من هو «ستيف بانون» الذي يقف خلف قرارات «ترامب» الأخيرة؟

الثلاثاء 31 يناير 2017 11:01 ص

نشر موقع «بوليتيكو» الأمريكي تقريرا تناول فيه بعض اللمحات عن سيرة «ستيف بانون» كبير مستشاري الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، ودوره في القرارات الأخيرة التي اتخذها الرئيس والتي أثارت الاحتجاجات ضده بعد أقل من 10 أيام من توليه الرئاسة.

وقال الموقع إن ظهور «بانون» وتأثيره على سياسة «ترامب»، ليس بالأمر الحديث، ولكن دوره معروف منذ إعلان ترامب عزمه الترشح للرئاسة، حيث كان «بانون» آنذاك، يدير موقع «بريت بارت» الإخباري الأمريكي، الذي عرف بدعمه لـ«ترامب».

ووفق «بوليتيكو»، فإن الموقع الذي كان يديره «بانون» عرف بدعمه المتطرف للبيض على حساب السود ومعاداته للمسلمين، وهي السياسة التي ينتهجها كبير مستشاري الرئيس وعرفت عنه هو الآخر حيث كان الموظفون يصفونه بـ«العنصري»، وكان يتعامل معهم بغلظة وبنوع من الديكاتورية في القرارات، وهو ما أدى إلى حدوث بعض الاستقالات.

وبحسب «بوليتيكو»، فإن «بانون» عرف عنه أيضا بمعاداته الشديدة للمسلمين، وهو ما انعكس على القرارات التي اتخذها «ترامب» سواء بالوقف المؤقت لتدفق اللاجئين، أو بحظر دخول المواطنين من 7 دول إسلامية.

«بانون» كان المسؤول أيضا عن وضع «خطة عمل» الأسابيع الأولى لـ«ترامب» في البيت الأبيض، ووضع أوامر تنفيذية ومذكرات، وتحديد متى سيوقع «ترامب» كل وثيقة جديدة، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.

ووفق مصدر مقرب من «ترامب»، فإن «بانون» وهو أيضا رجل أعمال، هو الذي يحدد للرئيس الأمريكي ماذ يفعل بالضبط، سواء حاليا أو خلال الحملة الانتخابية.

وخلافا لبعض المستشارين الآخرين لـ«ترامب»، فإن «بانون»، وفق الموقع، في كثير من الأحيان لا يظهر على شاشة التلفزيون، ولا يذهب إلى موائد العشاء الرسمية، غير أنه يتوافق مع «ترامب» في الكثير من الأمور والقضايا.

ومنذ إعلان «ترمب»، عن اختياره رجل الأعمال، «ستيفن بانون»، في منصب كبير المخططين «المستشارين» الاستراتيجيين في البيت الأبيض، تلقى انتقادات حادة من منظمات متعددة تقول إن «بانون»- 62 عاما- عنصري يتبنى عقيدة تفوق ذوي البشرة البيضاء.

ولعب «بانون» دوراً كبيراً في حشد الناخبين البيض لصالح المرشح الجمهوري، بعد أن تسلم إدارة حملة «ترامب» الانتخابية في أغسطس/آب الماضي.

تعيين «بانون» لقي رفضاً كذلك من جانب مركز «ساذرن بوفرتي لو سنتر»، وهو منظمة غير حكومية معنية برصد المؤسسات والقيادات العنصرية.

وقال المركز، في بيان على موقعه الإلكتروني، إن «بانون لا مكان له في البيت الأبيض».

ويمتلك «بانون»، معتقدات يمينية متطرفة، وهو معروف بتعصبه القومي للأمريكيين البيض، ولديه علاقات وثيقة مع حركات اليمين المتطرف الأوروبية.

بدوره، قال الرئيس التنفيذي لرابطة مكافحة التشهير الحقوقية (غير حكومية)، «جوناثان جرينبلات» في وقت سابق: «إنه يوم حزين أن يتولى هذا المنصب رجل كان يدير موقعاً إلكترونياً يؤيد عقيدة تفوق ذوي البشرة البيضاء ومعاداة السامية والمناداة بالعنصرية».

من جهته، قال رئيس مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، «نهاد عوض»، في وقت سابق إن«تعيين بانون في إدارة ترامب يبعث برسالة مقلقة بأن نظريات المؤامرة المتعلقة بمعاداة المسلمين وعقيدة القوميين البيض سيكون مرحبا بها في البيت الأبيض».

وحث «عواد»، في بيان نشره «كير» على موقعه الإلكتروني، «ترامب على إعادة النظر في هذا التعيين غير الحكيم، إذا ما كان يسعى بالفعل إلى توحيد الأمريكيين، كما أعلن في خطاب إعلان فوزه بالرئاسة».

وقال «آدم جينتلسون»، المتحدث باسم «هاري ريد» الزعيم الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي، عن «بانون»: «من السهل أن تعرف لماذا تنظر كيه كيه كيه (وهو اختصار يطلق على عدد من المنظمات الأخوية في الولايات المتحدة التي تؤمن بتفوق ذوي البشرة البيضاء) إلى ترامب بوصفه بطلا يمثلهم بعد اختيار أحد أبرز المؤمنين بعقيدة تفوق ذوي البشرة البيضاء في منصب كبير مساعديه».

بينما نفى «رينس بريبوس»، الذي اختاره «ترامب» في منصب كبير موظفي البيت الأبيض، صحة الاتهامات الموجهة لـ«بانون».

وقال «بريبوس»، في تصريحات تلفزيونية: «لا أعرف من أين جاؤوا بذلك، هذا ليس ستيف بانون الذي أعرفه، لم أشهد على الإطلاق مثل هذه الأشياء التي يروجونها بشأنه».

وجاء تعيين «بريبوس» في خطوة يسعى من خلالها «ترامب» إلى تحسين العلاقات مع مؤسسة الحزب الجمهوري، الذي ينتمي إليه.

وقال «ترامب» نفسه إنه كافح خلال الحملة الانتخابية، وإن «بريبوس»، الرئيس الحالي للجنة الوطنية بالحزب الجمهوري، سيعمل على أن يكون حلقة وصل بين الحزب والكونغرس.

وكانت أولى مهام «بريبوس» هي الدفاع عن تعيين «بانون»، الذي كان قد تخلى عن منصبه كمدير لشبكة «بريت بارت» الإخبارية - وهي موقع إخباري يميني ينتهج سياسة معارضة للمؤسسة الحاكمة- ليصبح رئيسا لحملة «ترامب» الانتخابية.

ويتهم سياسيون، حاليون وسابقون، وفنانون ورياضيون وكتاب وغيرهم «ترامب» بأنه «عنصري معادي للمسلمين والأقليات والأجانب والمهاجرين والنساء وأتباع الديانات الأخرى»، وهو ما شجع، على حد قولهم، العديد من الجماعات العنصرية على تبني خطابه خلال الحملة الانتخابية.

  كلمات مفتاحية

ترامب ستيف بانون أمريكا الجمهوريين