إعلاميون سعوديون: بالحكمة أو بالمحكمة الجزر ستعود للسعودية

الخميس 19 يناير 2017 12:01 م

أثار حكم المحكمة الإدارية العليا في مصر، الاثنين الماضي، بمصرية جزيرتي تيران وصنافير، ضجة واسعة النطاق في الوسط الإعلامي المصري والسعودية وخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد رفضت المحكمة طعن هيئة قضايا الدولة على حكم القضاء الإداري ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود الموقعة بين مصر والسعودية، والتي تنص على انتقال تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية.

وقال الإعلامي السعودي «عصام الزامل» على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «النفط مقابل الغذاء، الأرض مقابل السلام، الأرض مقابل الرز، (راح الرز.. وتغير الوضع)».

وقال «خالد العلكمي»: «بالحكمة أو بالمحكمة، الجزر ستعود للسعودية، تأخر عودتها سيرافقه مزيد من الحرج، والاحتقان الشعبي، على النظام المصري #تيران_وصنافير_مصرية».

وغرد الدكتور «عبدالملك المالكي» قائلا: «#تيران_وصنافير_مصريه، أفلام ليس لها نهاية في #مصر، جزيرتان عليهما خلاف وبينهما وثائق تاريخية ترتهنان لحكم دولي، وليس لمحاكم داخلية وبلطجة.!».

وقال «عبدالرحمن سعود البلي»: «من حق المواطن المصري أن يرى أن الجزيرتين#تيران_وصنافير_مصريه لكن من حقنا أن نسأل لماذا كذب علينا السيسي باتفاقية غير نافذة؟»، مضيفا: «من يراهن على مصر الحالية يخدع نفسه! جيشها يعيش على المساعدات الأمريكية ونظامها مع من يدفع أكثر! يا خسارة الرز #تيران_وصنافير_مصريه».

وقال «عبدالله المنيفي»: «كيف يوافق السيسي على إعادة الجزيرتين لنا ثم ينقلب مباشرة ويمرر الموضوع عبر القضاء لينفذ من أثار هذه المسرحية الهزلية ⁉#تيران_وصنافير_مصريه».

وكان الكاتب الصحفي السعودي المعروف «جمال خاشقجي» كشف في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن المملكة العربية السعودية كانت ستلجأ إلى التحكيم الدولي حيال حكم القضاء المصري بمصرية جزيرتي تيران وصنافير.

وقال «خاشقجي» آنذاك: «لا شك أن ما يجري يعكس حالة متغيرة في العلاقات المصرية السعودية، لكني أميل إلى أنها إجراءات تقاضي عادية وأمور طبيعية».

وأضاف: «حتى لو افترضنا رفض الطعن فمن المفترض أننا كصحفيين أن نقول إن هذا قرار القضاء المصري فالسعودية حينما تلجأ للتحكيم الدولي وتأخذ القضية إلى بعد آخر وهو ليس بالخصومة، ولكن تحاكم في أروقة أخرى، أنا من هذه المدرسة في تفسير العلاقة المصرية السعودية، لا أن نجملها ولا أن ننمقها».

وقد أصدرت المحكمة الإدارية العليا في مصر، الاثنين الماضي، حكما نهائيا ببطلان توقيع اتفاقية لترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية تضمنت نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر إلى المملكة.

وفي جلسة بثها التلفزيون المصري على الهواء مباشرة، رفضت المحكمة -وهي أعلى جهة للطعون الإدارية وأحكامها نهائية- الطعن الذي قدمته هيئة قضايا الدولة (ممثلة الحكومة) على حكم أصدرته محكمة القضاء الإداري في يونيو/حزيران الماضي، ببطلان الاتفاقية التي تم توقيعها في أبريل/نيسان الماضي.

وقال رئيس المحكمة القاضي «أحمد الشاذلي» بمنطوق حكمه إن «سيادة مصر على جزيرتي تيران وصنافير مقطوع بها، موضحا أن هيئة المحكمة أجمعت على هذا الحكم».

وقد أقر مجلس الوزراء المصري في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع السعودية، مع إحالتها إلى مجلس النواب (البرلمان) لمناقشتها وإقرارها بشكل نهائي.

وتعاني العلاقات المصرية الخليجية، والمصرية السعودية على وجه الخصوص أزمة منذ أكثر من عام، وتحديدا بعد اعتلاء العاهل السعودي الملك «سلمان» عرش المملكة، رغم نفي القاهرة والرياض ذلك، وتأكيداتهما الدبلوماسية أن التوافق والتفاهم هو سيد الموقف بين البلدين.

وكانت مصادر سياسية مصرية مقربة من السفير السعودي لدى القاهرة «أحمد قطان»، كشفت مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي أن هناك رفضا سعوديا تاما لأي تحسن في العلاقات تجاه النظام المصري، يقوده ولي ولي عهد المملكة الأمير «محمد بن سلمان».

وبحسب المصادر، فإن المملكة اعتبرت أن ما حدث في مسألة جزيرتي تيران وصنافير خداعا متعمدا للملك «سلمان بن عبدالعزيز»، الذي زار القاهرة مطلع أبريل/نيسان الماضي، ووقع عددا من الاتفاقات التي كان في مقدمتها تنازل الحكومة المصرية عن جزيرتي تيران وصنافير، في مقابل مساعدات اقتصادية سعودية.

وشملت المساعدات تزويد مصر بمشتقات بترولية، واستثمارات مباشرة، ووديعة في المصرف المركزي لدعم الاحتياطي النقدي، لكن مصر أوقفت تسليم الجزيرتين في أعقاب تظاهرات غاضبة، تحركات قضائية قام بها معارضون مصريون أسفرت عن حكم قضائي بوقف الاتفاقية.

وتمر العلاقات السعودية المصرية بأسوأ أطوارها منذ انقلاب يوليو/تموز 2013 في مصر، إذ أخذ كل فريق بالتلويح بالأوراق البديلة التي يملكها في وجه الآخر، فيما باتت خريطة التقارب بين الدول الإقليمية الكبرى (مصر والسعودية وتركيا وإيران) آخذة في التشكل من جديد في ضوء المعطيات الجديدة.

  كلمات مفتاحية

السعودية مصر تيران وصنافير ترسيم الحدود السيسي العلاقات السعودية المصرية