أبوظبي.. اليوم محاكمة «تيسير النجار» بتهمة الإساءة للإمارات عبر فيسبوك في 2014

الأربعاء 1 فبراير 2017 08:02 ص

يمثل اليوم الأربعاء الصحفي الأردني، «تيسير النجار»، أمام محكمة استئناف أمن الدولة في أبوظبي، وهو المحتجز في سجن الوثبة الصحراوي، وكان قد تم اعتقاله في مطار أبوظبي، بينما كان يستعد للسفر إلى عمّان، في 13 ديسمبر/ أيلول 2015.

وفيما يعد بدء محاكمته اليوم إيذاناً بتحرك قضية «النجار»، والتي أصبحت قضية رأي عام في الأردن، بالنظر إلى طول مدة احتجازه من دون محاكمة، ومن دون توجيه أي تهمة، وبالنظر إلى مناشدات أسرته وزملائه الحكومة الأردنية التدخل لجلاء قضيته، وسط انتقادات نيابية وحقوقية وفي مواقع التواصل الاجتماعي لما اعتبر تقصيراً من الحكومة تجاه مواطن أردني عضو في نقابة الصحفيين الأردنيين.

ومثل «تيسير النجار» في 18 يناير/ كانون الثاني الحالي أمام المحكمة، في جلسةٍ تم تأجيلها إلى اليوم، بسبب عدم وجود محامٍ للدفاع عنه، غير أن القاضي وجّه للصحفي الأردني تهمة الإساءة لدولة الإمارات، في تدوينة له على «فيسبوك» في صيف 2014، انتقد فيه موقف حكومتها إبان العدوان الإسرائيلي على غزة.

وفيما لم تنشر وسائل الإعلام الإماراتية الرسمية شيئاً عن قضية النجار ومحاكمته، فإن من المتوقع أن يثير هذا الاتهام استهجانا بالغاً، فلم يكن النجار، في حينه، قد بدأ عمله وإقامته في الإمارات، والتي وصل إليها في العام 2015، للعمل في دورية صحفية، الأمر الذي يرجح أن تكون شكوى كيدية قد ترتبت ضده.

وقالت زوجة «النجار»، التشكيلية «ماجدة حوراني»، لـ«العربي الجديد» إنه استغرب توجيه مثل هذه التهمة له، وتساءل أمام القاضي لما سمعها منه: «كيف تحكمون على عازف البيانو الماهر بقطع أصابعه، وأنا صاحب أول كتاب عن «دولة الإمارات .. دولة السعادة». في إشارة إلى إصدار زوجته هذا الكتاب قبل أسابيع، وكتب فيه «النجار» «إذا أردت تغيير العالم، فاذهب إلى الإمارات، أحبها بصدق. السعادة والراحة والابتكار قررت أن تصنعها الإمارات».

السفارة تتابع القضية

وفي بادرة كانت الأولى التي تعلن فيها بياناً بخصوص مواطنها «النجار»، قالت السفارة الأردنية في أبوظبي، في تصريح نشرته وكالة الأنباء الأردنية يوم الأحد الماضي (29/1)، إنها تتابع قضيته، وإن كادرها زاره عدة مرات، وإن آخر طلباته في آخر زيارة تغيير البزة الخاصة بمركز احتجازه، وحضور ممثل عن السفارة جلسات محاكمته.

منع المحامي من متابعة القضية

وكانت نقابة المحامين الأردنيين قد أوفدت المحامي «فيصل الخزاعي»، مكلفا منها بمتابعة قضية «تيسير النجار»، قبل نحو شهر، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، ومن مقابلة الزميل في مكان احتجازه، ولم تعلق السفارة الأردنية على ما تردد في مواقع التواصل الاجتماعي عن أنها امتنعت عن لقاء المحامي «الخزاعي» ومساعدته في مهمته.

وقالت «ماجدة الحوراني» إن زوجها اختار المحامي «علي خضر العبادي»، وإنها تواصلت معه، وذكرت أنه طلب من السفارة تعيين محام له، غير أن ممثلا عنها أبلغه أن هذا صعب، ويرتب على السفارة مسؤولية توفير محام لكل أردني مقيم في الإمارات، ويتعرض للمحاكمة.

وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الأردني السابق، «بشر الخصاونة»، والذي أصبح بموجب التعديل الوزاري وزير الدولة للشؤون القانونية، قد أدلى أمام مجلس النواب الأردني، بأن قضية تيسير النجار «قضية جزاء أمن دولة» في الإمارات، وسيتم تحويلها قريبا إلى المحكمة الاتحادية العليا، وأفاد بأن وزارة الخارجية وشؤون المغتربين تتابع مع السلطات الأردنية القضية، وأفاد بأن الوضع الصحي لـ«تيسير النجار» مستقر.

وكان نواب في البرلمان الأردني قد وجهوا أسئلة للحكومة، مطالبين بجلاء قضية مواطنهم الأردني الذي قالوا إنه يتعرّض في أبوظبي إلى وضع مستهجن، بالنظر إلى العلاقات المتميزة بين الحكومتين الأردنية والإماراتية.

وقفات تضامنية

وكانت قد نظّمت، في الأسابيع الماضية في عمّان، عدة وقفات أمام نقابة الصحافيين الأردنيين، وأمام سفارة الإمارات، طالبت بالإفراج العاجل عن «تيسير النجار». وأعلنت النقابة، وكذا رئاسة رابطة الكتاب الأردنيين، أنهما تتابعان القضية.

وأفادت الرابطة التي ينتسب إليها ا«النجار» بأنها في اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الكتاب العرب في دبي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قد أثارت مع رئيس الاتحاد، الشاعر «حبيب الصايغ»، والذي يتولى أيضا رئاسة اتحاد كتاب الإمارات، موضوع «النجار»، وأن الأخير وعد بالمتابعة، وأنه على اتصال مع المسؤولين في بلاده في هذا الخصوص، غير أن تصريحاته في هذا الشأن اتصفت، غالباً، بالتناقض، فقد كان صرح في مؤتمر صحفي في أبوظبي في إبريل/ نيسان الماضي، بأن قضية «تيسير النجار» أمام القضاء الإماراتي، بينما تكذب مسار الوقائع هذا الكلام، إذ لم يكن النجار قد مثل أمام أي محكمة إماراتية.

مطالبات حقوقية بالإفراج

طالبت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا بإطلاق سراح الصحفي الأردني «تيسير النجار» المعتقل في سجون الإمارات، طالبت المنظمة اللجان الأممية المعنية بمناهضة التعذيب والاختفاء القسري للتدخل من أجل التحقيق فيما تعرض له «تيسير» وتأمين إطلاق سراحه، مشددة على ضرورة تدخل الحكومة الأردنية لدى الحكومة الإمارتية لتأمين إطلاق سراح مواطنها تيسير.

وطالبت المنظمة السلطات الإماراتية بإسقاط الاتهامات الجنائية التي يواجهها «تيسير» والإفراج الفوري عنه وفتح تحقيق جاد حول ما تعرض له من علميات تعذيب وإهمال طبي طوال فترة اعتقاله وضمان عدم إفلات مرتكبي تلك الانتهاكات بحقه من العقاب.

وكانت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قد اتهمت الإمارات بالإخفاء القسري للصحفي «النجار»، مطالبة بالكشف عن مكانه والسماح له بالاتصال بمحام.

وقالت المنظمة المدافعة عن حقوق الإنسان في بيان، إن «النجار» (42 عاما) ويعمل في الإمارات محتجز بمعزل عن العالم الخارجي منذ أن استدعته إدارة التحريات الجنائية في أبوظبي في 13 ديسمبر/كانون الأول 2015، وعلى السلطات الإماراتية الكشف عن مكان احتجازه والسماح له فورا بالاتصال بمحام وبعائلته.

المصدر | العربي الجديد+ الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات تيسير النجار الأردن