بالفيديو.. سببان وراء غياب «الطيب» وحضور «الجفري» ندوة الجيش المصري

الخميس 9 فبراير 2017 03:02 ص

في مشهد مثير للتساؤلات في الشارع المصري، غاب فضيلة الإمام الأكبر الدكتور «أحمد الطيب»، شيخ الأزهر الشريف، عن الصفوف الأولى، خلال الندوة الـ24 للقوات المسلحة المصرية، اليوم الخميس، بينما حضر الداعية الإسلامي اليمني «الحبيب على الجفري»، ملقيا كلمة في افتتاح الندوة، التي حضرها الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» وكبار رجال الحكومة المصرية وقادة الجيش.

وأثار غياب «الطيب»، وكذلك غياب ممثلي المؤسسة الدينية من وزارة الأوقاف وهيئة كبار العلماء ودار الإفتاء عن الصفوف الأولى للحضور، وعدم الاستعانة بأحد علماء الأزهر لإلقاء كلمة الافتتاح، تساؤلات عديدة، في الوقت الذي تم فيه الاستعانة بداعية يمني يعد أحد نجوم برامج «التوك شو» في الفضائيات المصرية.

رسائل «الجفري»

كلمة «الجفري»، ومضامين الرسائل التي صدرت عنه، ربما تبدد إلى حد كبير حالة الاندهاش التي سيطرت على نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، إزاء تصدر الداعية اليمني للمشهد في غياب تام لعلماء الأزهر الشريف.

«الجفري» الذي يظهر للمرة الأولى في حدث تنظمه القوات المسلحة المصرية، وبحضور «السيسي»، حذر من الخروج على الجيش المصري، أو الانقسام حول دوره وأهدافه، مذكرا الشعب المصري بما آلت إليه الأوضاع في اليمن، قائلا:«بعض دول المنطقة دمرت من خلال جيشها بسبب انقساماته وانظروا إلى اليمن»(فيديو).

وأشاد الداعية اليمني، بالجيش المصري ووحدته وقوته وإيمانه القوي وحفاظه على الأرواح لأنه تحكمه «إرادة حكيمة»، قائلا إن «الجيش المصري من أعظم جيوش العالم بسبب عقيدته وولائه لوطنه».

وأضاف «الجفري» خلال كلمته في الندوة التي عقدت اليوم تحت عنوان «مجابهة الإرهاب.. إرادة أمة»، «أنتم في مصر لا تدركون نعمة أن تعيشوا في ظل جيش ولائه واحد.. أنا أعيش في دولة دمرت بمشاركة من جيشها الذي انقسم على نفسه».

وتابع «الجفري»، «الجيش المصري مسالم لا يعتدي ولكنه أسد يهز العالم زئيره إذا فكر أحد أن يعتدي على بلاده».

وكان الجيش المصري قد أطاح بالرئيس المصري «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب في البلاد في انقلاب عسكري في 3 يوليو/تموز 2013، وقتل المئات من أنصاره في فض «رابعة والنهضة» في 14 أغسطس/آب 2013، وزج بعشرات الآلاف من مؤيديه وأنصاره خلف القضبان. 

وخاطب «الجفري» رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية، قائلا:«علامات أخلاصك هو نكران البعض لجهودك ولابد أن تستمر وتصر على عملك»، مختتما كلمته داعيا لمصر وشعبها، واختص الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بالدعاء،  قائلا: «اللهم أعن أخي الرئيس على ما أقمته عليه، اللهم ألهمه الحق بالحق، وأعنه فقد أقمته في موقف يصعب شأنه وحسابه يوم العرض عليك، ويصعب شأن القيام به في دنيا فيها التأمر والغش والأذى والبلاء».

وتابع: «اللهم أعن مصر على ما قدرته لها أن تكون عمود الخيمة واللهم أيقظ العرب عن غفلتهم عن حقها عليهم وفضلها».

رسالة التذكير بـ«مصير اليمن»، كانت أيضا لسان حال «السيسي»، الذي تحدث أكثر من مرة خلال الندوة بشكل ارتجالي، قائلا إن «الإرهاب فعل الكثير باليمن وسوريا والعراق وليبيا»، مذكرا العالم بأنه «يخوض حربا ضد الإرهاب منذ سنوات دون دعم من أحد»، حسب قوله.

ومستعينا بـ«الموسيقى التصويرية» ولقطات وثائقية لمصابي الجيش المصري في العمليات الدائرة في سيناء، روى ضابط «بتر ذراعه» قصة تصديه لهجمات الجماعات المسلحة، مصحوبا بدمعات من أم فقدت ابنها على يد مسلحين، وسط دموع من «السيسي» وتصفيق حاد من الحضور.

ومن آن لآخر، يذكر «السيسي» وجنرالات القوات المسلحة، الشعب المصري بمصير سوريا والعراق، وإمكانية التحول إلى «لاجئين» حال فكروا في الثورة أو الاحتجاج على الأوضاع المعيشية المتدهورة، حتى بات التندر عند مواجهة أي أزمة بمقولة «مش أحسن من سوريا والعراق».

اعتكاف سياسي

الغياب اللافت لشيخ الأزهر، وما إذا كان متعمدا من «الطيب»، أو تجاهلا سياسيا من الأصل لدعوته للحضور، يخفي وراءه الكثير من أسباب الاحتقان بين مؤسسة الرئاسة في مصر، والمؤسسة الدينية التي تعد أكبر مرجعية للمسلمين السنة حول العالم.

غياب شيخ الأزهر اليوم في ندوة القوات المسلحة لم تكن السابقة الأولى، فمنذ أسبوعين لم يحضر الدكتور «أحمد الطيب» إلى مكتبه في مشيخة الأزهر، ما فسره البعض بأنه غضب من «السيسي»، عندما قال له: «تعبتني يا فضيلة الإمام.. تعبتني يا مولانا» (فيديو).

وأكدت مصادر مطلعة بمشيخة الأزهر، أن «الطيب لم يذهب لمكتبه بالفعل من يومها»، بحسب «هفنجتون بوست عربي».

لكن الشيخ «محمد زكي» الأمين العام للجنة العليا للدعوة بالأزهر، قال إن «الطيب» يقضي إجازة نصف العام مع أسرته في بلدته بمحافظة «الأقصر»، جنوب البلاد، ولكن البعض اعتبرها «إجازة سياسية»، كتعلل الدبلوماسيين بالمرض للتغيب عن مؤتمر أو احتفالية ما.

ويأتي غياب «الطيب» بعد تفاقم أزمة الطلاق الشفهي، وقرار هيئة كبار العلماء، خلال اجتماعها أمس الأول، برفض مقترح الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، خلال احتفالات عيد الشرطة، توثيق الطلاق الشفوي شرطًا لصحة وقوعه، ما زاد فجوة الخلاف بين الرئيس والمشيخة.

وقالت «كبار العلماء»، في بيانها، إن وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانَه وشروطَه هو ما استقرَّ عليه المسلمون منذ عهد النبيِّ، ودعت  المطلِّق أن يبادر في توثيق هذا الطلاق فوْرَ وقوعِه؛ حِفاظًا على حُقوقِ المطلَّقة وأبنائها.

وأضافت الهيئة، أن من حق ولي الأمر شرعا أن يَتَّخِذَ ما يلزمُ من إجراءاتٍ لسَنِّ تشريعٍ يَكفُل توقيع عقوبةً تعزيريَّةً رادعةً على مَن امتنع عن التوثيق أو ماطَل فيه.

وحذرت الهيئة المسلمين، كافَّة من الاستهانة بأمرِ الطلاق، ومن التسرُّع في هدم الأسرة، وتشريد الأولاد، قائلة: «على مَن يتساهلون في فتاوى الطلاق، على خلاف إجماع الفقهاء، أن يُؤدُّوا الأمانةَ في تَبلِيغ أحكامِ الشريعةِ على وَجهِها الصحيح».

وعلى الرغم من أن «الطيب» كان احد أبرز الداعمين للانقلاب العسكري في 3 يوليو/ تموز 2013، وشارك في البيان الذي ألقاه «السيسي» حينما كان وزيرا للدفاع آنذاك للإعلان عن خارطة الطريق، في مرحلة ما بعد «مرسي»، فإن حملات الهجوم الإعلامي تتواصل ضده، وسط إشارات رئاسية تؤكد عدم الرضا عن أدائه، بل وتلمح إلى تهميشه، وربما التخطيط في إقصائه من المشهد.

ووفقا لقانون الأزهر الذي تم إقراره في يناير/كانون ثان من العام 2012 -ونص على انتخاب شيخ الأزهر وانتهاء خدمته ببلوغه سن الثمانين- يكتسب شيخ الأزهر حصانة في منصبه تجعله غير قابل للعزل، إضافة إلى أن تقاعده لن يكون قبل 9 سنوات حين يتعدى 80 عامًا، وفقًا للقانون.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

الحبيب على الجفري شيخ الأزهر أحمد الطيب عبدالفتاح السيسى الطلاق الشفهي