أثارت تصريحات للمخرجة الفرنسية من أصل مغربي «هدى بن يمينة» ضجة جزائرية عقب تأكيدها على أن فيلمها الجديد يتناول تجربة المُناضلة الجزائرية الشهيرة «جميلة بوحيرد»، بخاصة بعد تناول وسائل إعلامية جزائرية لتأكيد الأخيرة بعدم علمها بالفيلم ورفضها له حال استمرار عدم استشارتها.

وبحسب ترجمة «سي إن إن» عربي عن موقع «فارييتي» الأمريكي الذي نقل بدوره تصريحات لـ«بن يمينة» قالت فيها إنها بصدد تطوير فيلم يحمل اسم «لأجل آسيا»، يحكي قصة حب بين ثورية جزائرية وصحفي أمريكي يحاول إخراجها من السجن، وتجري قصة الحب خلال ثورة الجزائر من أجل الحصول على الاستقلال، وأشارت «بن يمينة» أن الشخصية الأساسية مستلهمة من عدة مناضلات، خاصة «جميلة بوحيرد»، و«زهرة ظريف».

وأضافت في تصريحاتها: «بالنسبة للشباب الجزائري، تعدّ هؤلاء النساء أيقونات ملهمة كما عليه الحال مع (مارتن لوثر كينغ ونلسون مانديلا ومالكوم إكس)»، مؤكدة على أن أحداث الفيلم تمتد على مدار 30 عامًا، وأنها تبحث عن ممثلات مغمورات ولكن موهوبات لأجل الدور الرئيسي في تصوير الفيلم الذي سيبدأ خلال الربع الأول من العام المُقبل.

وتبلغ «بوحيرد» حالياً حالياً 82 عاماً، إذ ولدت عام 1935، وانضمت إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية ثم إلى  الفدائيين إبان الاحتلال الفرنسي للبلاد، وعُرفت بزراعة القنابل في طريق جنود الاحتلال، مما جعلها على قائمة المطلوبين الجزائريين، حتى تم اعتقالها عام 1957.

وأوردت «بوحيرد» في شهادتها أنها عانت من التعذيب خلال فترة اعتقالها، وكان حكم لاحق صدر بالإعدام في حقها، غير أن حملة عالمية استنكرت الحكم بالإضافة إلى لجان حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، مما أدى إلى تأجيله ثم تحويله إلى مؤبد، قبل أن تخرج من السجن في عام 1962 لتتزوج من المحامي «جاك فيرجيس» الذي دافع عنها.

ونقل مقربون من بوحريد قولها إلى جريدة «الشروق نيوز» الجزائرية إنها تستنكر: «إقدام بن يمينة على استلهام فيلم من حياتها دون أن تستشيرها»، وإنها ترفض أن يتم تصوير فيلم عنها دون أخذ موافقتها»، ومن جانبه نفى وزير الثقافة الجزائري، «عز الدين ميهوبي»، للجريدة ذاتها، أن تكون المخرجة المغربية قد تواصلت مع الوزارة حول هذا الموضوع.

ورغم أن حوار «بن يمينة» تم في نهاية الشهر الماضي إلا أن الجدل حوله لم يزداد إلا مع نشر الجريدة الجزائرية الرفض المنسوب إلى «بوحيرد»، في وقت لم توضح فيه «بن يمينة» موقفها.

يُشار إلى أن أفلام المُمثلة «ماجدة الصباح» قامت بإنتاج فيلم عن «بوحيرد» في عام 1958، في قرابة الساعتين، وقامت الأخيرة باداء دور المناضلة فيه في نص كتب السيناريو له الراحلون: «نجيب محفوظ»، «عبد الرحمن الشرقاوي»، «علي الزرقاني»، و«وجيه جبة»، وقام بالتمثيل فيه «أحمد مظهر»، «رشدي أباظة»، «كريمان»، وتوقع الفيلم إعدام «بوحيرد» وهو ما خالفه الواقع فيما بعد، وكان العمل السينمائي أول عمل مباشر للمخرج المصري الراحل «يوسف شاهين».