اتفاق «أوبك» يقود إلى ازدهار «النفط الصخري» في أمريكا

الاثنين 20 مارس 2017 06:03 ص

قادت قرارات منظمة «أوبك» الأخيرة، إلى ازدهار كبير في صناعة استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت صحيفة «التايمز»، إن «من بين الوعود الكبيرة التي تعهد الرئيس الأمريكي ترامب بتحقيقها إبان حملته الانتخابية، تحقيق ثورة في مجال الطاقة، ستنتج ثروة كبيرة من استثمار النفط الصخري في الولايات المتحدة، وكان من المشكوك فيه أن يتوقع أن تحقق المملكة العربية السعودية ذلك له»، بحسب تعبير الصحيفة.

وأوضح التقرير أنه منذ قرار منظمة الدول المنتجة للنفط «أوبك» بقيادة السعودية بتخفيض سقف الانتاج في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، شهدت صناعة استخراج النفط الصخري الأمريكية ازدهارا إلى مستويات لم تصل اليها منذ عام 2014.

وهبّت الكثير من الحفّارات للنشاط من جديد، معتمدة في ذلك على تطور تقنيات الإنتاج بشكل أكبر، وانخفاض تكلفة الاستخراج.

وجاء قرار «أوبك» بخفض الإنتاج، بمثابة احتفاء لشركات النفط الصخري الأمريكية، كونه يمثل للكثير منها طوق النجاة ويعيدها من جديد إلى سوق الطاقة العالمية.

وتعرّض المارد الصخري لضربات كبيرة، منذ أن هوى سعر الخام عالمياً إلى أقل من 30 دولاراً للبرميل مطلع العام الجاري 2016، لتتوقف مئات الحفارات الأميركية وتتزايد ديون الشركات المنتجة.

وعلى الرغم من استبعاد خبراء الطاقة في الدول الكبرى المصدرة للنفط المتركزة بالخليج العربي، أن يؤدي اتفاق خفض الإنتاج إلى مزاحمة النفط الصخري «أوبك»، إلا أن تقارير دولية تشير إلى أن منظمة البلدان المصدرة للنفط، لن يكون بمقدورها في غضون سنوات قليلة السيطرة على سوق الطاقة الدولية، في ظل التطور الكبير لتقنيات استخراج النفط الصخري والتي تخفض تكلفة الإنتاج في بعض المناطق بالولايات المتحدة الأميركية إلى نحو 40 دولاراً للبرميل.

وينقل التقرير، عن «نوربرت روكر» رئيس وحدة بحوث السوق في مؤسسة «جوليوس بير»، قوله إن «ازدهار النفط الصخري قادم خلال عام ونصف أو عامين، من المحتمل أن نعود إلى مستويات الانتاج العالية السابقة».

ويشير التقرير إلى أن أول ازدهار في إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة في الفترة بين 2012 إلى 2014، إثر الاستفادة من ارتفاع أسعار النفط التي وصلت إلى نحو 100 دولار، بيد أن أسعار النفط انخفضت إلى ما دون 50 دولارا، وإلى أقل من 25 دولارا في السنة التالية.

ويوضح التقرير إلى أن هذا الانخفاض خُطط له في «أوبك» عندما ضخت الدول الـ13 الأعضاء فيها المزيد من النفط لتحقيق وفرة في الأسواق النفطية تسبب خفض أسعار بيع النفط، وبالتالي يصبح النفط الصخري بلا جدوى اقتصادية لارتفاع كلفة انتاجه.

لكن بعد الانخفاض الكبير في أسعار النفط وتأثيراته الكبيرة على اقتصاديات دول «أوبك»، عادت هذه الدول للاتفاق مع 11 دولة أخرى منتجة للنفط، من بينها روسيا، على تخفيض سقف الانتاج لأول مرة منذ ثمانية أعوام.

وارتفع سعر النفط إلى نحو 50 دولارا، على الرغم من المخاوف من أن بعض دول المنظمة قد لا يفي بوعوده بتخفيض الانتاج.

ويقول التقرير أنه يعتقد أن الولايات المتحدة تمتلك أكبر احتياطي عالمي من النفط الصخري، قد يصل إلى 80 مليار برميل حسب آخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.

والنفط الصخري، هو نوع من النفط الخفيف، يتم انتاجه من صخور تحوي ترسبات مادة الكيروجين، يتم تحويلها بالحرارة إلى سائل هيدروكربوني بديل للنفط الخام، وتكلفة استخراجه أعلى ويختلف عن النفط الرملي أو الغاز الصخري والنفط الخام الطبيعي.

وتوجد طريقتان لإنتاج النفط الصخري، الأولى تعتمد على تقنية تعرف باسم التكسير الهيدروليكي «المائي»، وهي الطريقة المعتمدة في الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، حيث يضخ المنتجون كميات كبيرة من المياه والرمال وبعض المواد الكيماوية تحت ضغط شديد إلى باطن الأرض لتكسير الصخور، لتسمح للنفط العالق بينها بالخروج إلى السطح.

أما الطريقة الثانية، فتعتمد على التفتيت الجاف بدلاً من الحفر العمودي القائم على استخدام كميات كبيرة من المياه، وهي تقنيات خطيرة وغير صديقة للبيئة.

وتشير تقارير متخصصة إلى أن احتياطي الولايات المتحدة من النفط الصخري يبلغ ما يعادل 1.5 ترليون برميل، مما يعادل خمس مرات الاحتياطي المؤكد للسعودية.

وكان إنتاج النفط الصخري عام 2000 يشكل 2% من إنتاج أميركا، واليوم يشكل أكثر من نصف إنتاجها من النفط الخام، وهذه أسرع وتيرة لزيادة الإنتاج في تاريخها.

وهذا الارتفاع الكبير في الإنتاج أدى إلى انهيار الأسعار منذ منتصف 2014 بأكثر من 60%.

وكان تهاوي أسعار النفط قد تسبب، وفق وكالة «بلومبيرغ» الاقتصادية الأميركية، في بلوغ الديون على شركات النفط الصخري بنحو 235 مليار دولار بنهاية الربع الأول من العام الماضي 2015، وهو ما يشكل زيادة قدرها 16% على ديونها في 2014.

  كلمات مفتاحية

النفط الصخري اتفاق أوبك النفط أمريكا