لواء سابق بالجيش المصري: تفاهمات مع (إسرائيل) بشأن القوات والإرهاب بسيناء

الخميس 19 يناير 2017 10:01 ص

قال لواء سابق بالجيش المصري إن هناك تفاهمات لبلاده مع (إسرائيل) بشأن مواجهة الإرهاب في سيناء، مؤكدا أن العمليات الإرهابية في تراجع مستمر ومواجهتها لها محوران أحدهما أمني، والآخر تنموى وفكري.

واستبعد اللواء المتقاعد، علاء عز الدين، المدير السابق لمركز الدراسات الإستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية (حكومي) في مقابلة مع وكالة «الأناضول»، إمكانية تحديد سقف زمني للقضاء على «الإرهاب» في سيناء،

وتعيش شبه جزيرة سيناء، شمال شرقي مصر، حالة من الاضطراب الأمني المتزايد جعلها في صدارة المشهد السياسي الإقليمي والدولي، لاسيما مع تزايد عدد الهجمات التي يشنها مسلحون ضد قوات الأمن هناك، وسط إعلان إسرائيلي مؤخرا عن تدريبات لوحدة عسكرية لمواجهة أي إرهاب محتمل يأتي من سيناء.

وأوضح اللواء المتقاعد أنه «لم تستطع أية مجموعة إرهابية السيطرة على شبر واحد من الأرض في سيناء أو تعلن أن هذه المنطقة مستقرة بالنسبة لها، باستثناء بعض الهجمات التي يتم التعامل معها من جانب القوات»، معتبرا أن عدد القوات الذي أعلنته مصر مؤخرا كافٍ للمواجهة.

وكان الرئيس المصري، «عبد الفتاح السيسي»، كشف عن تعداد قوات بلاده في سيناء قائلا إن هناك 25 ألف جندي، و41 كتبية هناك.

وأوضح «عز الدين» أن المشكلة الموجودة في سيناء تتلخص في وجود مجموعة من الإرهابيين يختبؤون في الصحاري والجبال وأحيانا بين السكان الذين يتخذونهم كدروع بشرية في بعض المدن بشمال سيناء.

تفاهمات مع (إسرائيل)

وعن خصوصية سيناء والتحرك العسكري المصري فيها بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل (1979)، وحاجة ذلك لتفاهمات معها، أضاف: «هذه الأعداد من ضمن الاتفاقية، وإذا كان هناك بعض الأسلحة الثقيلة التي دخلت إلى سيناء، فالاتفاقيات الدولية تلزم طرفي المعاهدة بالتفاهم بينهما، وإسرائيل تعلم جيدا الجهود العسكرية المصرية في سيناء وبالتالي لا يوجد ما يقلق أي طرف طالما هناك تفاهمات» وقبول إسرائيلي بزيادة القوات عما هو منصوص عليه في معاهدة السلام بين الجانبين.

ووفق نص معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، تحدد التواجد العسكري المصري بسيناء، في عدة مناطق أحدها (أ) في غربها حيث مسموح فيها بـ22 ألف جندي، بخلاف تسليح يقتصر على الدباباب والمدافع لاسيما المضادة للطائرات، بخلاف منطقة أخرى (ب) في وسط سيناء يقتصر عدد القوات فيها وفق الاتفاقية على 4 آلاف جندي من سلاح حرس الحدود مع أسلحة خفيفة، ثم (ج) الحدودية شرقا والأقرب لـ(إسرائيل)، لا يسمح فيها بأي تواجد للقوات المسلحة المصرية وتقتصر على قوات من الشرطة وقوات دولية فقط.

وحول قراءته لإعلان (إسرائيل) مؤخرا عن تدريبات عسكرية على حدودها ضد أي إرهاب محتمل من سيناء، تابع: «هذه دعاوى معروفة عن إسرائيل، حيث قالت في سنوات ماضية إنها تخشي من عبور عمليات إرهابية من سيناء، وطالبت بتدويل الأمن في سيناء حتى تأمن اعتداءات الإرهابيين».

وأوضح أن «إسرائيل تريد عادة أن تدفع في هذا الاتجاه، وتوجد لها المبرر إذا حدث هجمات ضدها، وفي النهاية هي تنظر لمصالحها لا يهمها وجود إرهاب في مصر أم لا، وتبحث عن أمن مستقر حتى ولو على حساب جيرانها».

وتابع: «نعلم أن إسرائيل العدو الرئيسي، ولها مصلحة أولى فيما يحدث في سيناء؛ لأن إضعاف مصر في صالحها، فالإرهابيون يوجهون هجماتهم ضد الجيش والشرطة وليس ضد إسرائيل».

وحول أسباب التواجد الإرهابي في سيناء، أوضح اللواء المتقاعد علاء عز الدين أن «الفترة التي أعقبت ثورة يناير(كانون ثان) 2011 كانت فترة انفلات أمني، ساهمت في تواجد الإرهابيين بشكل رئيسي».

وقدّر عز الدين أعداد الإرهابيين في سيناء بأنها «لا تتجاوز الألف»، وكلهم من المصريين.

وتنشط في محافظة شمال سيناء منذ عام 2011 عدد من التنظيمات أبرزها «أنصار بيت المقدس»، والذي أعلن في نوفمبر/ تشرين ثاني 2014، مبايعة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وغير اسمه لاحقًا إلى «ولاية سيناء».

واعتبر الخبير العسكري المصري أن الهجمات في تراجع مستمر بالمقارنة بالسنوات الماضية على مستوى الأعداد الإرهابية والمتفجرات، والأسلحة، وسط تضييق أمني وسيطرة على المنافذ وتدمير مخازن ومخابئ للإرهابيين، وسط عمليات عسكرية مستمرة وهذه مؤشرات تراجع لأي من يرصدها.

وفي سبتمبر/ أيلول 2015، اتهمت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الدولية القاهرة «بانتهاك القانون الدولي» في سيناء بتدميرها «آلاف المنازل» والمزارع وتهجيرها بالقوة 3 آلاف أسرة لإقامة منطقة عازلة على حدودها مع قطاع غزة في أكتوبر/ تشرين أول 2014.

وأكد الخبير العسكري المصري، أن مواجهة الإرهاب ليست بالحل العسكري فقط، ولها محوران أحدهما أمني، والآخر تنموى وفكري.

وحول ما يتردد عن تقارب استخباراتي مصري مع حركة حماس مؤخرا، تابع «حماس من مصلحتها أن توجد علاقات طيبة مع أي نظام حاكم في مصر، لاسيما في تبادل المعلومات».

ورحب بلعب حماس لدور داعم للدولة المصرية في سيناء، قائلا: «حماس لو عملت بالفعل مع الدولة المصرية بشفافية ووضوح، وابتعدت عن حفر الأنفاق وغيره، فالوضع سيختلف في سيناء وستكون له نتائج إيجابية لصالح القضاء على الإرهاب».

وشهدت سيناء إعلانًا لحالة الطوارئ في أكتوبر/ تشرين ثان 2014، وتم تمديدها أكثر من مرة على مدار عامين.

  كلمات مفتاحية

سيناء الإرهاب حماس مصر الدولة الإسلامية ولاية سيناء

ناشطون يكذبون رواية «الداخلية المصرية» عن قتل 10 في سيناء: كانوا معتقلين