«إيكونوميست»: دعم «ترامب» للاستيطان يضع حكومة «نتنياهو» في مأزق

الثلاثاء 31 يناير 2017 08:01 ص

يقف رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» في مأزق. فهو يفضّل الوضع الراهن من احتلال (إسرائيل) للضفّة الغربية والسماح للفلسطينيين القاطنين بها، والبالغ عددهم 2.9 مليون، بالحكم الذاتي المحدود وليس دولة كاملة. لكنّ لوبي الضغط من المستوطنين الذين يرغبون في ضم «يهودا والسامرة» إلى حوزة (إسرائيل)، يحتاجهم بشدّة في ائتلافه.

وقد حاول استرضاءهم هذا الأسبوع بالموافقة على بناء 3000 وحدة سكنية جديدة، لاسيما في الأحياء اليهودية من القدس الشرقية و «الكتل الاستيطانية» الكبيرة التي من المتوقّع أن تصبح جزءاً من (إسرائيل) في أي اتّفاق سلامٍ مستقبلي. لكنّه لم ينجح بشكلٍ كامل، فقد اشتكت واحدة من المنظمات الاستيطانية الهامة على الفور من أنّه كان يتعيّن عليه السماح بالمزيد من المباني.

ومثل معظم الحكومات الأخرى، تحاول (إسرائيل) التعرّف على ماهية أولويات سياسة «دونالد ترامب» الخارجية، وقد يؤثّر ذلك في حساباتهم الداخلية. وظهر واحد من مؤشّرات التغيير في 24 يناير/كانون الثاني، عندما امتنع البيت الأبيض عن التعليق حول خطط الاستيطان الجديدة. وفي الماضي، كانت مثل تلك الخطط تقابل تعليقات تلقائية حول العقبات في طريق السلام. ورغم العلاقة المتوتّرة مع الرئيس السابق «باراك أوباما»، كانت تلك التوتّرات تقدّم عذرا مثالياً لـ«نتنياهو» لتحجيم جموح شركائه في الائتلاف تجاه البناء والضمّ. والآن يقتنع المستوطنون أنّ «ترامب» سيعطيهم مطلق الحريّة.

لكن يبقى أحد أسباب عدم اليقين في (القدس)، يتعلق بالرسائل المتعدّدة والمتضاربة في واشنطن. ويتمتّع المستوطنون بدعمٍ كبير بين أعضاء الدائرة الداخلية لـ«ترامب»، لاسيما سفيره الجديد في (إسرائيل)، «ديفيد فريدمان»، الذي يرأس منظمة لتمويل الاستيطان. ومع ذلك، كانت بعض التعيينات الأكثر أهمية، بما في ذلك وزير الخارجية القادم (وإن لم يتأكد بعد)، «ريكس تيلرسون»، حريصة جداً على ألّا تعطي أي إشارات على تحوّل كبير في السياسة. وقد حثّ «نتنياهو» حكومته ألّا يظهروا كثيراً من الخروج عن المألوف في السياسة حتّى تصبح الأمور أكثر وضوحا.

ومثال آخر على ذلك هو سياسة الإدارة الجديدة حول نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس. ومثل معظم الدول، كانت الولايات المتّحدة قلقة من نقل سفارتها إلى القدس قبل أن يتم الاعتراف بالقدس عاصمةً لـ (إسرائيل) في اتّفاق سلامٍ رسمي. ومع ذلك، وعد «ترامب» خلال حملته بنقل السفارة إلى القدس، وهي الخطوة التي ستؤجج الرأي العام العربي. ومنذ الانتخابات، أخبر أعضاء من الوفد المرافق له مسؤولين إسرائيليين أنّه عازم على المضي قدماً بهذه الخطوة، لكن في يوم 22 يناير/كانون الثاني، قال أحد المتحدّثين باسم البيت الأبيض «نحن في مرحلة مبكّرة جداً لنناقش حتّى هذا الموضوع». كما تلقّى القادة الفلسطينيون رسائل تطمين بأنّ السفارة لن تنقل في الوقت الحالي. والمؤّكد فقط حالياً هو أنّ إدارة «ترامب» ليس لديها حتّى الآن سياسة مستقرّة تجاه (إسرائيل) والفلسطينيين.

ومن المنتظر أن يتقابل «نتنياهو» مع الرئيس الجديد في واشنطن هذا الشهر. وستكون أولويته هي استغلال الفرصة في التأكيد على معارضة محاولات إيران للتفوّق الإقليمي في الشرق الأوسط. وقد يسعى أيضاً للحصول على مساعدة الرئيس في تحجيم العنصريين في بلاده.

المصدر | إيكونوميست

  كلمات مفتاحية

نتنياهو ترامب الاستيطان نقل السفارة إلى القدس