كشف مصدر فلسطيني مطلع أن القيادة الفلسطينية كانت على اطلاع كامل بتفاصيل ما عرضه وزير الخارجية الأمريكي السابق «جون كيري» خلال القمة السرية الرباعية التي عقدت في العقبة العام الماضي.
وبحسب موقع «القدس» الفلسطيني، أوضح المصدر أن تفاصيل كثيرة ما زالت طي الكتمان ولم يتحدث عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» خلال اجتماع الليكود، أمس الأحد، وأن القيادة الفلسطينية كانت قد أطلعت عليها في مرحلة مبكرة وقبل القمة التي جمعت الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» والعاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني»، ووزير الخارجية الأمريكي السابق «جون كيري» إضافة إلى «نتنياهو»، وتضمنت تفاصيل دقيقة جرى متابعتها حتى عشية القمة السرية في العقبة الأردنية.
وأوضح المصدر الفلسطيني أن تعنت «نتنياهو» والائتلاف اليميني (ليبرمان - بنيت) ورفض البنود الـ٦ التي تضمنتها المبادرة الأمريكية والتي كانت محور القمة تعبر عن تحول وتعنت حقيقي في التوجه الإسرائيلي، وتجاهله للاتفاقيات الموقعة ومحاولته القفز نحو مرحلة جديدة والبدء في المفاوضات من جديد وفق الوقائع التي فرضها على الأرض، من استيطان وطرق التفافية وأطماع توسعية في الغور ومناطق (ج)، مشيرا إلى أن «نتنياهو» يسعى لاستغلال الوضع الإقليمي بعد ما حل بدول المنطقة والعالم العربي من تفكك وتراجع سياسي لصالح دول إقليمية أخرى وخاصة تركيا وإيران.
وأكد المصدر أن القيادة تعلم تفاصيل ما طرح في هذه القمة وموقف الدول التي شاركت والتي جرى التشاور معها بخصوص النقاط الست التي طرحت وسبل التغلب على العراقيل وسيناريوهات المرحلة المقبلة في حال تم الموافقة عليها.
وقال المصدر: «نحن كنا على قناعة تامة بأن نتنياهو سيرفض هذه النقاط رغم ما فيها من إجحاف بالحقوق الفلسطينية، بيد أننا فضلنا عدم الوقوف في وجه التحرك الأخير لإدارة الرئيس أوباما، لإعادة الانخراط الدولي بالعملية السياسية وإلزام الحكومة الإسرائيلية بالاتفاقيات الموقعة».
وأضاف المصدر أن «نتنياهو» كان يراهن على ما يجري في الإقليم من صراعات كالحرب في اليمن والصراع الدموي في سوريا وغيرها من الجبهات المفتوحة التي تهدد الأمن العربي والإقليم، مستغلا ذلك لنسج علاقات وفتح قنوات اتصال بوساطة أطراف دولية ذات نفوذ ومصالح في المنطقة، والتذرع بالتهديد الإيراني .
وشدد المصدر على أن هذه القمة السرية الرباعية بقيادة إدارة «أوباما» كان يمكن أن تؤسس لمرحلة جديدة وسلام حقيقي لو أن هناك نية من قبل الائتلاف اليميني المتطرف بقيادة «نتنياهو».
ولم يستبعد المصدر أن يكون كشف النقاب عن هذه القمة بعد عام من عقدها جاء بموافقة «نتنياهو» نفسه لصرف الأنظار عن التحقيقات التي تجري ضده أو تخفيض التوقعات من إدارة الرئيس الأمريكي الجديد «دونالد ترامب».
