المخابرات الألمانية: «كولن» لم يكن العقل المدبر وراء الانقلاب الفاشل في تركيا

السبت 18 مارس 2017 04:03 ص

صرح مسؤول رفيع في المخابرات الألمانية، اليوم السبت، بأن رجل الدين التركي المعارض «فتح الله كولن»، لم يكن العقل المدبر وراء الانقلاب الفاشل الذي وقع في تركيا في 15 يوليو/تموز 2016، والذي كان يهدف للإطاحة بالرئيس «رجب طيب أردوغان».

ونقلت صحيفة «دير شبيغل» الألمانية، عن رئيس الاستخبارات الخارجية «برونو» كال قوله: «حاولت تركيا على مستويات مختلفة أن تقنعنا بهذه الحقيقة، لكنهم لم ينجحوا في ذلك».

وأضاف: «كال ما رأيناه بعد الانقلاب كان سيحدث بغض النظر عن ذلك، ربما ليس بنفس الحجم ونفس التطرف»، على حد تعبيره.

وتابع: «الانقلاب كان مجرد ذريعة مرحبا بها»، مشيرا إلى موجة الملاحقات والتطهير التي بدأتها تركيا منذ الصيف الماضي، في أعقاب تلك المحاولة الانقلابية الفاشلة.

وقال «كال»: «الانقلاب لم تبدأ به الدولة، فقبل 15 يوليو/تموز كانت هناك حملة تطهير كبيرة جارية من قبل الحكومة، مضيفا: «لهذا السبب اعتقد البعض في المؤسسة العسكرية أنهم بحاجة للقيام بانقلاب بسرعة قبل أن تطالهم أيضا حملات التطهير، لكن كان الأوان قد فات وكانوا هم أيضا عرضة للتطهير».

وبحسب مسؤول الاستخبارات الألمانية، فإن حركة «كولن» هي مؤسسة مدنية للتعليم الديني والمدني المستمر التي تعاونت على مدى عقود مع «أردوغان» وليس مع حركة إرهابية كما تدعي أنقرة، وفق قوله.

وألقت السلطات التركية بالمسؤولية عن الانقلاب الفاشل الذي خلف 248 قتيلا على مجموعة مسلحة اتهمت «كولن» بتوجيهها، وهو حليف سابق لـ«أردوغان» يعيش في منفاه الاختياري في الولايات المتحدة منذ عام 1999.

ورغم نفي «كولن» الشديد لهذه الاتهامات، إلا أن أنقرة استمرت في مطالبة السلطات الأمريكية بتسليمها إياه.

وقد اعتقلت السلطات التركية أكثر من 41 ألف شخص، وطردت أو أوقفت عن العمل 100 ألف موظف منذ محاولة الانقلاب، معظمهم من المعلمين ورجال الشرطة والقضاة والصحفيين.

وأمرت السلطات الشهر الماضي بصرف 4500 موظف عام، منهم 2585 موظفا في الحقل التربوي و893 شرطيا و88 من قناة التلفزيون الرسمية «تي آر تي»، كما تم إغلاق حوالي 170 وسيلة إعلامية وإلغاء 800 بطاقة صحافية، بحسب نقابات الصحفيين.

وتمتلك المنظمة عددا كبيرا في المدارس والمؤسسات التعليمية في العديد من الدول حول العالم، وأعلنت عدة دول خلال الأشهر الماضية إلحاق تلك المدارس والمؤسسات بنظامها التعليمي أو إغلاقها.

وتتهم السلطات التركية «فتح الله كولن»، المقيم في الولايات المتحدة، بالوقوف وراء محاولة الانقلاب العسكري الفاشل التي شهدتها البلاد في 15 يوليو/تموز الماضي.

وتطلب أنقرة من واشنطن تسليم «كولن» بموجب اتفاقية إعادة المجرمين المبرمة بين الجانبين، حيث توجه النيابة العامة التركية تهما لـ«كولن» من بينها الاحتيال وتزوير أوراق رسمية والتشهير وغسيل أموال والاختلاس والتنصت على المكالمات الهاتفية وتسجيلها، بالإضافة إلى انتهاك الحياة الشخصية للأفراد وتسجيل بيانات شخصية لأفراد بصورة غير قانونية.

ويعيش «كولن» (77 عاما) في بنسلفانيا (شمال شرق الولايات المتحدة)، ويترأس شبكة كبيرة من المدارس والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات التي يطلق عليها اسم «حزمة»، وتعني «خدمة» وتعدها أنقرة تنظيما إرهابيا.

المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب

  كلمات مفتاحية

تركيا ألمانيا كولن الانقلاب العلاقات التركية الألمانية