خلال أسبوع.. تصريحان متناقضان لوزير النقل الروسي حول استئناف الرحلات الجوية لمصر

الاثنين 27 فبراير 2017 10:02 ص

6 أيام فقط، كانت فاصلة بين تصريحين متناقضين، لوزير النقل الروسي «مكسيم سوكولوف»، حول استئناف الرحلات الجوية إلى مصر.

ففي الوقت الذي استبعد الوزير الروسي الثلاثاء الماضي، استئناف الرحلات لخلل في تأمين المطارات، ألمح اليوم إلى إمكانية توقيع اتفاقية استئناف الرحلات الجوية ما بين موسكو والقاهرة، خلال شهر مارس/ آذار المقبل.

وقال وزير النقل الروسي «سوكولوف»، ردا على سؤال لوكالة «سبوتنيك»، الإثنين حول إمكانية استئناف الرحلات في مارس/ آذار المقبل: «مبدئيا، نعم».

وتابع وزير النقل الروسي أن «خبراء أمن الطيران الروسي قد يتفقدون أيضا مطاري الغردقة وشرم الشيخ، خلال زيارتهم المقبلة».

ويعد تصريح «سوكولوف»، اليوم، مناقضا لما ذكره الثلاثاء الماضي، من استبعاده استئناف رحلات الطيران مع مصر في الوقت القريب، معللا ذلك بأسباب تتعلق بإجراءات الأمن في المطارات المصرية.

وقال «سوكولوف»، في تصريحات تليفزيونية، إن «فريق الخبراء الذى اختبر إجراءات الأمن فى مطار القاهرة مؤخرا خلص إلى أنه من غير الممكن استئناف رحلات الطيران فى القريب العاجل».

وأرجع «سوكولوف» القرار الروسي إلى وجود ملاحظات يتوجب إزالتها متعلقة بأنظمة البصمة البيومترية ونظام مراقبة الفيديو وغيرها من الجوانب، وذلك لتأمين سلامة الركاب بشكل كامل، مؤكدا أن الجانبين الروسى والمصرى يعملان على إزالة هذه الملاحظات، وفق تصريحاته لـ«روسيا 24».

يشار إلى أن شركة «أيروفلوت» قد تصبح أول شركة طيران في روسيا تبدأ رحلات منتظمة إلى القاهرة، عقب استئناف الرحلات الجوية بين البلدين.

وقبل 10 أيام، أعلنت الحكومة الروسية، أنها صادقت على بروتوكول التعاون في مجال أمن الطيران المدني بين مصر وروسيا، مؤكدة أن موعد استئناف الحركة الجوية بين البلدين يعتمد على تنفيذ القاهرة للتوصيات التي قدمتها موسكو في هذا الشأن.

تعنت روسي

والأربعاء الماضي، وصف وزير الخارجية المصري «سامح شكري»، رفض الجانب الروسي استئناف حركة السياحة ورحلات الطيران إلى المطارات المصرية بـ«التعنت»، قائلا إن الجانب المصري لديه علامات استفهام عدة.

وأكد «شكري»، أن القاهرة قدمت كل ما يمكنها لإقناع موسكو بسلامة إجراءات التأمين بالمطارات المصرية، لافتاً إلى زيارة رئيسة «مجلس الدوما الروسي» إلى القاهرة في مارس/ آذار المقبل، وحدوث نقاش موسع معها حول العلاقات بين البلدين.

جاء رد «شكري» بعد ساعات من تصريح نائب وزير الخارجية الروسي «أوليغ سيرومولوتوف»، أن عمليات إطلاق الصواريخ الأخيرة من سيناء على إيلات، تشير إلى إمكانية قصف «تنظيم الدولة الإسلامية» للمنتجعات السياحية، وهو ما يعقد عودة السياح الروس إلى مصر.

وأضاف: «بالطبع، كل شيء سيحل، في حال تم ضمان سلامة مواطنينا، هل تعتقدون أنه من السهل اتخاذ هذا القرار بعد وقوع مثل هذه الحوادث؟».

وتابع:«ولو أنهم توسعوا أكثر بقليل وقصفوا المنتجعات؟ إنها (المنتجعات) قريبة، وتنظيم الدولة الإسلامية الآن خطير بشكل جدي».

وكانت موسكو قد علقت رحلات الطيران من وإلى مصر، بعد تحطم طائرة ركاب من طراز «إير باص-321» تابعة لإحدى شركات الطيران الروسية فوق سيناء فى نهاية شهر أكتوبر/ تشرين أول 2015، والتى أودت بحياة 224 شخصا كانوا على متنها، فيما تبين بعد أنها تحطمت جراء تفجير بعبوة ناسفة تبناه تنظيم «الدولة الإسلامية».

وفي سبتمبر/أيلول 2016، وضع الجانبان خطة تهدف لاستئناف رحلات الطيران بين مطاري موسكو والقاهرة كمرحلة أولى، ومن ثم استئناف رحلات الطيران النظامية بين العاصمة الروسية ومدينتي شرم الشيخ والغردقة، ليعود بعدها المسؤولون الروس والمصريون إلى مناقشة مسألة استئناف رحلات الطيران العارضة «تشارتر» بين البلدين.

وعلى مدار الشهور الماضية، توالى وصول الوفود الأمنية إلى مطار شرم الشيخ الدولي، ومطار القاهرة الدولي، لتفقد الإجراءات الأمنية قبيل عودة السياحة الروسية لمصر، التي كان قد أعلن عن استئنافها قبل نهاية 2016، إلا أن ذلك لم يحدث.

وكانت مصادر في وزارة الطيران المدني المصرية، قالت في وقت سابق، إن قرار موسكو بعدم عودة السياحة إلى مصر، يعود لاعتبارات سياسية، أكثر منها أمنية.

يشار إلى أن القرار الروسي بمنع سياحها، تسبب في صدمة كبيرة للعاملين بالقطاع السياحي في مصر.

وبعد صدور قرار باستئناف الرحلات، سيعود السياح الروس إلى مصر، التي تعتمد على السياحة بشكل أساسي، فقبل تعليق الرحلات السياحة شكلت السياحة الوافدة من روسيا نحو 50% من إجمالي سياح العالم، الذين يتجهون إلى مصر.

أما ألمانيا، فرفعت الشهر الماضي، حظر طيرانها عن مناطق بجنوب سيناء، دون شمالها، حيث أصدرت وزارة النقل الفيدرالية الألمانية إعلانا تعفي فيه شركات الطيران الألماني من الالتزام بالطيران على ارتفاع 26 ألف قدم فوق جنوب سيناء، خاصة أن تقديرات الاستخبارات الألمانية تشير إلى مخاطر على الطيران المدني فوق شمال سيناء، ومن ثم تم التفاهم على رفعه عن الجنوب وتعديل مسار الرحلات المتجهة إلى مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء.

وتواجه السياحة المصرية أزمة حادة، جراء الإجراءات التي اتخذتها الدول ضدها، حتى تراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنحو 42% خلال الشهور العشرة الأولى من 2016 (من يناير/كانون ثاني حتى أكتوبر/ تشرين الأول) مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ليبلغ نحو 4.339 مليونًا، حسب بيانات رسمية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

روسيا مصر عودة السياحة رحلات جوية