السعودية تتحمل عبء قرار «أوبك» بخفض إنتاجها النفطي بنسبة 60%

الجمعة 3 فبراير 2017 09:02 ص

أجرت المملكة العربية السعوية تخفيضات لإنتاجها النفطي بمقدار 564 ألف برميل يوميا في شهر يناير/كانون ثان الماضي بنسبة 16 % عن مستوى الخفض الذي تعهدت به في نوفمبر/تشرين ثان الماضي، وهو 486 ألف برميل يوميا.

ووفق معدل الخفض، فإن السعودية وحلفاؤها في منطقة الخليج تحملوا كل التخفيضات الإنتاجية تقريبا التي نفذتها منظمة «أوبك» حتى الآن؛ إذ عادت السعودية لتحمل نحو 60 % من عبء التخفيضات الإنتاجية حتى الآن بالمقارنة مع ما وعدت به، لتستأنف بذلك أداء دور «المنتج المرن» الذي اعتادت القيام به.

وساهمت السعودية مع حلفائها الكويت، والإمارات، وقطر بنسبة 82 % من إجمالي التخفيضات التي نفذها أعضاء المنظمة بالمقارنة مع النسبة المستهدفة لهذه الدول وهي 68 %، أي أن الزيادة في الخفض وصلت إلى 14 %.

وبذلك يبلغ إجمالي تخفيضات أعضاء المنظمة ككل 958 ألف برميل يوميا فقط أي بما يقل بنسبة 18 % عن التخفيضات الموعودة والتي يبلغ إجماليها 1.164 مليون برميل في اليوم، وفقا لما جاء في المسح الشهري لـ«رويترز».

أما معدلات الالتزام بالتخفيضات بين الدول الأخرى الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول فقد كانت أقل عموما، إذ خفضت الجزائر وفنزويلا إنتاجهما بنسبة 18 % فقط من تخفيضاتهما الموعودة ولم يكن مستوى التزام العراق أعلى كثيرا إذ بلغ 24 %، وذلك باعتبار أن التخفيضات تحسب على أساس متوسط النصف الأول من 2017.

ولايزال بوسع أصحاب الأداء الضعيف إجراء خفض أكبر في إنتاجهم خلال الأشهر المقبلة لتعويض مستوى الالتزام المتدني الشهر الماضي.

وبخفض الإنتاج خفضا كبيرا غطت السعودية والكويت مستوى الالتزام المتدني بين بقية أعضاء المنظمة، وباستثناء هاتين الدولتين بلغ متوسط مستوى الالتزام 50 % فقط في يناير/كانون ثان، ويشبه هذا النمط من السلوك ما حدث عام 1999 عندما تحملت السعودية معظم الخفض المقصود بمساعدة من الكويت والإمارات.

وعلى الصعيد الروسي، قلصت روسيا إنتاج النفط بواقع 100 ألف برميل يوميا في يناير/كانون ثان، لكنها تعتزم زيادة الخفض إلى 300 ألف برميل يوميا بنهاية أبريل/نيسان المقبل، في إطار اتفاق مع منظمة البلدان المصدرة للبترول يستهدف دعم أسعار الخام قبل أن يؤكد وزير الطاقة «ألكسندر نوفاك» زيادة الخفض من خلال تصريحات أدلى بها أمس الخميس قائلا: «إن الشركات الروسية قد تخفض إنتاج النفط بوتيرة أسرع مما تم الاتفاق عليه مع (أوبك) خلال فبراير، ونتوقع أن تلتزم الشركات بالخطط التي تبنتها في البداية. هذا هو السيناريو الأساسي».

وأظهرت بيانات وزارة الطاقة الروسية، أمس الخميس، أن إنتاج البلاد من النفط بلغ 11.11 مليون برميل يوميا في يناير/كانون ثان منخفضا من 11.21 مليون برميل يوميا في ديسمبر/كانون ثان؛ فيما بلغ الإنتاج 46.992 مليون طن الشهر الماضي مقارنة مع 47.402 مليون طن خلال نفس الشهر.

واستثنت أوبك وروسيا غير العضو في المنظمة، آسيا من تخفيضات في إمدادات النفط جرى التوافق عليها في اتفاق مهم العام الماضي وذلك في مسعى حثيث للحفاظ على حصتيهما في أكبر وأسرع أسواق النفط نموا في العالم.

وكبديل عن الإقدام على هذه الخطوة، تخفض أوبك وروسيا الإمدادات إلى أوروبا والأمريكتين في الوقت الذي تنفذان اتفاقا منسقا لخفض الإمدادات بنحو 1.8 مليون برميل يوميا في مسعى لتقليص وفرة الإمدادات العالمية ورفع أسعار النفط.

وزادت إمدادات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) النفطية إلى آسيا 7 % في الفترة بين نوفمبر/تشرين ثان، ويناير/كانون ثان، إلى 17 مليون برميل يوميا لتلبي ثلثي استهلاك المنطقة من النفط.

وبموجب الاتفاق الذي جرى إبرامه في نوفمبر/تشين ثان الماضي، تعهدت أوبك بخفض إنتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يوميا في النصف الأول من 2017، وتعهد منتجون من خارج المنظمة بينهم روسيا بخفض إضافي بواقع 600 ألف برميل يوميا.

وبينما يتعين في نهاية المطاف أن تعيد تخفيضات أوبك وروسيا التوازن إلى السوق بعد فائض في المعروض استمر على مدى ثلاث سنوات فإن هذا سيكون أكثر تباطؤا في آسيا ما لم يرتفع الطلب الإقليمي.

  كلمات مفتاحية

السعودية أوبك الإمدادات النفطية خام برنت روسيا

النفط الكويتي يصل إلى أعلى مستوياته منذ منتصف 2015