مصر.. تشييع جثمان «عمر عبد الرحمن» في موكب مهيب إلى مسقط رأسه

الأربعاء 22 فبراير 2017 04:02 ص

شيعت جموع من المصريين، اليوم الأربعاء، جثمان الدكتور «عمر عبد الرحمن» الأب الروحي للجماعة الإسلامية، قادما من الولايات المتحدة الأمريكية، في موكب ضم مئات السيارات، بالإضافة إلى حراسات من القوات الخاصة والشرطة المصرية التي رافقت الجثمان.

ووصل جثمان «عبد الرحمن» مطار القاهرة الدولي عند الساعة الثانية عشر ظهر اليوم بالتوقيت المحلي، وكان في استقباله أسرته وقيادات الجماعة الإسلامية.

وعلى امتداد قرابة 250 كيلومتر، للوصول إلى مسقط رأسه بقرية «الجمالية» بمحافظة الدقهلية، شمال القاهرة، سار الموكب الذي حمل جثمان الراحل، وهو يطلق صفارات الإنذار، وتحيط بها سيارات قيادات الجماعة الاسلامية في مصر وذراعها السياسي «حزب البناء والتنمية»، بحسب وكالة «قدس برس».

وشارك في تشييع الجنازة، عدد كبير من قيادات الجماعة الإسلامية في مصر، إضافة إلى الشيخ «حافظ سلامة» قائد المقاومة الشعبية بالسويس، والمحامي «منتصر الزيات».

وكان من المقرر إقامة صلاة الجنازة على الجثمان بعد صلاة العصر بيد أنها تأخرت لما بعد صلاة المغرب لحين وصول الجثمان.

وقال «محمد عمر»، نجل الراحل، إن العزاء سيكون على المقابر فقط، وفي اليوم التالي أمام منزل العائلة بالعمرانية أو في أي مقر من مقرات الجماعة الإسلامية.

ووصل جثمان «عمر عبد الرحمن» على متن الطائرة القادمة من أمريكا رقم 986 وكان في استقباله قيادات أمنية لتنظيم خروج الجثمان بهدوء، ومنع أي مستقبلين من غير أسرته فقط.

ونفي «خالد عبد الرحمن» نجل الراحل وجود أي عقبات او اعتراضات رسمية على وصول الجثمان لدفنه في مصر أو تشييعه.

ونشر نجله «عمار»، صاحب مكتب استيراد وتصدير ويقيم حاليا في الصين، ‏صورة لمقبرة الأسرة على حسابه علي «فيسبوك» يؤكد فيها: «هنا سوف يرقد جسد الشيخ المجاهد عمر عبد الرحمن رحمه الله»، مشيرا لدفنه بجوار أبيه وأمه، وأنه «آت إلى هذا المكان ليدفن فيه بجسده».

ونشر صورة اللوحة (الشاهد) التي ستوضع على قبره ومكتوب عليها اسم الشيخ عمر وتاريخ وفاته وآية قرانية.

وكانت أسرة الشيخ الضرير قد تلقت اتصالا من إدارة السجون في الولايات المتحدة عصر السبت الماضي تبلغهم بوفاة أمير الجماعة الإسلامية في محبسه بعد أشهر من تدهور حالته الصحية، وذلك بعد ساعات قليلة من إبلاغ الأسرة في مكالمة سابقة موافقتها على نقله إلى مصر لقاء باقي عقوبته في ظل تدهور حالته الصحية، في سجن نورث كارولينا الأمريكي الذي كان يقبع خلف جدرانه منذ العام 1993، عقب اتهامه بالتورط في تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك.

عمر عبد الرحمن في سطور 

«عمر عبد الرحمن»، مولود في قرية «الجمالية» في محافظة الدقهلية (دلتا النيل/شمال) سنة 1938. له 9 ذكور وبنتين، أرسل اثنين منهما لقتال الأمريكان في أفغانستان، أحدهما قُتل في 2011 في غارة أمريكية. 

والشيخ «عمر عبد الرحمن»، معروف في الوسط الجهادي حول العالم بـ«مفتي الجهاد»، وذلك منذ أن دعا إلى وجوب إسقاط نظام الرئيس المصري الأسبق «أنور السادات»؛ لاعتبارات تتعلق بعدم تطبيق الشريعة الإسلامية.

وفي نهاية عهد «السادات»، اختاره تنظيم الجهاد (شكَّل قياداته فيما بعد الجماعة الإسلامية المعروفة حالياً بمصر)، مفتياً وزعيما للتنظيم، قبل أن يُصدر قرار في سبتمبر/أيلول 1981 باعتقاله. 

ووقف «عبد الرحمن» أمام المحكمة العسكرية في مصر، في أكتوبر/تشرين أول 1981، مداناً بـ«التحريض على اغتيال الرئيس السادات»، قبل أن تبرئه نفس المحكمة فيما بعد. 

ورغم البراءة، ظل «عبد الرحمن» محبوسا حيث تم تقديمه مرة أخرى لمحكمة أمن الدولة العليا بتهمة «قيادة تنظيم الجهاد وتولى مهمة الافتاء بالتنظيم»، غير أنه حصل على البراءة أيضا في هذه القضية، التي استمرت ثلاث سنوات. 

وبعد خروجه من السجن عام 1984، عاد مرة أخرى إلى الدعوة تحت مظلة تنظيم الجهاد، وسط مساومات من جانب الأجهزة الأمنية لتحجيم حركته، حتى فرض عليه الأمن الإقامة الجبرية بمنزله. 

وفي نهاية ثمانينات القرن الماضي، سافر «عبد الرحمن» لأداء العمرة بالسعودية، ومن هناك توجه لعدة دول منها باكستان حيث التقى بقادة الجهاديين في معسكرات المجاهدين في بيشاور، وكانت محطته التالية السودان، حيث تمكن من الحصول على تأشيرة الدخول للولايات المتحدة من السفارة الأمريكية في الخرطوم عام 1990. 

وفي محطته الأخيرة، خلال تواجده بولاية نيوجيرسي، بالولايات المتحدة، أوقعت به المباحث الفيدرالية عام 1993، إثر اتهامه بالتورط في محاولة تفجير مركز التجارة العالمي، وانتهت بالحكم عليه عام 1995. 

وأتهم «عبد الرحمن» آنذاك بـ«التورط في تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك» عام 1993، وهي الاتهامات التي ينفيها «عبد الرحمن». 

وعقب حبسه، هددَ تنظيم الجهاد، الذي كان يقوده «أيمن الظواهري»، الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة، باستهداف حكومات مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، ردا على محاكمة «عبد الرحمن»، كما دعا جهاديون في عدة دول إسلامية بأسر أمريكيين لافتدائهم به، غير أن شيئا من ذلك لم يحدث. 

ومن محبسه بالسجون الأمريكية أعلن «عبد الرحمن» تأييده لمبادرة وقف العنف التي أعلنتها الجماعة الإسلامية بمصر عام 1997، بعد عشرية دموية بين الجهاديين من جهة وقوات الشرطة المصرية من جهة أخرى. 

نحو ربع قرن من الحبس الانفرادي بالسجون الأمريكية، عانى «عبد الرحمن» خلالها بجانب كونه ضريراً من عدة أمراض من بينها، سرطان البنكرياس والسكري، والروماتيزم والصداع المزمن، وأمراض القلب والضغط وعدم القدرة على الحركة إلا علي كرسي متحرك. 

وكان يسمح لزعيم الجماعة الإسلامية، بمكالمة هاتفية لأسرته كل 155 يوماً، تتيحها له إدارة السجون الأمريكية منذ اعتقاله. 

وسبق أن حصلت هيئة الدفاع عنه على موافقة أمريكية بدراسة أمر نقله من سجنه بالولايات المتحدة إلى السجن في أي دولة أخرى، بشرط وصول موافقة من هذه الدولة، خاصة أنه توجد سوابق قانونية في تاريخ القضاء الأمريكي، تم فيها فقل محكوم عليهم في قضايا مختلفة إلى دولهم لاستكمال فترة سجنهم فيها. 

ورفضت الحكومات المصرية المتعاقبة تسلمه وحبسه بالسجون المصرية، دون أن تقدم أسبابا، وفق العائلة، رغم عرض واشنطن ذلك أكثر من مرة. 

المصدر | الخليج الجديد+ قدس برس

  كلمات مفتاحية

عمر عبدالرحمن الجماعة الإسلامية حزب البناء والتنمية محافظة الدقهلية الاستخبارات الأمريكية

مصر.. وفاة قائد المقاومة الشعبية في السويس حافظ سلامة