قيادي إخواني من محبسه لـ«نيويورك تايمز»: نحن لسنا إرهابيين

الخميس 23 فبراير 2017 07:02 ص

قال «جهاد الحداد» الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، والمعتقل منذ أكثر من 3 سنوات في سجون الانقلاب العسكري في مصر، إن «جماعة الإخوان ليست منظمة إرهابية».

وتحت عنوان «أنا عضو في جماعة الإخوان المسلمين ولست إرهابيا»، كتب «الحداد» في رسالته المسربة من سجن طرة، وسط القاهرة، «أنا أكتب هذه الرسالة في ظلمات الزنزانة الانفرادية في أكثر سجون مصر شهرة التي أقبع فيه منذ أكثر من ثلاث سنوات، في الواقع، أجد نفسي مجبرًا على كتابة هذه العبارات لأن هناك تحقيقًا يجري في الولايات المتحدة بشأن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين، الحركة التي أخلصت وكرست لها جُلّ حياتي، على أنها منظمة إرهابية».

وتابع:«نحن لسنا إرهابيين ففلسفة حركة الإخوان المسلمين استلهمناها من خلال فهمنا للإسلام الذي يقوم بالأساس على قيم العدالة الاجتماعية والمساواة وسيادة القانون، ومنذ إنشاء الحركة سنة 1928، عاش الإخوان في وضعين، إما العيش في بيئة سياسية معادية أو في مجتمع النهضة الأكثر تهميشًا، ولذلك، لطالما تحدثنا وكتبنا عن هذه المظالم لكن لم يصغ لنا أي أحد وأنا كلي أمل أن ترى هذه الكلمات التي أكتبها هذه المرة النور».

ووصف «الحداد» في رسالته التي نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، جماعة الإخوان بأنها «حركة محافظة من الناحية الأخلاقية»، قائلا:«فكرتنا جِدّ بسيطة وسهلة، نحن نعتقد أن الإيمان يجب أن يترجم على أرض الواقع، وأن اختبار الإيمان يقوم بالأساس على الخير الذي تريد أن تقوم به في حياة الآخرين، وأن العمل المشترك هو السبيل الوحيد لتطوير البلاد وتلبية طموحات الشباب والانخراط في العالم بطريقة بنّاءة، نحن نؤمن بأن ديننا تعددي وشامل بطبعه، وألا أحد يمتلك تفويضًا إلهيًا أو الحق في فرض رؤية واحدة على المجتمع».

ودلل القيادي الإخواني على سلمية الجماعة، بشغلها مناصب عدة في المؤسسات السياسية والاجتماعية، والمشاركة في البرلمان سواء عن طريق التحالف مع جماعات سياسية أخرى أو بصفة مستقلة، والتزامها بالتغيير القانوني والإصلاح.

وأضاف «وفي السنة الوحيدة للديمقراطية الوليدة في مصر، كرسنا أنفسنا لإصلاح مؤسسات الدولة من أجل ضمان المزيد من الحكم الديمقراطي، ولكننا لم نكن على دراية بأننا سنواجه كل هذا الصدّ من الأطراف المتشددة في هذه المؤسسات».

وأطيح بالجماعة ورئيسها «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في البلاد، بعد عام واحد من ولايته الرئاسية، والتي كان من المفترض أن تستمر 4 سنوات، في انقلاب عسكري نفذه وزير الدفاع المصري حينذاك «عبدالفتاح السيسي» قبل أن يصبح رئيسا للبلاد.

واعترف «الحداد»، بعدم جاهزية الجماعة للتعامل مع هذا المستوى من الفساد المتفشي في الدولة، مقرا بوقوع الجماعة خلال فترة توليها حكم البلاد في العديد من الأخطاء، لكن العنف ليس أحدها، وفق تأكيده.

واستطرد «لا شيء يُحسب لنا أكثر من التزامنا المستمر بمنطق اللاعنف والإصرار على المقاومة السلمية، على الرغم من عنف الدولة الذي لم يسبق له مثيل، فعلى مدار الأربع سنوات الماضية، افتك الجنرال عبد الفتاح السيسي السلطة عن طريق قمع المعارضة وترأس حملة قمع وحشية لها. فضلاً عن ذلك، يبقى المسؤول الأول عن عمليات القتل خارج نطاق القضاء، واختفاء المئات من المدنيين، واعتقال عشرات الآلاف من السجناء السياسيين هي سلطات الدولة، وقد وُصف هذا التصعيد المستمر للإجراءات القمعية من قبل المنظمات المستقلة لحقوق الإنسان على أنه شكل من أشكال الجرائم التي تُرتكب ضد الإنسانية».

ودعا الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين، إلى حل الخلافات السياسية عن طريق التشاور، وليس من خلال إشاعة الرعب والخوف، مؤكدا التزام الجماعة بالتنمية والعدالة الاجتماعية ونبذ العنف.

وأشار «الحداد» إلى أن عددا كبيرا من المتطرفين- هذا إن لم نقل كلهم - ينظرون للإخوان على أنهم مرتدون وساذجون سياسيًا، ما يؤكد حقيقة أن الجماعة تقوم على فلسفة تجعل من الفكر المتطرف دون جدوى.

علاوة على ذلك، حركتنا لا تقوم فقط على فكرة أن المجتمعات لا تزدهر إلا إذا استقامت من الناحية الأخلاقية، بل تقوم على نهج إصلاحي سلمي، وهو ما من شأنه أن يطيل أمدها، كما أثبت التاريخ أن حركتنا عاشت في أكثر المجتمعات تعصبًا، وأكثر الأنظمة قمعًا، والجماعات المتمردة الأكثر عنفًا، بحسب «الحداد».

وأعاد «الحداد» تذكير المصريين بأن جماعة الإخوان المسلمين كرست الجزء الأكبر من مشاركتها في الحياة العامة لتوفير برامج الخدمة الاجتماعية في الأحياء الفقيرة، بما في ذلك إقامة العيادات المجانية وبنوك الغذاء والدعم الأكاديمي واللوجستي للفقراء وطلاب الجامعات، وملئ الفراغ الذي خلّفه الفساد وغياب حكم الدولة وعدم فعالية المجتمع المدني.

واختتم القيادي الإخواني رسالته المسربة من داخل حبسه، بالقول «عند استرجاع هذه التجربة، يؤسفني أن أدرك أنّ المناورات السياسية خلقت هذه المسافة بيننا وبين الشعب الذين عملنا لسنين طويلة في خدمته، وهو ما يُعد درسًا قاسيًا تلقيناه من الربيع العربي، وعلى الرغم من إدراكنا للأخطاء السياسية التي ارتكبناها، فإن المداولات العامة التي تدور بشأن هذه التسميات السخيفة مثيرة للقلق».

ويقبع عشرات الآلاف من خصوم الرئيس المصري في السجون المصرية، كما تنفذ القوات الأمنية لنظام «عبدالفتاح السيسي» عمليات قتل خارج القانون.

وتدرس الولايات المتحدة تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية؛ وسط تحذيرات إستخباراتية؛ لخطورته على المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

المصدر | الخليج الجديد + نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية

جهاد الحداد جماعة الإخوان نيويورك تايمز الإدارة الأمريكية دونالد ترامب الربيع العربي

حملة إلكترونية لإنقاذ نجل مستشار مرسي المعتقل