3 أهداف وراء امتناع مصر عن إدانة «الأسد» بمجلس الأمن

الأربعاء 1 مارس 2017 08:03 ص

اعتبر مراقبون، أن امتناع مصر عن التصويت في مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، لصالح قرار يدين نظام «بشار الأسد» يأتي إرضاء لحليفتها روسيا، ونكاية في المملكة العربية السعودية التي تشهد علاقات القاهرة بها توترا كبيرا منذ شهور.

وقالوا إن الموقف المصري، يتسق مع مواقف الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» الداعمة للرئيس السوري، ورفضه التنحي عن الحكم بعد نحو 6 سنوات من الحرب التي راح ضحيتها قرابة مليون سوري على يد قوات «الأسد»، بحسب شبكة «رصد».

ووصف الإعلامي السوري، «موسى العمر»، ما حدث بالقول: «لم يغب مندوب النظام المتواجد في جنيف بشار الجعفري عن جلسة مجلس الأمن، فقد ناب عنه السفير المصري وزيادة».

وأضاف، أن الموقف المصري من الثورة السورية تغير 180% بعد الإطاحة بالرئيس «محمد مرسي»، اول رئيس مدني منتخب في البلاد، في 3 يوليو/تموز 2013.

وفرضت السلطات المصرية تأشيرة دخول على السوريين، وتم التضييق على دخولهم مصر رغم ضخهم لـ٢ مليار دولار استثمارات بها.

وتابع «العمر»: «ولا أتوقع أي تغير في الموقف المصري حالياً لأنها تدعم الحسم العسكري لصالح النظام لأنه من وجهة نظرها  أخف الشرين، البديل هم الإسلاميون».

وقلل الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط «فراس أبوهلال»، من تأثيرات امتناع ممثل نظام «السيسي» عن التصويت لصالح قرار يدين نظام «الأسد»، معتبرا أنه يأتي في سياق طبيعي للسياسة الخارجية لهذا النظام، ودعم أنظمة الاستبداد العربي، باعتباره جزءا منها.

وفسر «أبو هلال» السلوك المصري الرسمي تجاه الأزمة السورية، بالقول، إن «نظام السيسي لا يريد لأي ثورة شعبية عربية أن تنجح ولو نصف نجاح، لأن هذا سيمثل حالة إلهام لبقية الشعوب العربية ومن ضمنها الشعب المصري».

ثانيا، أن «النظام المصري يتحرك في كل سياساته الداخلية والخارجية من منطلق عدائه للإسلاميين بكافة تنوعاتهم، ومن المعروف أن أي هزيمة أو إضعاف للأسد عبر قرارات دولية أو بر القتال على الأرض سيصب في صالح قوى إسلامية»، وفق «أبو هلال».

ثالثا، أن نظام «السيسي» يريد تعزيز علاقاته مع القوة الروسية الصاعدة في الإقليم، وهو يعلم أن البوابة السورية هي الأكثر انفتاحا تجاه روسيا، فيما يدرك أن علاقته بأمريكا تمر حصرا عبر بوابة دولة الاحتلال، وبالتالي هو لا يخشى من غضب أمريكي إذا تقارب مع روسيا في الموقف تجاه الأزمة السورية لأنه يعتقد أن الرضا الأمريكي مضمون بدعم «إسرائيلي».

واستخدمت روسيا والصين، اللتين تتمتعان بعضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي، أمس الثلاثاء، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار قدمته بريطانيا وفرنسا ينص على فرض عقوبات عسكرية على الحكومة السورية وإدراج 11 من قادتها العسكريين على القائمة السوداء.

بينما صوتت تسع دول بمجلس الأمن لصالح القرار، ووامتنعت 3 دول عن التصويت وهي مصر وإثيوبيا وكازاخستان.

ويأتي القرار على خلفية اتهام الحكومة السورية بتطوير الأسلحة الكيميائية واستخدامها ضد مدنيين. وينص القرار كذلك على حظر تصدير الطائرات المروحية إلى جيش النظام السوري.

كما كان مشروع القرار يتضمن حظراً للسفر وتجميداً لأصول في الخارج لمسؤولين وقادة عسكريين سوريين.

وكان نشطاء سوريون، تداولوا تسجيلات صوتية مسربة تؤكد مشاركة طيارين مصريين في عمليات القصف الجوي التي تستهدف مناطق في سوريا تحت سيطرة المعارضة السورية.

وأظهر الفيديو الذي بثه «مرصد الجنوب» العامل في درعا، أمس الثلاثاء، محادثات صوتية مقتضبة باللهجة المصرية، حيث كان قائد الطائرة يتلقى تعليماته من مركز قيادة الملاحة الجوية في مطار «السين» بريف دمشق، لاستهداف مناطق في ريف دمشق ودرعا.

وتداولت تقارير استخباراتية في نوفمير/ تشرين ثان الماضي، قيام مجموعة من قائدي المروحيات المصريين، يبلغ عددهم 18 وفقا لأحد التقديرات، بالهبوط سرا منذ أيام قلائل في قاعدة القوات الجوية السورية في حماة، وتم إدخالهم في الخدمة فورا لتنفيذ ضربات جوية ضد قوات المعارضة السورية.

 

  كلمات مفتاحية

مجلس الأمن سوريا مصر عبدالفتاح السيسى بشار الأسد حق الفيتو