براءة «مبارك» في نظر المصريين.. غضب وسخرية و«ثورة مستمرة»

الجمعة 3 مارس 2017 07:03 ص

بتعليقات غاضبة وأخرى ساخرة، استقبل المصريون، قرار محكمة النقض المصرية ببراءة الرئيس الأسبق «حسني مبارك» (أطاحت به ثورة شعبية في 2011)، من تهمة قتل المتظاهرين إبان أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني الماضي 2011.

التعليقات التي صدرت عن سياسيين ومغردين وفنانين مصريين، امتزجت فيها غضب من عدم اكتمال الثورة وتبرأة رأس النظام الذين ثاروا عليه، وبين سخرية من قدر أعادهم في ذات المربع من جديد.

وسط تعليقات ثالثة، انتصرت لـ«مبارك»، وهي الفئة التي كانت تؤيده منذ اليوم الأول، ورفضت الثورة عليه، وتعتبر منذ تولي الرئيس «عبد الفتاح السيسي»، مقاليد حكم البلاد، بأنه انتصار لهم على الثورة.

براءة متوقعة

السياسيون قالوا إنهم توقعوا براءة «مبارك»، بعد طمس الحقائق وتشويه الثورة وشيطنة الثوار، على مدار السنوات الماضية.

فقال «حسن نافعة» أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن «كل شئ حدث اليوم كان متوقعا، والجميع سوف يحصل علي البراءة حيث سقط القناع، وكل شئ أصبح واضح أمام الشعب المصري».

بينما أوضح المهندس «محمد سامي» رئيس حزب «الكرامة» قائلاً «ما حدث صدمه للشعب المصري وخاصة علي أهالي الثوار»، مضيفا أن «المشهد الآن يدل علي طمث الحقائق وحذف الأدلة وتشويه المعلومات».

وأضاف البرلماني «هيثم الحريرى»، أنه كان يتوقع براءة «مبارك»، مضيفا: «إذا كانت المحكمة برأتهم، فالتاريخ لن يبرئهم من الجرائم التي ارتكبوها، وسيظل الشعب المصري يذكر أن عهد مبارك كان عصر ظلم وفساد».

وسخر المحامي الحقوقي «طارق العوضي»، بالقول: «طبعا براءة مبارك من قتل المتظاهرين كانت مؤكدة ومتوقعة، مش عارف أنتم متضايقين ليه!».

وعلق المحامي الدولي «محمود رفعت»، قائلا: «حكم نهائي ببراءة مبارك من قتل المتظاهرين، لن تذهب ثورة يناير أدراج الرياح كما يظن البعض، ولن تضيع دماء شهداء يناير، أطهر دماء مصر».

وأعرب البرلماني السابق «باسل عادل» عن غضبه واستياءه، بعد براءة «مبارك»، وقال: «سلامًا لأرواح شهداء ثوره يناير، لا تحزنوا فإن للعدل صور كثيرة، أكثرها عدلًا أن يتحقق ما استشهدتوا من أجله يوما ما».

بينما انتقد «محمد محسوب»، وزير الدولة للمجالس النيابية اﻷسبق، البراءة وغرد: «لهم البراءة وللشعب الموت والفقر والجوع، محكمة الشعب ستبقى الأعلى حتى لو تأجل حكمها ليوم قادم».

وأشار «طارق الزمر» رئيس حزب «البناء والتنمية»، إلى أن «إدانة مبارك بقتل المتظاهرين في ٢٠١١، تعني إدانة السيسي بقتل المعتصمين في ٢٠١٣».

وقال: «لهذا فالبراءة ضرورة كما أنها مركبة.. لكن الحقوق لا تضيع».

وأضاف «خالد داوود» رئيس حزب «الدستور»: «مبارك والعادلي هم من قتلوا الشهداء في ثورة 25 يناير، هذه هي الحقيقة حتى لو امتنع أركان نظامه الفاسد عن تقديم الأدلة التي تدينه للمحكمة».

فيما انتقد السفير «عبد الله الأشعل» المرشح الرئاسي السابق، سياسة الكيل بمكيالين في مصر، بعد أن خرج رموز «مبارك» من جميع قضايا الفساد، وزُج بـ«ثوار يناير» في السجون.

وقال «الأشعل»: «ثورة يناير ضد نظام مبارك تعني أن هناك جرائم ومظالم ارتكبها رأس النظام ورموزه، وعندما يبرئ القضاء هؤلاء جميعا ويتصالحون مع النظام الحالي على نهب أموال الشعب، صاحب الحق في العفو والعقاب، يعني أن الشعب قام بثورة ضد نظام صالح وليس فاسد».

غضب إلكتروني

الوضع على صعيد مواقع التواصل الاجتماعي، بين النشطاء، لم يقل غضبا وسخرية من تعليقات السياسيين، حتى تصدر وسم «مبارك»، قائمة الوسوم الأكثر تداولا في مصر بموقع «تويتر»، منذ النطق بالحكم، فيما شهدت قائمة الوسوم الأكثر تداولا وسما بعنوان «صرخة شعب لإسقاط النظام»، رفضا للحكم.

فغرد «محمد فؤاد»: «فرعون براءة.. وجنوده براءة.. الشهداء قتلوا انفسهم يا وطن الـ....».

وكتب الإعلامي «تامر أبو عرب»: «مستعد أصدق تماما إن المحكمة بتتعامل بالورق وإن مفيش ورق يدين مبارك لو ورونا الورق اللي بيدين الشباب بتعطيل المرور وتكدير السلم العام».

وأضافت «علا شهبة»: «نفتكر قائمة الشهود ونفتكر القضاة، ونركز في القضية دي، كل طبخة فيها حصلت في عهد مين, علشان الحساب والله هيجمع، انتم مصرين تتحاسبوا جماعة, وهو المنطق بيقول اننا لما هنقدر هنقدر عليكم كشيلة».

وغردت «سما وليد»، قائلة: «لم أتفاجأ ببراءة مبارك لذلك لم أنتظر حكم قاضي الأرض الفاسد بل أنتظر حكم قاضي السماء المنتقم الحق العدل لذلك القضية لم تنته بعد».

وعلق «عبد الرحمن منصور» مؤسس صفحة «خالد سعيد» التي كانت أحد منصات الدعوة للثورة: «رحم الله شهداء ثورة يناير، وما تلاها من أحداث، قد يفلت المجرمون من العقاب اليوم، لكن أملا في عدالة انتقالية سيظل هدفنا كمواطنين نسعى لوطن لا يضيع فيه حق ولا يُهدر فيه دم إنسان».

وأضاف: «لن ينسى ملايين المصريين عربات الشرطة وهي تدهس المتظاهرين السلميين، ولا قناصة الداخلية وهي تقتل الناس بدم بارد، ولا بطش جنود الداخلية وضباطها، سوف تقاومكم الذاكرة ويهزمكم الحلم، والأيام بيننا».

وقال الحقوقي «جمال عيد» رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان: «إذا مات قبل أن نعيد محاكمته سيموت لص.. إذا امتد به العمر فسوف يحاكم محاكمة عادلة.. ويحاسب على الجرائم التي أفلت منها، وسوف يكون كل من ساعده في الإفلات من العقاب الآن شريكا له، مبارك مجرم .. وسيظل»

أما الصحفي «محمود السعداوي»، فغرد ساخرا: «براءة الحمد لله.. احنا نرشح مبارك بقى في 2018».

وكتبت «نهال يحيى»: «محكمة النقض برأت مبارك من قتل المتظاهرين طيب لما تيجى لقطة جمال مبارك رئيسا للجمهورية صحوني ونبى أصل الفيلم طال وباخ».

وأضاف «علاء الهواري»: «طبعا معروفة إن الرئيس مالوش دعوة بأي قتل حصل في عهده على إيد الداخليه (ولا شايفين إنه مسؤول) كفارة يا أبو علاء ومبروك للي قالوا بلاش محاكمات سياسية علشان نعرف نرجع الفلوس».

وعلق الإعلامي «أسامة جاويش» على الحكم بالقول: «اتضح أن شهداء 25 يناير مماتوش في أحداث يناير.. حاكموا حمادة هلال بتهمة تضليل الرأي العام، لأن كل حاجه طلعت فوتوشوب.. ومبارك خد براءة ومفيش متظاهرين اتقتلوا».

وتابع «بن مسعد»: «محامي ابن حرام بقى ياخد حكم النقض بتاع براءة مبارك ويرفع قضية ضد الثوار.. وتبقى كملت».

وعلق الكاتب «صلاح العربي» بالقول: «مبارك يستاهل البراءة... واحنا نستاهل اللي جرالنا».

ولفت «أحمد الجزار» إلى الحكم قائلا: «حاجة ولا في الأحلام عملنا ثورة عشان نحبس الحرامية خرجوا الحرامية براءة واحنا اللي اتحبسنا.. عودوا إلى ثورتكم».

بينما كتب الناشط «محمد ناجي»: «الثورة متنيلة بنيلة مستمرة».

فرحة وتعويض

أما مؤيدي «مبارك»، فخرجوا في مظاهرة احتفالية بقرار براءته، ووزعوا الشيكولاتة ابتهاجا بقرار المحكمة.

وقالت حملة «آسف يا ريس» المؤيدة لمبارك، تعليقا على الحكم: «أرادوا أن يطيل الله عمره ليذلوه.. فأطال عمره لينصره».

الإعلامي «تامر أمين»، قال في برنامجه أمس، على فضائية «الحياة» (خاصة): «الحكم الصادر يؤكد للكل أن المصريين انضحك عليهم خلال الـ6 سنوات.. مبارك اتظلم».

وأضاف: «ثورة يناير (كانون الثاني) نجحت فقط في تغيير وزير الداخلية حبيب العادلي، وهناك دول وأشخاص أرادت توجيه التهم بقتل المتظاهرين للرئيس الأسبق مبارك بهدف سرقة الثورة فقط».

بينما علق المستشار «مرتضى منصور» عضو مجلس النواب، وأحد المؤيدين لـ«مبارك»، والمعارضين للثورة على الحكم قائلا: «أمر طبيعي.. لأنه لم يحرض على قتل أحد».

وأضاف في مداخلة هاتفية على فضائية «العاصمة» (خاصة)، أن «مبارك قال للحرس الجمهوري لو المتظاهرين اقتحموا غرفتي وحاولوا قتلي لا تطلقوا الرصاص على أحد».

وتابع «منصور»: «الكلاب المسعورة اللي نهشت في سمعة مبارك تحترم نفسها»، مؤكدا أن «مبارك» بطل من أبطال حرب أكتوبر/ تشرين الأول المجيدة.

أما علق الفنان «طلعت زكريا»، الذي تلقى في وقت سابق، هجوما عنيفا بسبب تأييده لـ«مبارك» ومعارضته للثورة، فقال عن الحكم: «بعد 6 سنوات بقول إن مبارك كان مظلوما»،  وأضاف: «نحمد الله لأن اطال عمر الرئيس ليري بنفسه براءته أمام دول العالم»

وأشاد خلال مداخلة هاتفية على فضائية «الحدث اليوم» (خاصة)، بحكم المحكمة، وقال إن مبارك أفنى عمره في الدفاع عن مصر وأبنائها.

بينما ذهب البرلماني «محمد الكومي»، إلى أبعد من ذلك، عندما قال إنه (مبارك) «من حقه أن يطالب بتعويض عن السنوات الست التي قضاها بالحبس، بعد أن أخذ حكما بالبراءة عن الاتهام الموجه إليه».

وزعم أنه لا دليل علي وجود أي جان في قتل المتظاهرين بعد هذه التحريات الكبيرة، مضيفا أنه «يجب ألا نشغل أنفسنا بموضوع علي المشاع، وليس له أهمية كبيرة»، وفق قوله.

وتابع: «إذا ظهر أي جان أو فصيل معين مسؤول عن قتل المتظاهرين سنطلب من القضاء القصاص منه في أسرع وقت».

ووجهت الكاتبة الصحفية الكويتية «فجر السعيد»، التهنئة لـ«مبارك»، وقالت: «ألف مبروك براءة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، ولا يصح إلا الصحيح».

فيما أعرب الناشط السعودي «منذر آل الشيخ مبارك»، عن سعادته، ببراءة «مبارك»، وقال: «لم يهرب من مصر، ولم يشمت الصهاينة بمصر بهروب بطل من أبطال أكتوبر، بل حقن الدماء، وقبل المحاكمة فظهرت براءة حسني مبارك، وتأكدت خيانة من نعرفهم».

أصل القضية

وأمس، قضت محكمة النقض المصرية، بشكل نهائي، ببراءة «مبارك» في قضية قتل المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير/كانون ثان 2011، التي أطاحت به والمعروفة إعلاميا بـ«قضية القرن».

وسبق لهذه المحكمة أن ألغت الحكم الأول الذي صدر في هذه القضية في يونيو/ حزيران 2012، وقضي بالسجن المؤبد لمبارك في هذه القضية وقررت إعادة المحاكمة أمام هيئة قضائية جديدة.

ويعالج «مبارك» (88 عاما) بمستشفى عسكري في القاهرة منذ سنوات، وبعد تدهور صحته وإثر خلافات بين السلطات القانونية ووزارة الداخلية، تم الاتفاق أخيرا على مكان المحاكمة التي تقرر إجراؤها في أكاديمية الشرطة لتكون هذه المرة الأولى في تاريخ مصر التي تجرى فيها محاكمة بعيدا عن دار القضاء العالي.

وبعد ثورة 2011 التي أنهت حكم «مبارك» الذي دام ثلاثة عقود تلقت السلطات بلاغات ضد الرئيس المخلوع وابنيه «علاء» و«جمال» وزوجاتهم وعشرات المسؤولين السابقين ورجال أعمال متضمنة ادعاءات فساد وصدرت أحكام أولية ضد عدد كبير منهم بينهم رئيسا الوزراء «أحمد نظيف» و«عاطف عبيد» لكن أحكاما نهائية صدرت ببراءة معظم من أدينوا.

وأدين «مبارك» ونجليه في قضية فساد بحكم نهائي وبات وعوقبوا بالسجن ثلاث سنوات.

وفي شهر يناير/ كانون الثاني 2016، أيدت محكمة النقض، أعلى محكمة مدنية مصرية، حكما بسجن «مبارك» ونجليه «علاء وجمال» ثلاث سنوات في قضية فساد.

وتتعلق القضية بتحويل أموال من مخصصات القصور الرئاسية خلال حكم «مبارك» إلى منازل ومكاتب يملكها هو ونجلاه.

وقالت لجنة لتقصي الحقائق شكلتها الحكومة المصرية في 2011 إن عدد القتلى خلال الثورة وصل إلى نحو 850 قتيلا فضلا عن آلاف الجرحى في القاهرة ومحافظات أخرى أغلبهم من المتظاهرين وبينهم عدد من رجال الشرطة وسجناء قتلوا خلال اقتحام عدد من السجون.

 

  كلمات مفتاحية

براءة مبارة قتل المتظاهرين ثورة يناير مصر

مصادر: «مبارك» يرغب في زيارة السعودية والمملكة ترحب وتتعهد بتقديم كافة التسهيلات

محلل إسرائيلي: نجلا «مبارك» ليس لهما مكان في الحياة السياسية أو المجتمعية