«ترامب» يقر بقرصنة روسيا ويرفض تسييسها: خسارة «كلينتون» سبب تصاعد الحديث

السبت 7 يناير 2017 04:01 ص

قال الرئيس الأمريكي المنتخب «دونالد ترامب»، إن تصاعد الحديث عن القرصنة الروسية في الانتخابات الرئاسية، يعود إلى ما أسماه «الخسارة الفادحة التي مني بها الديمقراطيون».

جاء ذلك، رغم إقرار «ترامب» بالقرصنة، خلال اجتماع له مع قادة الاستبخابرات الأمريكية، إلا أنه رفض تسييسها.

وقال «ترامب»، اليوم السبت، في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «السبب الوحيد للنقاش الدائر حول اختراق حسابات الحزب الديمقراطي، ذات الحماية الضعيفة، هو الخسارة الفادحة التي مني بها الديمقراطيون، والتي جعلتهم يشعرون بالحرج الشديد».

وتوصل تقرير جديد للمخابرات الأمريكية، نُزعت عنه السرية الجمعة، إلى أن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» أمر بشن «حملة تأثير» في 2016 تستهدف انتخابات الرئاسة بهدف تقويض العملية الديمقراطية وتشويه المرشحة الديمقراطية «هيلاري كلينتون».

في الوقت الذي كشفت وكالة «أ ف ب»، أن «ترامب»، أقر بوجود عمليات قرصنة، إلا أنه قال إنها «لم تؤثر على نتائج الانتخابات».

جاء ذلك، خلال اجتماع له مع قادة أجهزة الاستخبارات، حيث قال إن «أعمال القرصنة المعلوماتية لم تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي»، بحسب وكالات.

وأضاف: «مع أن روسيا والصين ودولاً أخرى ومجموعات وعناصر في الخارج يحاولون بشكل دائم اختراق البنى المعلوماتية لمؤسساتنا الحكومية، ولشركاتنا وبعض المؤسسات مثل الحزب الديموقراطي، إلا أنه لم يكن لذلك أي تأثير على الإطلاق على نتائج الانتخابات».

وتابع: «كانت هناك محاولات قرصنة للحزب الجمهوري، لكن الحزب أقام دفاعات قوية ضد القرصنة، والقراصنة فشلوا».

وجاء في التقرير الذي يستند إلى معلومات جمعها كل من «مكتب التحقيقات الفيديرالي» و«وكالة الاستخبارات المركزية» و«وكالة الأمن القومي»، أن الغرض من الحملة كان «تشويه سمعة كلينتون والتأثير على قدرتها» في الوصول إلى الرئاسة وعلى «احتمال توليها» السلطة.

والشهر الماضي، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، تحقيقا مفصلا قبل يومين، حول الدور الذي لعبته روسيا في الانتخابات الأمريكية من خلال هجمات القرصنة الإلكترونية، تضمن لقاءات مع العشرات من أعضاء الحزب الديمقراطي، ومسؤولين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية، وإدارة «أوباما».

وألقى التحقيق الضوء على الدور الذي لعبه التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لإسقاط الديمقراطيين، وتعزيز موقع «ترامب»، الذي أعلن مرارا رغبته بعقد تفاهمات مع «بوتين»، متهما سياسات منافسته «هيلاري كلينتون» حيال سوريا بأنها ستؤدي إلى «صدام مع روسيا»، وبالتالي «حرب عالمية» في سوريا.

وفي مقتطفات من مقابلة ستذيعها شبكة «أي بي سي» غداً، قال الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته «باراك أوباما» الذي كان طلب بإعداد التقرير إن «الروس كانوا ينوون التدخل، وقد تدخلوا» في الانتخابات الأمريكية.

وأضاف: «ما يقلقني هو إلى أي مدى رأينا الكثير من الجمهوريين أو المنتقدين أو المعلقين يظهرون ثقة أكبر بفلاديمير بوتين من ثقتهم بنظرائهم الأميركيين، فقط لأن أولئك ديموقراطيون. لا يجب أن يكون الوضع كذلك».

وفرض «أوباما» عقوبات على روسيا، خصوصاً عبر طرد 35 دبلوماسيا اعتبرهم جواسيس، لكن «ترامب» وصف ما يحصل بأنه «حملة سياسية مغرضة» هدفها إضعافه سياسياً.

ويتكتم التقرير على المصادر وطرق الحصول على المعلومات وهو الأمر الذي لن يؤدي إلى إقناع المشككين بنتائجه، لكنه وللمرة الأولى يعلن بوضوح أن الكرملين اتخذ موقفاً منحازاً وإن كان لا يسعى إلى إثبات أن «بوتين» غيّر نتيجة الانتخابات.

ولفت التقرير إلى أنه «من المرجح جداً أن يكون بوتين أراد تشويه سمعة كلينتون لأنه يتهمها علنا منذ العام 2011، بأنها حرضت على خروج تظاهرات ضخمة ضد نظامه في أواخر 2011 وبداية 2012» عندما كانت وزيرة للخارجية الأمريكية.

وحذّر التقرير من أن موسكو «ستطبق الدروس التي تعلمتها» من الحملة التي أمر بها «بوتين» خلال الانتخابات الأمريكية، من أجل التأثير على الانتخابات في بلدان أخرى وبينها بلدان حليفة للولايات المتحدة.

وأشار التقرير الى أن الحملة التي قادتها موسكو للتأثير على الانتخابات الأميركية جاءت في إطار «استراتيجية اتصال» مستوحاة من الأساليب السوفياتية، من بينها «العمليات السرية، ووسائل الإعلام الرسمية، و(اللجوء إلى) طرف ثالث ومستخدمين للشبكات الاجتماعية (...)» يتقاضون أموالاً.

وقبيل الانتخابات الأميركية نشر موقع «ويكيليكس» رسائل إلكترونية مقرصنة تعود إلى «الحزب الديموقراطي» وإلى أحد المقربين من «كلينتون»، ما أثر سلباً إلى حد كبير على المرشحة الديموقراطية.

ولم يتم الكشف عن المعلومات الأكثر حساسية في التقرير الاستخباراتي الذي نشر أمس، لكن «ترامب» اطلع على النسخة الكاملة منه خلال اجتماعه مع قادة الأجهزة الاستخبارية في البلاد.

ووعد الرئيس المنتخب، الذي سيتولى مهماته في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري، بوضع خطة لمكافحة القرصنة خلال الأيام الـ90 الأولى من ولايته.

وشدد «ترامب» على «أن الطرق والأدوات والتكتيكات التي نستخدمها لحماية أميركا يجب ألا تعرض على الملأ، لأن من شأن ذلك أن يساعد من يعملون على إيذائنا».

وأثار التدخل المحتمل لروسيا في الانتخابات الأميركية جدلاً سياسياً كبيراً مستمراً منذ شهرين في الولايات المتحدة.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

ترامب قرصنة بوتين هيلاري كيلنتون روسيا أمريكا انتخابات