7 أحزاب مغربية تعلن رغبتها في المشاركة في حكومة «العثماني»

الخميس 23 مارس 2017 05:03 ص

يضع رئيس الحكومة المغربية المعين، الدكتور «سعد الدين العثماني»، أمامه ملاحظاته على لقاءاته مع قادة الأحزاب، التي اجراها يوم الثلاثاء في إطار جولته الأولى من مشاورات تشكيل الحكومة التي كلفه بها العاهل المغربي الملك «محمد السادس» يوم الجمعة الماضي.

وحملت الجولة الأولى من المشاورات مع ثمانية أحزاب، ممثلة في البرلمان، إشارات عن رغبة سبعة منها، المشاركة بالحكومة الموعودة، وتصريحات عن أجواء إيجابية سادت المشاورات، تبدد الأجواء المشحونة التي طبعت مشاورات سلفه «عبد الاله بن كيران»، طوال الشهور الخمسة الماضية، لكن هذه الاجواء والتصريحات تضع الدكتور العثماني، في حيرة الاختيار لمكونات حكومته، وهو اختيار يخضع ليس للرغبة بل لا كراهات أفرزتها مشاورات بن كيران والاطار الذي وضعه حزبه (حزب العدالة والتنمية) وما يريده القصر، الذي تبرز الأوساط الاعلامية والمغربية والدولية، استبعاده لبن كيران لما مثله من فاعل سياسي له شعبية اكتسبها من نزاهته وخطابه وصراحته وادخال خطاب مختلف عن الخطاب السياسي لـ«رجال الدولة».

والتقى رئيس الحكومة المكلف مساء الثلاثاء كلا من «محند العنصر» الأمين العام للحركة الشعبية (27 مقعدا) و«إدريس لشكر» الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (20 مقعداً) والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية (12 مقعداً)، بعد لقائه كلاً من زعماء حزب الاستقلال (47 مقعداً) والتجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري (51 مقعداً للحزبين) وحزب الاصالة والمعاصرة (102 مقعد) وهذا الاخير هو الحزب الوحيد الذي أكد عدم رغبته المشاركة بالحكومة واختياره مقاعد المعارضة.

وقال «محند العنصر» الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، لقد أتينا كوفد عن حزب الحركة الشعبية، لنقدم التهاني لـ«سعد الدين العثماني» رئيس الحكومة المكلف، ولكي نعبر له عن سرورنا بعد توليه هذا المنصب، وتحدثنا حول الطرق التي يمكن أن تخرج بها هذه الحكومة إلى الوجود في أسرع وقت، مضيفاً أنه لرئيس الحكومة المكلف جميع المؤهلات لإخراج هذه الحكومة إلى الوجود.

«الاتحاد الاشتراكي» يعلن مساندته للرئيس المكلف

وقال «إدريس لشكر» الأمين الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية «إن المشاورات الأولية بيننا وبين رئيس الحكومة المكلف سعد الدين العثماني ومرافقيه، مرت في جو واضح وأخوي وأكدنا فيها للعثماني مساندتنا» ودعا نساء ورجال الإعلام إلى تسهيل مهمة رئيس الحكومة المكلف سعد الدين العثماني «إننا نكون في الحدث، ويخرج كلام عنه لا علاقة له بما قلناه».

وأكد «حزبه قرر بدون أن تضغط عليه أي جهة في الانخراط بشكل كامل في إنجاح مهمة العثماني»، وأن «منهجية الاتحاد في المشاورات ستبقى كما كانت سابقاً، ولذلك أوجه طلبي لكم هو أن الذي سينجح المشاورات هم أنتم كإعلام»، معبراً عن استغرابه لبعض التسريبات التي قال عنها :»لا علاقة لها بما يجري في الواقع».

واعتبر لـ«شكر» قرار مشاركة حزبه في الحكومة، تم اتخاذه من قبل اللجنة الإدارية، وهو الذي عبرت فيه عن مساندة بن كيران لتشكيل الحكومة، مؤكداً أن حزبه ليس تابعاً لأي طرف، ولن ينوب عنه أي طرف آخر «إلى كانت شي كبدة علا هاد البلاد نخليو هاد رئيس الحكومة يشكل الحكومة».

وأضاف «إننا أبلغنا رئيس الحكومة المكلف على أننا الحزب الذي جمع قيادته الحزبية وأصدر بياناً في هذا الشأن»، مؤكداً أن حزبه سينخرط بشكل كامل مع السيد رئيس الحكومة المكلف من أجل إنجاح مهمته و»ان قرارنا هو قرار مؤسستنا الحزبية، ولن تنوب عنا أية جهة» في اشارة الى رفض ان يتحدث حزب آخر باسمه.

أخنوش يشترط مشاركة الاتحاد الاشتراكي

ووضع «عزيز اخنوش» رئيس التجمع الوطني للأحرار والمقرب من القصر، لإعلان موقفه من المشاركة بحكومة بن كيران، شرط مشاركة الاتحاد الاشتراكي، الذي شكل معه تحالفا رباعيا اطلق عليه G4 مكوناً من التجمع والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي، وهو التحالف الذي شكل لعرقة تشكيل بن كيران لحكومته ووضع الاتحاد الاشتراكي في موقع بعيد عن تحالفاته التاريخية (حزب الاستقلال وحزب التقدم والاشتراكية) كحزب ديمقراطي، وارتباطه بأحزاب توصف بأحزاب الإدارة.

وأكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية «نبيل بن عبد الله» أن رئيس الحكومة المكلف، سعد الدين العثماني، سيجد في الحزب الدعم المطلق لتسهيل مأموريته في تشكيل الحكومة وقال المشاورات «كانت ودية وصريحة، وتترجم العلاقات المتميزة التي تجمع بين الحزبين» وبأن حزب التقدم والاشتراكية كان قد أكد قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة أن الأسباب التي جعلته يتحالف مع حزب العدالة والتنمية «لازالت قائمة وسنستمر في هذه التجربة إذا توفرت الشروط لذلك».

وجدد دعم الحزب لرئيس الحكومة المكلف «سواء تعلق الامر بشروط تشكيلها او في اطار البرنامج الحكومي وذلك من أجل مواصلة الاصلاح والدمقرطة في بلادنا استناداً الى ميثاق يتيح لنا الاطار القيمي والمرجعي الذي يؤطر عمل هذه الحكومة» وأعرب عن تطلعه لمواصلة التجربة الى جانب حزب العدالة والتنمية وباقي المكونات التي ستشكل الاغلبية الحكومية.

وأضاف: قلنا للعثماني إنه سيجد في صفوف حزب التقدم والاشتراكية، المساعدة المطلقة من أجل تسهيل مأموريته، سواء تعلق الأمر بشروط تشكيل الحكومة، أو بعد تشكيلها «إن تمكنا من تشكيلها سيجد منا الدعم المطلق»، متوقعاً أن ينجح العثماني في مهمته.

العدالة والتنمية سيحدد التحالفات المقبلة

واتسمت الجولة الأولى من مشاورات العثماني بالمجاملة والاماني والتهاني لذا من المقرر ان يطلق جولة جديدة من المفاوضات مع الأحزاب التي يريد أن تكون في حكومته المقبلة، حيث من المتوقع أن يناقش معها تفاصيل المشاركة سواء على مستوى الأحزاب المشاركة في التحالف المقبل أو على مستوى الحقائب الوزارية وتسبق الجولة عقد الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية لقاءً استثنائيا من أجل الاستماع للتقرير الذي سيتقدم به العثماني أمام أعضاء الأمانة التي كلفها المجلس الوطني للحزب بملف تدبير المفاوضات مع الفرقاء السياسيين.

وستكون للأمانة العامة للحزب الكلمة الفصل في تحديد التحالفات المقبلة، والتي يُتوقع أن تعرف تغيرات مهمة من شأنها التعجيل بتشكيل الحكومة، التي فشل رئيس الحكومة السابق في تشكيلها على مدى 5 أشهر في ظل تشبث تحالف أخنوش بشروطه والتي على رأسها مشاركة حزب الاتحاد الاشتراكي، وهو الأمر الذي كان بن كيران يرفضه بشدة.

وقال «محمد يتيم» عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والذي رافق العثماني في مشاوراته مع قادة الأحزاب حول الانطباع العام عن الجولة الأولى من المشاورات أن الجولة الأولى من المشاورات شملت كل الأحزاب الممثلة في البرلمان وكل الأحزاب المعنية ثمنت هذه المقاربة في التشاور، وعبرت عن استعدادها للمشاركة في الحكومة في حالة ما إذا عرض عليها ذلك. على العموم الجو كان إيجابياً، وبطبيعة الحال بعد الاستماع لجميع الأطراف السياسية، سيكون لرئيس الحكومة تصوره حول الأحزاب التي سيعرض عليها المشاركة في الحكومة، وإذا وقع اتفاق فسيتم المرور إلى مرحلة مناقشة البرنامج الحكومي ثم الحقائب الوزارية».

وقال يتيم لـ«القدس العربي» إن «هناك ارتياحاً كبيراً لتعيين سعد الدين العثماني، فهو شخصية تحدوها إرادة قوية من أجل الإسراع بهذه المشاورات ومن ثم إرساء مشروع حكومة قوية، بتحالف يجسد مواصفات القوة والانسجام والفعالية، مع مراعاة المقتضيات الدستورية والإرادة الشعبية، المعبر عنها في الانتخابات التشريعية الماضية، وثقة ودعم الملك والاختيار الديمقراطي».

وأشار «محمد يتيم» إلى أن بيان المجلس الوطني للحزب، كان قد شدد على ضرورة احترام تام للمنطق الدستوري، والتكليف الملكي والاختيار الديمقراطي، واعتبار نتائج الانتخابات التي بوأت الحزب الصدارة، كل ذلك في نطاق من الإحساس العالي بالمسؤولية، والمرونة اللازمة، والتنازل من أجل المصلحة الوطنية العليا، من أجل تشكيل حكومة قوية ومنسجمة تكون في مستوى تطلعات الملك وسعيه لاحترام إرادة الناخبين، قائلاً: «ونحن قياديي الحزب ملتزمون بهذا الخيار، ونسعى إلى تحقيقه».

ونبه عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، إلى أن البلاد تمر بمرحلة سياسية دقيقة ومعقدة، تتطلب النضج السياسي والحكمة، لمواصلة استكمال البناء الديمقراطي ومشاريع الإصلاح، بحيث أن التحديات الداخلية والخارجية، تتطلب الاستمرار في التفاعل مع التراكمات، من اجل تقوية المسار الديمقراطي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وحقوقيا، والحفاظ على استقرار البلاد.

حكومة قوية ومتجانسة

وأكد على أن انتظارات حزب العدالة والتنمية، من هذه المشاورات هي نجاح سعد الدين العثماني، في تكوين حكومة قوية منسجمة تستجيب لتطلعات العاهل المغربي الملك محمد السادس، وما جاء في خطاب دكار، وقال «لا شك أن كفاءة العثماني، ستمكنه من ذلك، وهذا أمر أيضاً مرتبط بالتعاون مع الأطراف السياسية الأخرى، المعنية بتدبير المرحلة، والوضوح والعمل على تسيير مهمة رئيس الحكومة. لذلك سنتخذ القرارات اللازمة كافة لمواكبة رئيس الحكومة المكلف بمشاورات تشكيلها، في إطار المنهجية التي عبر عنها الحزب، والمعطيات التي ستفرزها عملية التفاوض.

  كلمات مفتاحية

المغرب حكومة العثماني