صحيفة روسية تستبعد إنشاء موسكو قاعدة عسكرية في ⁧‫ليبيا ‏⁦

السبت 21 يناير 2017 08:01 ص

استبعدت صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا الروسية أن تقوم موسكو بإنشاء قاعدة عسكرية لها في ليبيا بدعم من الجنرال «خليفة حفتر».

وقالت الصحيفة إن الزيارة التي قام بها مؤخرا المشير الركن «خليفة حفتر» إلى حاملة الطائرات الروسية (الأميرال كوزنيتسوف)، أوضحت اهتمامات روسيا في ليبيا، على الرغم أن الدبلوماسيين الروس سبق أن صرحوا بأن موسكو تنأى بنفسها كما عن طرابلس، كذلك عن طبرق.

وعن استعداد «حفتر» لمنح موسكو حق استخدام القواعد البحرية والجوية الليبية في بنغازي، وتوسيع منطقة نفوذ روسيا، مقابل الأسلحة، اعتبرت الصحيفة أنه ليس سوى استفزاز.

 وقالت «مهما كانت ثقة الليبيين عالية بروسيا، فإنهم لن يوافقوا أبدا على وجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيهم، لقد ذاق الليبيون الأمرين خلال فترة الاستعمار الإيطالي، التي استمرت ثلاثة عقود، وقدموا خلالها مئات ألوف الضحايا، وخلقت لديهم عقدة رفض الأجنبي. فهم يقولون الصداقة والتجارة ممكنة مع الأجنبي، ولكن لا يمكن التخلي عن الحرية والاستقلال والأرض أبدا».

وأضافت أنه «بالطبع ليس سرا وجود عدد من وحدات القوات الخاصة والمرتزقة في ليبيا. ولم يحرك الليبيون ساكنا حتى الآن لأن الفوضى تعم البلاد، وليس لهذه الوحدات أي دور في استراتيجية توازن القوى».

 واعتبرت الصحيفة أنه حالما تظهر في ليبيا قاعدة عسكرية أجنبية، ستبدأ فورا المقاومة المسلحة. لذلك فإن روسيا لن تقدم على هذه الخطوة، لأن مصالحها في المنطقة عموما وفي ليبيا خاصة لا تكمن في توسيع منطقة نفوذها، بل في محاربة الإرهاب، لكي يعم الاستقرار في البلاد.

وأشارت إلى أنه رغم ذلك فالقاعدة البحرية في طبرق تبدو مريحة وآمنة وعميقة، إضافة إلى أنه تم تحديثها في ثمانينيات القرن الماضي من قبل الخبراء السوفييت، وهي جذابة أكثر من قاعدة بنغازي البحرية.

وتساءلت الصحيفة هل يمكن مساعدة «حفتر» بالسلاح؟ وقالت إن ذلك مستبعد ما دام قرار الحظر على توريد الأسلحة إلى ليبيا ساري المفعول.

لكن من جانب آخر، تم رفع هذا الحظر جزئيا خلال لقاء وزراء خارجية البلدان الدائمة العضوية في مجلس الأمن و20 دولة أخرى في فيينا، حينها تلقت قوات الحرس الوطني الليبية، التي تتمثل مهمتها الأساسية في حماية المواقع النفطية، أسلحة جديدة.

و«السؤال المطروح الآن، هل ستتمكن موسكو من إقناع الدول الغربية برفع الحظر عن توريد الأسلحة إلى ليبيا، وهي تعلم مسبقا بأنها ستصل إلى أنصار حفتر؟ هذا الخيار في الوقت الحاضر غير واقعي، وهو سيكون ممكنا فقط إذا وجدت القيادة الروسية لغة مشتركة مع الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. وإذا حدث ذلك، ستقتدي به بقية الدول وتحول اهتمامها نحو شخص حفتر».

«بيد أن موسكو لن تنتهك حظر تورد الأسلحة إلى ليبيا، وذلك أولا – لأنها لا تريد إثارة الشركاء، لأن هذا قد يحول ليبيا إلى ساحة جديدة للمواجهة بين روسيا والغرب. وثانيا – لمنع انطلاق مرحلة جديدة من سباق التسلح».

وقبل أيام، أفادت صحيفة التايمز اللندنية بأن لدى موسكو خططا ما لتوريد الأسلحة إلى أنصار «حفتر»، محذرة من أن هذا قد يعيد إلى البلاد عمليات عنف جديدة.

في الواقع، فإن «حفتر» ليس بحاجة إلى أسلحة خفيفة، حيث يوجد في ليبيا ما يكفي منها، حيث إنه ر الركن بحاجة إلى أسلحة ثقيلة كالدبابات والمدفعية الحديثة والطائرات الحربية. وبالتأكيد، هذه المعدات بحاجة إلى خبراء لتدريب انصاره على استخدامها وصيانتها. وفي هذا المجال يمكن أن تقدم موسكو المساعدة في تدريب الكادر الليبي.

وسبق أن قام «حفتر» بزيارتين لموسكو في شهر يونيو/حزيران، ونوفمير/تشرين ثان العام الماضي، تباحث خلالهما مع المسؤولين الروس حول إمداده بالسلاح ورفع الحظر الدولي المفروض على ليبيا.

وكان موقع «ديبكا» الإسرائيلي، قد أفاد في وقت سابق بأن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» يسعى للتدخل العسكري في ليبيا إلى جانب قوات «حفتر»، المدعوم من قبل مصر والإمارات مقابل الحصول على قاعدة عسكرية هناك.

وقال الموقع إنه حال كللت هذه المساعي بالنجاح، فسوف تقيم روسيا قاعدة بحرية جوية ثانية في البحر المتوسط، على مسافة 700 كلم فقط من أوروبا.

وأوضح أن «بوتين» يسعى لإقامة قاعدة جوية وبحرية على ساحل البحر المتوسط بالقرب من بنغازي، تكون مشابهة لقاعدة حميميم الروسية القريبة من اللاذقية في سوريا، مقابل المساعدات الجوية والبحرية لقوات «حفتر».

  كلمات مفتاحية

روسيا ليبيا قاعدة عسكرية

صور.. حفتر يلتقي وزير الدفاع الروسي في موسكو