استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

سنة سابعة للثورة.. ثورة سـوريا اليتيمة المظلومة

الأحد 19 مارس 2017 05:03 ص

يوم الأربعاء الماضي بدأت ثورة الشعب السوري عامها السابع، وحيث يؤرخ أهلها تاريخ الانطلاقة في الخامس عشر من آذار عام 2011.

لم تظلم ثورة شعب كما ظلمت ثورة سوريا. ظلمت بما تعرضت له من حصار أفضى إلى كمٍّ مهول من التضحيات، وظلمت عبر دعاية رخيصة طاردتها من قبل أدوات إيران في المنطقة، إلى جانب قلة قليلة التحمت معها لحسابات أيديولوجية وحزبية وطائفية.

ولأن حملة التشويه لم تتوقف، فإن البدء بها يغدو مهما، ذلك أن شبيحة خامنئي يعتقدون أن بوسعهم شطب ذاكرة الأمة عبر تصوير الثورة السورية بوصفها حربا ضد الإرهاب، أو ضد “التكفيريين”، كما يحبون تسميتهم.

صفع هؤلاء على وجوههم يغدو واجبا من قبل المنحازين للإنسان، وهذا ما نفعله دائما، وهنا، وفي هذه المناسبة، ننقل ما ورد في مقابلة نائب بشار (فاروق الشرع)، والتي كلفته الإقامة الجبرية، وهي للمفارقة مع صحيفة “الأخبار” التابعة لحزب الله، ونشرت بتاريخ 17/12/2012، أي بعد عام و9 شهور على اندلاع الثورة.

كلام الشرع يعرّي بالكامل حكاية الإرهاب، ويبرئ ثورة الشعب. يقول الشرع: "في بداية الأحداث كانت السلطة تتوسل رؤية مسلح واحد أو قناص على أسطح إحدى البنايات".

لم يقل الشرع بالطبع إن العسكرة كانت هدفا للنظام، وهو من قام بعد ستة شهور على اندلاع الثورة بإخراج معتقلي السلفية الجهادية من السجون، وهو يعرف تماما بخبرته معهم منذ أيام العراق إلى أين سيذهبون، وماذا سيفعلون، من دون أن يعني ذلك تجريم حمل السلاح من أجل الدفاع عن الناس الذين مكثوا يُقتلون في الشوارع ستة شهور كاملة من دون الرد برصاصة واحدة.

حين وقفنا مع ثورة الشعب السوري تبعا لذلك، كنا حسينيين، لأننا وقفنا بجانب شعب يواجهه طاغية فاسدا، بينما وقف من يرفعون شعار الحسين مع يزيد، فكانت فضيحتهم التي أسقطتهم تماما في وعي الغالبية الساحقة من جماهير الأمة.

أما قصة المقاومة والممانعة، فهي ساقطة من الأصل، لأن الشعب أشرف من النظام، ولأنه شعب فاجأ الجميع بثورته، وها إن اليوم الثاني من العام السابع يشهد مجزرة في مسجد بريف حلب صنعها طيران أمريكا، فيما كان استدعاء الروس بعلاقتهم الخاصة مع الصهاينة تأكيدا لفضيحة القوم، ومشروعهم الطائفي الذي لا صلة له بالمقاومة ولا بالممانعة (فضيحتهم في اليمن كانت أكثر وضوحا).

والحال أنه لولا وجود سوريا بجانب الكيان الصهيوني لما كان لثورة هذا الشعب أن تستمر كل هذا الوقت، وتبذل كل هذه التضحيات، والسبب أن الكيان هو من حدد طبيعة التعاطي الأمريكي والغرب مع الثورة، حيث تم الضغط على الجميع لمنع حصول الثوار على سلاح نوعي، وبالطبع لأجل منع الحسم، وتحويل سوريا إلى ثقب أسود يستنزف الجميع، وهو ما كان.

ثورة بنصف مليون شهيد، فضلا عن الجرحى والمعتقلين، وملايين المهجرين، ما كان لها أن تتواصل لولا أنها ثورة شعب حقيقية، وما كان لها أن تواجه نظاما أمنيا طائفيا مجرما كهذا النظام، وما كان لها أن تهزم بعد ذلك دولة إقليمية كبيرة مثل إيران جاءت بمليشيات من كل أصقاع الأرض، ولتضطر بعد ذلك إلى استدعاء قوة كبرى هي روسيا، ومع ذلك يتواصل الصمود، وها إن أمريكا تدخل على الخط أيضا، ولتكتمل فضيحة خطاب أولئك عن المؤامرة الأمريكية الصهيونية، وتحالف التكفيريين مع الصهاينة والأمريكان؛ كما يهذي أتباع خامنئي ليل نهار.

سوريا مجرزة القرن الجديد، ومن تورطوا في دم شعبها كثيرون على امتداد الأرض، يتصدرهم النظام وخامنئي وأدواته وبوتين وأمريكا والغرب، فضلا عمن تواطأ من الآخرين.

فسلام عليها وعلى شعبها والخزي والعار للقتلة المجرمين ولمن يتواطأ معهم ويبرر لهم.

* ياسر الزعاترة كاتب سياسي أردني/ فلسطيني. 

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

ثورة سوريا الكيان الصهيوني التدخل الروسي إيران روسيا خامنئي