«ماكماستر».. من حرب الخليج إلى مستشار «ترامب» للأمن القومي

الثلاثاء 21 فبراير 2017 09:02 ص

بعد الكثير من الترشيحات، أعلن الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، تعيين «هربرت ريموند ماكماستر»، مستشارا للأمن القومي، بعد قرابة أسبوع من استقالة مستشاره السابق الفريق المتقاعد «مايكل فلين»، على خلفية اتهامه بـ«تضليل» الإدارة الأمريكية بشأن إجرائه اتصالات مع روسيا قبل تسلمه منصبه.

و«مكماستر» البالغ من العمر 54 عاما، خريج جامعة «ويست بوينت» العسكرية العريقة، حائز على شهادة الدكتوراه في التاريخ، ومؤلف أحد أهم الكتب النقدية لحرب فيتنام «إهمال الواجب: رئيس هيئة الأركان مكنمارا جونسون والأكاذيب التي أدت لحرب فيتنام».

وبحسب شبكة «فوكس» الإخبارية، فقد انضم «ماكماستر» إلى الجيش الأمريكي عام 1984، وذاع صيته بعد أن نسب إليه قيادة كتيبة مدرعات في معركة أطلق عليها اسم «شرق 73»، ضد قوات الحرس الجمهوري العراقي في 26 فبراير/ شباط 1991 وأطلق عليها اسم «شرق 73»، أثناء عمليات تحرير الكويت، متسبباً بتدمير أكثر من 80 عربة حربية عراقية.

ولمع اسم «ماكماستر» مرة أخرى، بعد أن قاد عملية استعادة مدينة تلعفر العراقية شمال البلاد من سيطرة تنظيم «القاعدة» عام 2005، إبان ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق، «جورج دبليو بوش».

وبحسب الصحفية «تمارا كيث»، في إذاعة «إن بي آر»، فإن «ماكماستر لا ينظر إليه على أنه من النوع الذي ينسحب عند مواجهته لتحد من قبل أي شخص في البيت الأبيض»، مشيرة إلى أنه شخصية مستقلة «وسيخبرك بما يفكر به بالضبط»، في إشارة إلى صراحته وجرأته.

وطبقاً لصحيفة «ديفينس وان» الأمريكية العسكرية، فقد حذر «ماكماستر»، في كلمة ألقاها بمركز الدراسات الدولية والاستراتيجية، من التفوق العسكري الروسي خاصة بعد الأزمة الأوكرانية.

ولفت إلى أن روسيا تمتلك تفوقا مدفعيا ولديها مركبات أفضل، وإذا ما وجد الجيش الأمريكي نفسه في مواجهة مع القوات الروسية وأدركوا التأثير التكتيكي للاستخدام المتطور للطائرات المسيرة، فسيجدون أنفسهم في مواجهة شرسة وصعبة جدا.

وقبيل أن يتسلم الضابط الأمريكي رفيع المستوى منصبه مستشارا للأمن القومي، فقد عمل على تقييم قدرة جيش بلاده على مواجهة التحديات المستقبلية المختلفة.

وفي مقال له على صحيفة «فورين بوليسي»، كتب الحائز على جائزة «بوليتزر» والمختص بتغطية أخبار الأمن والدفاع «توماس ريكس»، أن «ماكماستر» سيكون عليه اختيار طاقمه في منصبه الجديد كمستشار للأمن القومي.

وقال «ريكس»، إن معظم طاقم «ماكماستر»، في وظيفته الأخيرة، أعرب للصحفي الأمريكي عن استعداده للانتقال مع قائده في منصبه الجديد إذا ما طلب منه ذلك.

كما لفت إلى أن الجنرال الأمريكي، يتمتع بعلاقة طيبة مع أعضاء مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض، بمن فيهم الجنرال المتقاعد وزير الدفاع «جيمس ماتيس»، الذي يشترك معه بالثقافة العالية وشغفه بالقراءة، ويرى في «ماكماستر» شخصية مثقفة ومطلعة.

تجدر الإشارة إلى أن مستشار الأمن القومي، يتولى أيضا مهمة التنسيق بين الدوائر والمؤسسات الأمنية، لنصح الرئيس في قضايا السياسة الخارجية والعمليات العسكرية.

وكانت استقالة «فلين» أعلنت وسط تقارير أفادت بأن الجنرال المتقاعد، قد ناقش مع السفير الروسي في واشنطن العقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس السابق «باراك أوباما» ضد روسيا، قبل تولي «ترامب» لمنصبه.

و«فلين»، الذي ترأس سابقا الاستخبارات العسكرية، قد اعترف في كتاب الاستقالة، بأنه ضلل بنس «سهوا» حول مضمون الاتصال.

وزادت استقالة «فلين» غير المسبوقة من منصبه بهذه السرعة من المطالب بإجراء تحقيق مستقل حول تواطؤ مفترض بين الدائرة الضيقة المحيطة بـ«ترامب» والكرملين.

وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن وزارة العدل حذرت البيت الأبيض من أن «فلين» قد ضلل مسؤولين كبارا في الإدارة، حول مضمون محادثاته مع السفير الروسي «سيرغي كيسلياك»، وأن هذا يمكن أن يجعله عرضة لابتزاز روسي.

المصدر | الخليج الجديد+ الأناضول

  كلمات مفتاحية

ماماستر ترامب الأمن القومي أمريكا فلين