هل يغامر «أبو تريكة» بحضور جنازة والده رغم إمكانية اعتقاله أو منعه من السفر؟

الأحد 26 فبراير 2017 04:02 ص

تضاربت الأنباء حول مصير لاعب النادي «الأهلي» ومنتخب مصر السابق «محمد أبو تريكة»، في حال قرر العودة إلى البلاد لحضور جنازة والده التي وافته المنية اليوم، إثر ازمة قلبية.

ولا يزال الغموض مسيطرا حول مدى مشاركة «معشوق الجماهير»، في جنازة والده، المقرر لها اليوم مساء بقرية ناهيا، في الجيزة (غربي القاهرة).

وبكلمات مؤثرة، قال «أبو تريكة» في تغريدة عبر حسابه على «تويتر» الأحد: «تعلمت منه الكثير.. فقدت قدوتي في الكفاح والعمل.. رحم الله والدي وغفر له واسكنه فسيح جناته».

ولم يعلن حتى الآن ما إذا كان «أبو تريكة» سيشارك في جنازة والده المقررة مساء الأحد، أم لا، ففي الوقت الذي أكد مصدر مقرب من اللاعب وصوله إلى القاهرة قادما من قطر من أجل المشاركة في تشيع الجثمان وتلقي العزاء، نفت مصادر أخرى هذا الأمر، مشيرة إلى أن وصوله سيعرضه للملاحقة إثر وضعه على قوائم «ترقب الوصول».

فيما ذكرت مصادر لـ«العربية نت»، أن أشقاء «أبو تريكة» أخفوا عنه خبر وفاة والده حتى لا يتعرض للاعتقال فور عودته لمصر.

وقالوا إن شقيقه «حسين» طالبه بعدم العودة لمصر، حتى لا يتم القبض عليه، واستجاب له «أبو تريكة»، وأكد أنه تراجع عن العودة ولن يقوم بحجز تذكرة الطائرة.

اعتقال وارد

الشهر الماضي، تناقلت وسائل الإعلام المحلية، أخبارا عن مصادر أمنية، قالت إنه أكد «سوف يتم القبض على اللاعب فور وصوله البلاد، وسحب جوازه والتحفظ عليه، ومنعه من السفر إلى الخارج».

وسائل الإعلام التي منها «التحرير» و«اليوم السابع» وفيتو»، قالت حينها إن قرار الوضع على قوائم الإرهاب، للاعب يترتب عليه عدة إجراءات، أهمها القبض عليه، ومنعه من التصرف في أمواله وممتلكاته السائلة والمنقولة والعقارية، ووضعه على قوائم الممنوعين من السفر، وكذا قوائم الترقب، مع سحب جواز سفره، وقد يصل الأمر إلى إلغاؤه ومنعه من استخراج آخر جديد.

هذه الأنباء، دفعت «أبو تريكة»، للبقاء في قطر، والترتيب من أجل استقبال عائلته.

وتعاقد «أبو تريكة»مع قناة «بي إن سبورتس» الرياضية، وهو ما أتاح له البقاء لفترات طويلة، لحين انتهاء الأزمة في مصر، عن طريق محاميه، الذي يتولى الدفاع عنه أمام النيابة مؤخرا.

واليوم، مع إعلان خبر وفاته، تضاربت التصريحات مجددا، حول مصير «الماجيكو» إذا قرر العودة إلى مصر، لحضور الجنازة.

ونقلت صحيفة «الوفد» عن محامين، قولهم إن السلطات المصرية ووفقاً لقانون القوائم الإرهابية يمكنها اعتقال «أبو تريكة» فور وصوله إلى مصر تنفيذاً لحكم محكمة الجنايات والذي قرر إدراج اسمه في قوائم الإرهابيين لمدة 3 سنوات.

وأضافوا أنه قد يتم اعتقاله فور وصوله لمطار القاهرة بسبب إدراج اسمه ضمن قوائم ترقب الوصول.

توقيف فقط

في الوقت الذي نقلت صحيفة «اليوم السابع»، عن مصادر قانونية (لم تسمها)، إنه لن يتم توقيف «أبو تريكة»، بمطار القاهرة حال وصوله لحضور جنازة والده، دون أن تبدي أسبابا، أو تعليقا على ما ذكرته ذات الصحيفة من قبل عن إمكانية اعتقاله في حال وصوله البلاد.

المصادر قالت إن النيابة العامة كانت استدعت «أبوتريكة» للتحقيق على ذمة قضية تمويل الإرهاب، غير أن اللاعب الدولي السابق لم يحضر لتواجده في الخارج، وبالتالي فإنه بعد انتهاء مراسم العزاء، سيتم استدعائه مرة أخرى لسماع أقواله.

بينما نقلت ذات الصحيفة، عن مصادر أمنية بمطار القاهرة الدولي، قولها إن الوضع القانوني لـ«أبو تريكة»، يتحدد عند عودته، بوضع الكارت الخاص به على أجهزة الحاسب الآلي، لبيان ما إذ كان مدرجا على قوائم ترقب الوصول من عدمه.

وأشارت المصادر إلى أن هناك عدة أوضاع قانونية في حالات الإدراج على قوائم ترقب الوصول بالنسبة للمصريين، ومنها الإدراج المقترن بالضبط والإحضار، إذ يتم القبض على المدرج فور وصوله وتسليمه للجهة المدرجة، والإدراج والسماح للمدرج بدخول البلاد دون القبض عليه، ويتم الاكتفاء بإبلاغ الجهة المدرجة فقط مع عدم السماح له بالخروج من البلاد عقب زوال سبب الإدراج، ورفع الاسم من قوائم الممنوعين من السفر.

أما الحالة الثالثة للإدراج، فهي تسليم المدرج للجهة المدرجة لمناقشته فقط، والسماح له بالدخول بعد ذلك، وكافة الحالات تحددها الجهة المدرجة بالتوظيف القانوني لها.

ومن غير المعروف، الوضع القانوني لإدراج «أبو تريكة»، وما هي الحالة التي تتوافق مع وضعه.

سحب جواز السفر

أما صحيفة «مصر العربية»، فنقلت عن «عزت غنيم» المحامي الحقوقي، إنه بمجرد وصول «أبو تريكة» لمطار القاهرة، سيتم سحب جواز السفر الخاص به لحين الإدلاء بأقواله أمام نيابة أمن الدولة في القضية رقم 653 لسنة 2016 التي تضم قائمة الإرهاب التي أُدرج اسمه ضمنها.

وأضاف «غنيم» أن أبو تريكة لن يستطيع الحصول على جواز سفره مرة أخرى بسبب وضعه قوائم ترقب الوصول والمنع من السفر، مؤكدا أن عدد من المتهمين في تلك القائمة حاولوا السفر لكن مٌنعوا في المطار، وسحبت منهم جوازات السفر الخاصة بهم، وطلب منهم التوجه لمقر أمن الدولة التابع لمحل إقامتهم للتحقيق معهم.

وأوضح أنه بعد الإدلاء بأقواله سيصبح متهما في قضة جنائية لن يستطيع مغادرة مصر مرة أخرى، ويصبح ضمن قوائم  الممنوعين من السفر لحين صدور حكم فيها.

وأكد أن قرار العودة لمصر الأن يمكن لـ«أبوتريكة» أن يتخذه، لكنه لن يتمكن من المغادرة مرة أخرى لحين الانتهاء من تلك القضية.

وبسبب مزاعم عن صلته بجماعة «الإخوان المسلمين»، أدرجت «محكمة جنايات بالقاهرة»، قبل أسابيع، «أبو تريكة» ضمن قائمة طويلة من المصريين ضمت أكثر من 1500 اسماً، بينهم الرئيس «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب، في قائمة المصنفين بـ«الإرهاب».

وينفي «أبو تريكة» تقديم أي دعم لجماعة الإخوان، لكنه اعتبر داعما لحملة انتخاب «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في 2012.

وأثار إدراجه على قائمة «الإرهابيين» جدلا واسعا في مصر والعالم؛ حيث يحظى اللاعب السابق بسمعة طيبة وجماهيرية كبيرة.

وتحفل مواقع التواصل منذ ذلك الحين بحملات تضامن مع اللاعب، الذي اشتهر بأعماله الخيرية، وأخلاقه العالية.

وامتد التضامن معه من مصر إلى خارجها؛ حيث أبدى العديد من نجوم العالم استنكارهم لخطوة وصمه بـ«الإرهاب».

وتتضمن الآثار القانونية المترتبة على إدراج شخص على قائمة «الإرهابيين» في مصر، «المنع من التصرف في أمواله وممتلكاته السائلة أو المنقولة، وإدراجه على قوائم الممنوعين من السفر وترقب الوصول، وسحب جواز السفر الخاص به أو إلغائه ومنعه من إصدار جواز سفر جديد، وفقدانه لشرط حسن السمعة والسيرة اللازمة لتولي الوظائف العامة أو النيابية».

وتلك الآثار القانونية محددة المدة بما لا يتجاوز الثلاث سنوات حتى يصدر حكم جنائي نهائي وبات من القضاء باعتبار الشخص المندرج على قوائم الإرهاب مدان فعليا في إحدى القضايا المتعلقة بالإرهاب، وإلا وجب رفع اسمه من على قائمة الكيانات الإرهابية ما لم تصدر محكمة الجنايات قرارا آخر عقب انتهاء مدة الثلاث سنوات بإدراجه على القوائم الإرهابية لمدة مماثلة.

ويعد «أبو تريكة» أحد أبرز لاعبي المنتخب المصري لكرة القدم في السنوات الأخيرة، وساهم في حصد ألقاب قارية ومحلية عديدة للمنتخب والنادي «الأهلي» قبل أن يعلن اعتزاله اللعب في ديسمبر/ كانون الأول 2013.

  كلمات مفتاحية

أبو تريكة قانون ترقب الوصول اعتقال مصر قوائم الإرهاب جنازة