الملك «سلمان» يغادر الصين بعد توقيع اتفاقات بقيمة 65 مليار دولار

السبت 18 مارس 2017 08:03 ص

غادر العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» اليوم السبت الصين، عقب زيارة رسمية لها، شهدت توقيع اتفاقات بقيمة قد تتجاوز 65 مليار دولار خلال زيارته لبكين الخميس في وقت تتطلع فيه المملكة السعودية أكبر منتج للنفط في العالم لتعزيز العلاقات مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

ووصل العاهل السعودي الذي يرافقه وفد كبير يضم ألف شخص، إلى الصين مساء الأربعاء في إطار جولة آسيوية شملت اليابان وماليزيا وإندونيسيا.

وأجرى خادم الحرمين الشريفين مع الرئيس «شي جين بينغ» مباحثات ثنائية تم خلالها تبادل وجهات النظر بشكل معمق حول تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، كما تم بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ، وتوصلا إلى توافق مهم حيال تلك القضايا، بحسب بيان مشترك في ختام الزيارة.

والتقى العاهل السعودي كل من رئيس مجلس الدولة لي كتشيانغ ، ورئيس اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب تشانغ ديجيانغ.

وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للتقدم الكبير الذي حققته العلاقات بين البلدين خاصة بعد زيارة الرئيس شي جين بينغ إلى المملكة في يناير/كانون ثان 2016م ، واتفقا على أن اللجنة المشتركة رفيعة المستوى بين البلدين تمثل إطاراً مهماً لتوثيق عرى الصداقة بين البلدين والشعبين وتعميق التعاون العملي في المجالات كافة.

 وفي هذا الإطار أعرب الجانبان عن استعدادهما لتوسيع آفاق التعاون بين البلدين في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والاستثمارية وفي مجالات الصحة والتعليم والتعدين خدمة للمصالح المشتركة ، وزيادة التعاون بين البلدين في المجلات ذات الأولوية ، مثل المشروعات الاقتصادية والصناعية ومجال تطبيقات الحكومة الإلكترونية والتقنية المتقدمة والبنية التحتية والتكنولوجيا المتقدمة والفضاء ، وكذلك التوسع في الاستثمارات المتبادلة بين البلدين في كافة القطاعات ومنها : البترول والطاقة المتجددة والكهرباء والاستخدامات السلمية للطاقة الذرية بما يرقى بمستوى علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين إلى مستوى أعلى.

وتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي ستعزز من الإطار المؤسسي القائم للعلاقات بين البلدين ، وبما يضمن استمرارها والدفع بها نحو آفاق أرحب وبما يخدم مصلحة البلدين.

وتضمنت الاتفاقات مذكرة تفاهم بين شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو السعودية ونورث إنداستريز جروب (نورينكو) الصينية لبحث إقامة مشروعات للتكرير والكيماويات في الصين.

واتفقت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، التي تدير مجمعا للكيماويات مع سينوبك الصينية في تيانجين، على تطوير مشاريع بتروكيماوية في الصين والسعودية.

21 اتفاقية

وبالإضافة إلى مذكرات التفاهم الموقعة بين الحكومتين فإنه جرى توقيع 21 اتفاقية استثمارية بين القطاع الخاص في البلدين في مجالات الاستثمار والطاقة والبتروكيماويات والمقاولات وتقنية الاتصالات.

واتفق الجانبان على أن تكون العلاقات بين البلدين في صدارة علاقاتهما الخارجية وتكثيف الزيارات المتبادلة بين القيادتين والمسؤولين في البلدين والتشاور على كافة المستويات، وتبادل الآراء حيال القضايا ذات الاهتمام المشترك وبما يخدم مصالحهما المشتركة.

وأكد الجانبان على ما ورد في إعلان الدوحة لمنتدى التعاون الصيني – العربي الصادر في مايو/أيار 2016 م بشأن ضرورة احترام الحق الذي تتمتع به الدول ذات السيادة والدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار في اختيار سبل تسوية النزاعات بإرادتها المستقلة.

وأبدى الجانب الصيني دعمه لجهود المملكة لتحقيق رؤية 2030 وحرصه على أن تكون الصين شريكاً عالمياً للمملكة في جهودها لتنويع اقتصادها.

وأكدت المملكة استعدادها أن تكون شريكاً عالمياً في بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الـ 21 ، وتصبح قطبه الرئيس في غرب آسيا وتدعم استضافة الجانب الصيني منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي.

وأبدى الجانبان الحرص على رفع مستوى التعاون بين البلدين في مجال الطاقة ، بما في ذلك إمدادات البترول السعودي للسوق الصيني المتنامي.

وأكد الطرفان على أهمية استقرار السوق البترولية بالنسبة للاقتصاد العالمي ، وقدر الجانب الصيني الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية لضمان استقرار الأسواق البترولية العالمية باعتبارها مصدراً آمناً وموثوقاً يزود الأسواق العالمية بالنفط.

كذلك اتفق الجانبان على تعزيز التعاون الاقتصادي الدولي وتنمية التجارة الدولية في إطار مجموعة العشرين والمؤسسات المالية والدولية ، وأشاد الطرفان بالدور المتوقع للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية.

واتفق الجانبان على بذل الجهود المشتركة بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي للإسراع في إقامة منطقة التجارة الحرة الصينية – الخليجية.

إدانة الإرهاب

من جهة أخرى، أكد البلدان إدانتهما للتطرف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره وأنه لا يرتبط بأي عرق أو دين ، وسيعمل الجانبان على التعاون في محاربة التطرف والإرهاب واقتلاعهما.

وأعرب الجانب الصيني عن تقديره للخطوات التي اتخذتها المملكة في هذا الشأن بإعلان إنشاء التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.

وفي إطار الحرص على تحقيق الأمن والاستقرار إقليمياً وعالمياً ، أبدى الجانبان أهمية تحقيق حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة ، وتثمن المملكة عالياً الجهود المبذولة من الجانب الصيني في هذا الشأن ، كما يقدر الجانب الصيني عالياً مساهمة المملكة في سبيل تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة.

كما أكد الجانبان على أهمية وضرورة إيجاد حل للأزمة السورية على أساس بيان جنيف (1) وقراري مجلس الأمن رقم (2254) و(2268) وعلى أهمية تقديم المساعدات الإنسانية وأعمال الإغاثة للاجئين والنازحين السوريين في داخل سوريا وخارجها.

وشددا على أهمية المحافظة على وحدة اليمن، وتحقيق أمنه واستقراره، وعلى أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية ، وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني ، وقرار مجلس الأمن رقم (2216) مؤكدين دعمهما للسلطة الشرعية في اليمن ، كما عبرا عن دعمهما لجهود إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن للتوصل إلى حل سياسي بين الأطراف اليمنية وللجهود الدولية المبذولة في هذا النطاق وكذلك تسهيل وصول المساعدات إلى كافة المناطق اليمنية.

وأعرب الجانبان عن القلق إزاء الأوضاع في ليبيا ، والأمل في أن تتمكن حكومة الوفاق الوطني من استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا والحفاظ على سلامة ووحدة الأراضي الليبية بدعم من المجتمع الدولي، معبرين عن دعمهما لجهود الحكومة العراقية في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وأهمية الحفاظ على وحدة العراق واستقراره واستقلاله.

 

  كلمات مفتاحية

الصين السعودية العلاقات السعودية الصينية جولة آسيوية