صعدت برلين بشدة ضد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»؛ إذ اتهمه وزير الخارجية «زيجمار جابرييل»، بـ«انتهاك» القانون الألماني، فيما اعتبر مسؤول محلي أن الرئيس التركي «غير مرحب به» في ألمانيا.

يأتي ذلك بينما قررت تركيا إلغاء أية فعاليات في ألمانيا متعلقة بالاستفتاء حول التعديلات الدستورية المقررة إجراؤه في 16 أبريل/نيسان المقبل.

وزعم «جابرييل»، خلال تصريحات صحفية، أن الرئيس «أردوغان» «انتهك القانون الألماني من خلال اتهاماته لألمانيا بإتباع ممارسات النازية»، ليكون بذلك أول عضو من الحكومة الاتحادية الألمانية يصدر مثل هذه الاتهامات.

وأشار «جابرييل» إلى البند «90 أ» من قانون العقوبات الجنائية، الذي يتم بموجبه فرض عقوبة عند سب جمهورية ألمانيا الاتحادية أو دستورها أو ازدرائهما، حسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الألمانية الرسمية (أ د ب).

ولفت في الوقت ذاته إلى مذكرة شفهية موجهة من وزارة الخارجية الألمانية للسفير التركي، الأسبوع الماضي، والتي يتعين بموجبها على الساسة الأتراك الامتثال للقانون الألماني، إذا أرادوا الظهور في ألمانيا.

وبذرائع مختلفة بينها «المخاوف الأمنية»، ألغت مدن ألمانية، خلال الفترة الماضية، فعاليات كان مقرراً أن يشارك فيها أعضاء من الحكومة التركية بهدف التواصل مع أفراد جاليتهم هناك حول الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تنقل تركيا للنظام الرئاسي.

وعلى خلفية إلغاء تلك الفعاليات، اتهم الرئيس التركي وساسة أتراك آخرون ألمانيا بالقيام «بممارسات نازية».

كما اتهم «أردوغان» المستشارة الألمانية الأحد-شخصياً للمرة الأولى- بإتباع «أساليب النازية».

مسؤول ألماني: «أردوغان» غير مرحب به

وفي سياق التصعيد الألماني ضد الرئيس التركي، اعتبر «فولكر بوفير»، رئيس وزراء ولاية هيسه الألمانية، أن «أردوغان» تجاوز الحد بمقارنة حكومة ألمانيا بالنازيين، وإنه لم يعد موضع ترحيب في البلاد.

وقال «بوفير»، وهو أيضا نائب رئيس حزب «الاتحاد الديمقراطي المسيحي»، الذي تتزعّمه المستشارة «أنغيلا ميركل»، لمحطة «دي إل إف» المحلية: «طفح الكيل... السيد أردوغان وحكومته غير مرحّب بهم في بلادنا ويجب فهم ذلك الآن».

وذكرت وسائل إعلام ألمانية أن «أردوغان» يعتزم زيارة ألمانيا في مارس/آذار الجاري لحشد تأييد الأتراك هناك للتعديلات الدستورية.

وقال «بوفير» إن مثل هذه الزيارة ستؤدي إلى مشكلات أمنية، مضيفاً: «شخص يهيننا بهذه الطريقة لا يتوقّع أن نجمع آلاف أفراد الشرطة لحمايته».

وقالت الحكومة الألمانية إنها لم تتلق أي طلب رسمي لزيارة «أردوغان».

وأمس الإثنين، دعت «ميركل» تركيا إلى التوقّف عن المقارنة بالنازيين، وقالت إن حكومتها تحتفظ بحق منع المسؤولين الأتراك من الدعاية للاستفتاء ما لم يمتثلوا للقانون الألماني.

إلغاء فعاليات الاستفتاء بألمانيا

في المقابل، قالت وكالة «فرانس برس» للأنباء إن تركيا ألغت كافة التجمعات التي كان من المقرر عقدها في ألمانيا بخصوص الاستفتاء على التعديلات الدستورية.

ونقلت الوكالة عن ناطقة باسم خلية التنسيق في الخارج التابعة لحزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا أنه «تم إلغاء كل الفعاليات المرتقبة لاحقاً».

وأوضحت الناطقة أن هذا القرار «اتخُذ في أنقرة».