أن عروبة لبنان ثابتة

الملك «سلمان» يدعو «عون» لزيارة السعودية في أقرب فرصة