استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

دول الخليج وإيران.. من الحرب الباردة إلى السلام البارد!

الاثنين 20 فبراير 2017 05:02 ص

شكل انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتغير الجذري والخطاب المتشدد في مقاربته لإيران -التي يرى أن إدارة أوباما سمحت بتمددها، وغضت النظر عن أنشطتها المزعزعة للأمن والاستقرار- تحولا جذريا في حسابات صانع القرار في طهران. وفاقمت قلق إيران عزلتها في السياق الخليجي والعربي والإسلامي، ولذا فقد يشكل انقلاب العلاقات مع واشنطن عاملا دافعا لإعادة إيران لحساباتها ومغامراتها.

واللافت في تزامن زيارتي الرئيسين أردوغان وروحاني لدول المنطقة مؤخرا، هو تقاطع المشروعين، وعلى رغم تسارع وتيرة التعاون الخليجي- التركي، إلا أن ذلك لم يحول تركيا إلى حليف استراتيجي لدول الخليج. ولم يسهم في إيجاد توازن قوى بوجه المشروع الإيراني، الذي لا ينظر لدول الخليج كند يوازن جموح مشروع إيران!

وقد أتت زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني الأولى لدولة الكويت، والثانية لسلطنة عمان، وسط تشنج إقليمي، وغياب الثقة بسبب تدخلات إيران في شؤون دول المنطقة من الخليج إلى المتوسط، ومن اليمن إلى العراق، عن طريق المليشيات الطائفية و«الحرس الثوري» وتأجيج الطائفية وزرع وتدريب وأدلجة الخلايا الإرهابية. كما أتت زيارة روحاني أيضا في وقت تشهد فيه العلاقات العربية مع إيران أدنى مستوى لها من التراجع بعد عام 2016 الذي حفل بالمواجهات والصدامات المستمرة، بسبب تدخل إيران وأذرعها في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

وبعد الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية في طهران ومشهد. وقطع السعودية والبحرين للعلاقات الدبلوماسية مع إيران، وطرد سفرائها من عدة دول عربية. وخفضت الكويت والإمارات وقطر التمثيل الدبلوماسي إلى القائم بالأعمال، واستدعت سفراءها من طهران.

وتجد إيران نفسها اليوم، قبل ثلاثة أشهر من انتخابات الرئاسة، في عزلة خليجية وعربية وإسلامية. ونصف الدول العربية بقيادة دول مجلس التعاون قطعت أو خفضت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران. وللمرة الأولى يستنكر البيان الختامي لدول منظمة التعاون الإسلامي تدخلات إيران وخاصة في السعودية على خلفية إعدام السعودية لنمر النمر.

والسؤال الذي يطرح نفسه: في سياق هذه المعطيات، لماذا تتجاوب إيران مع المبادرة الخليجية للتقارب والحوار التي اتفق عليها قادة دول المجلس في القمة الخليجية في المنامة؟ وقد تكفلت الكويت بنقل وجهة النظر الخليجية الجماعية لإيران قبل شهر، وجاء الرد الإيراني بزيارة خاطفة للرئيس الإيراني، وليس من وزير الخارجية؟ ما هي فحوى ودلالات ذلك؟ وما هو الرد الذي حمله الرئيس الإيراني في زيارته لكل من سلطنة عمان ودولة الكويت؟ وهل سنشهد زيارات لمسؤولين وقادة خليجيين في المرحلة القادمة؟ وخاصة بعد وصف وزارة الخارجية الكويتية لزيارة الرئيس الإيراني بـ«الإيجابية والناجحة.. على أمل أن ترسخ أطر حوار خليجي- إيراني، وتوافقا مشتركا».

تبقى إيران جارا صعبا بمشروع توسعي صدر الطائفية، ودعمها ونشرها عبر المليشيات التي استحضرها من عدة دول وقودا لمشروعه. ولكن صعود إدارة ترامب شكل المتغير الرئيس في حسابات إيران، وأدى لانفتاحها تكتيكيا، للانحناء أمام العاصفة، وقد تجلى ذلك في التجاوب الظاهر مع المبادرة الخليجية، وخاصة بعد تصعيد ترامب وصقور إدارته، ومواقفهم المتشددة من إيران. وتحذيرات ترامب بأن إيران تحت المراقبة، وأن عليها ألا تلعب بالنار، وأنها الراعي الأول للإرهاب في العالم، كما فرض عليها عقوبات جديدة.

ولذلك يبدو طبيعيا أن تشعر إيران بالقلق من هذا التحول الجذري في مقاربة إدارة ترامب تجاهها، ولعل مبعث القلق الحقيقي هو عدم القدرة على التنبؤ بكيفية الرد من قبل إدارة ترامب، التي تبدو مصممة على مواجهة إيران وعزلها مع حلفائها. واللافت في هذا التحول الأمريكي، الذي أنهى شهر عسل إدارة أوباما مع ملالي طهران، هو عدم الاقتناع بأوراق اعتماد إيران على أنها تحارب الإرهاب والتكفيريين وتنظيم «داعش».

والسؤال الكبير: هل إيجابية التعامل الإيراني مع مبادرة الحوار الخليجي وزيارة الرئيس روحاني للكويت وعمان تنم عن تحول استراتيجي؟ أم هي حركة تكتيكية لكسر العزلة الخليجية والعربية والإسلامية والهجمة الأمريكية لتحجيم وعزل إيران وتصنيف «الحرس الثوري» منظمة إرهابية، وتوسيع ذلك ليشمل حلفاء إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن؟

والراهن أن الظروف سانحة لإيران لاستغلال المبادرة الخليجية كفرصة أخيرة ومواتية لتعديل سلوكها، لتنتقل من حالة الحرب الباردة إلى السلام البارد، وقرن أقوال إيران بأفعالها. ولذلك فإن إيران مطالبة بتقديم مبادرات للتهدئة وبناء الثقة. والامتحان الأسهل في اليمن، والاتفاق مع السعودية على السماح للحجاج الإيرانيين بأداء مناسك الحج والعمرة بعد قطيعة العام الماضي، كامتحان لجدية إيران في التعامل الإيجابي. ويلي ذلك تبريد وتهدئة في العراق وسوريا بدفع حليفها الأسد نحو الحل السياسي، وسحب مليشياتها الطائفية من سوريا.

لكن في المقلب الآخر، فتقديم إيران لتنازلات، يعني تعطيل مشروعها التوسعي، أو تجميده في أحسن الأحوال، انحناء أمام العاصفة؟ ولكن يبقى صاحب القرار الفصل في النظام الإيراني هو المرشد الأعلى الذي حذر ترامب! وليس الرئيس روحاني!

* د. عبدالله خليفة الشايجي - أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

  كلمات مفتاحية

أمريكا الخليج إيران تركيا روحاني السعودية الكويت اليمن سوريا العلاقات الخليجية الإيرانية