أحد أبرز الكتاب المحسوبين على النظام المصري: إهانة شيخ الأزهر شطط مرفوض

الاثنين 20 فبراير 2017 01:02 ص

قال نقيب الصحفيين المصريين الأسبق، «مكرم محمد أحمد»، المُقرب من نظام الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، في مقال نشرته جريدة «الأهرام» المصرية شبه الرسمية، اليوم الاثنين، تحت عنوان: «الشيخ يشكو الصحافة والمثقفين!» إنه: «لابأس المرة من انتقاد مؤسسة الأزهر إلا أن إهانة رموزه بمن فيهم الإمام الأكبر (الدكتور أحمد الطيب) يُمثل شططًا مرفوضًا فى النقد خاصة عندما يتهم البعض الأزهر بالفساد دون دليل واضح، وتجد المشيخة نفسها مضطرة إلى الذهاب إلى القضاء كى تضع الأمور فى نصابها الصحيح..، نريد للعلاقة بين الأزهر والمثقفين أن تبقى فى دائرة الحوار البناء، مهما يكن حجم الخلاف بحيث تحافظ على جسور الاتصال وتلتزم أدب التخاطب والحوار، وتدرك قيمة احترام واحد من أهم الرموز الدينية والوطنية ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم أجمع».

وكان الرئيس المصري دعا يوم الثلاثاء الموافق 24 من يناير/كانون الثاني الماضي إلى احترام جميع مؤسسات الدولة، لا سيما وأنها الضمانة الوحيدة لاستقرار وسلامة الوطن، قائلاً: «الشرطة والجيش والبرلمان والدستور كلها مؤسسات يجب احترامها والحفاظ على وجودها وقوتها».

وذلك عقب توجيه «السيسي»، عتابًا إلى الدكتور «أحمد الطيب» شيخ الأزهر، قائلاً: «عاوزين الطلاق يتوثق بحضور المأذون عشان يحاول يصلح بينهم، وما يبقاش الطلاق سهل وبكلمة يطلقها الرجل.. مش كدا يا فضيلة الإمام.. تعبتني والله فضيلتك».

التقديس والنقد والمحافظة

وافتتح نقيب الصحفيين الأسبق مقاله بالقول: «لا أحد يطلب تقديس مؤسسة الازهر او تحصين هيئة كبار العلماء من حق النقد الموضوعى الذى ينهض على الحوار البناء، لا يفتئت على الحقائق ولا يُهين رموزًا دينية ينبغى احترامها، وعندما يكون على رأس الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب بفكره المتطور الذى ينبذ الغلو والتطرف والتنطع، ويرفض فكر البداوة، ويؤمن بفقه الاختلاف الذى يسمح بالاجتهاد وقبول الآخر وتعزيز وسطية الإسلام، وينتصر لقيم السلام والتسامح والعدل والمساواة، يصبح من واجب الصحافة والمثقفين أن يحافظا على هذا الرمز الكبير، ويستخدما لغة أكثر احترامًا وأقل خشونة حتى إن اختلفا مع الشيخ!».

واستدعت أجواء التوتر الواضحة للعيان بين الرئيس المصري، ومؤسسة الأزهر الشريف، التي بدت واضحة في عتاب وتوبيخ رئاسي صدر على الملأ في اتجاه شيخ الأزهر الدكتور «أحمد الطيب» تدخل عدد من المثقفين والكُتّاب المحسوبين على النظام المصري لمهاجمة شيخ الأزهر، وامتد الأمر إلى بعض الرموز الدعوية التي يجعلها النظام في الصدارة الإعلامية من خريجيّ الأزهر، بخاصة على الفضائيات.

وكان «السيسي» قال خلال كلمة له، إن «نسب الطلاق بين الشعب كبيرة جدًا، وعلينا التعاون لمواجهة هذه الظاهرة»، بحسب جريدة «الشروق».

وأضاف الرئيس المصري: «سألت رئيس الجهاز المركزي للتعبئة عن عدد حالات الزواج قال لي 900 ألف و40% منهم بينفصلوا خلال الخمس سنين الأولى».

وفيما بدا أنه تلطيف للأجواء من جانب النظام المصري، من خلال أحد الكُتّاب المحسوبين عليه بقوة، أضاف نقيب الصحفيين الأسبق: «ولا اظن ان مصر يُمكن أن تستفيد شيئًا من حرص بعض المثقفين على معاداة مؤسسة الأزهر، يُحملون الشيخ الجليل مسئولية كل ما يصدر عن أى (عمامة أزهرية!)، ويعتبرونه مسئولاً عن كل الآراء التى تصدر عن بعض علماء الأزهر، دون إدراك إلى أن الأزهر وعاء اسلامى كبير يضم تيارات ومذاهب ورؤى متعددة فى اطار حق الاختلاف والاجتهاد الذى يقره الشرع، وأظن أيضًا أن هؤلاء المثقفين يتجاهلون غفلة أو عمدًا حجم الجهود التى يبذلها الأمام الأكبر من أجل صهر هذه الخلافات فى بوتقة واحدة، تضع مصالح الناس ضمن أول مقاصد الشريعة وتسعى إلى تجميع كل هذه الروافد المتبنية للاجتهاد فى تيار واحد للاعتدال ربما تتنوع بعض أطيافه».

رد عنيف

ومن جانبه دعا شيخ الأزهر، «أحمد الطيب»، الجمعة الماضية، علماء لم يسمهم إلى «ألا يقحموا أنفسهم في القضايا الفقهية الشائكة، ويهتموا بالحديث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، بدلا من المزايدة في قضية الطلاق الشفوي».

جاء ذلك في بيان لمشيخة الأزهر، نقلته الفضائية المصرية (الحكومية)، الجمعة، في أول تعليق له عقب جدل أُثير مؤخراً، نتيجة رفض هيئة كبار العلماء، مطلب رئاسة الجمهورية، بتقييد الطلاق الشفوي، الأمر الذي أدّى إلى تعرض المؤسسة الدينية لهجوم وانتقادات من وسائل إعلام وكتاب، بعضهم مؤيد للنظام، حسب وكالة «الأناضول».

وقال «الطيب»، في البيان ذاته، إن «المزايدة على الأزهر في قضية الطلاق الشفهي تجاوزٌ للحد، وأيضًا تجاوزٌ للحق».

وأضاف: «كنا نتمنى من بعض المنتسبين للأزهر ألا يقحموا أنفسهم في القضايا الفقهية الشائكة، وأن يتركوا للمجامع والهيئات المتخصصة في الأزهر الشريف بيان الحكم الشرعي في هذه القضية، ولدينا وثائق علمية حتى لا يزايد علينا (أحد) في الصحف ولا في القنوات».

وتابع: «على العلماء أن يجتهدوا ويجددوا الأنظار فيما يتعلق بالأمور السياسية؛ كالديمقراطية؛ لأن كثيرًا من الجماعات والتيارات التي تملك أبواقًا تتحدث عن أن الديمقراطية ليست من الإسلام وأنها كفر».

وأكد على أن «واجب العلماء في كل العالم أن يتصدوا كذلك لحقوق الإنسان».

وتساءل: «هل حقوق الإنسان الأوروبي هي النموذج الذي يجب أن يعمم على العالم، ويجب على المسلمين جميعًا أن يبيحوا الشذوذ الجنسي والإجهاض، أو هي حقوق الإنسان الشرقي المتدين بدينٍ له حقوق تختلف عما يدعيه أنصار حقوق الإنسان في الغرب، الذي أدار ظهره للدين منذ قرون».

إشادة بالأزهر

وفيما بدا أنه استجابة لكلمات بيان شيخ الأزهر قال نقيب الصحفيين الأسبق، أيضاً، في مقاله المنشور اليوم في جريدة «الأهرام» شبه الرسمية: «وفى فترة سابقة تنامت علاقات الأزهر بالمثقفين إلى حد التوافق على عدد من الوثائق التاريخية المهمة فى مقدمتها، أولوية حقوق المواطنة لكل المصريين دون تمييز اعترافًا بالآخر، وبدور الأزهر فى الحفاظ على الوحدة الوطنية الذى أثمر بيت العائلة المصرية الذى يُمارس أنشطة عديدة تستهدف تعزيز الوحدة الوطنية، وتأكيد ضرورة اسهام الازهر بالفكر الرشيد فى الحرب على الإرهاب».

وكان شيخ الأزهر انتقد، في بيانه الصادر الجمعة الماضية، الحملة التي ظهرت مؤخرا ضد المؤسسة الدينية الأبرز بمصر، قائلا إن الأزهر «لا يمكن لأحد أن ينال منه؛ لأن الأزهر بناه التاريخ، فلم تبنِه قناة ولا برنامج ولا أموال مدفوعة، فما بناه التاريخ لا يُهَدُّ أبدًا».

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

أبرز الكتاب النظام المصري إهانة شيخ الأزهر شطط مرفوض