تقرير: العام الثاني من «عاصفة الحزم» لم يحقق إنجازا مفصليا

الأحد 26 مارس 2017 08:03 ص

أوضح تقرير صحفي أن العام الثاني من عملية «عاصفة الحزم» التي انطلقت في 26 مارس/آذار 2015، لم يحقق إنجازا مفصليا في مسيرة الحرب، حيث اقتصرت السيطرة على مدن وبلدات صغيرة فقط، وليس محافظات مكتملة، خلافا للعام الأول الذي شهد تحقيق نتائج جوهرية تمثلت بتحرير عدن، التي أصبحت العاصمة المؤقتة، وعدد من المحافظات الجنوبية بشكل كامل.

ورأى مراقبون أن العام الثاني كان عام الاستنزاف لمسلحي جماعة «أنصار الله» (الحوثي) والقوات الموالية للرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح»، حيث فقد الاثنان آلاف العناصر، أكثر من خسارتهم مواقع جغرافية على الأرض.

وبحسب التقرير، لم تتغير خارطة النفوذ بشكل جوهري في العام الثاني، فبعد تمكن القوات الحكومية، منتصف يوليو/تموز 2015، من تحرير عدن بمساندة «التحالف العربي»، اقتصرت السيطرة في 2016 على مديريات ومدن صغيرة، وإن كانت ذات أهمية استراتيجية.

وقال التقرير إن الحكومة الشرعية التي ظلت تمارس مهامها مؤقتا لفترة طويلة من العاصمة السعودية الرياض، تمكنت خلال العام الثاني من عمليات التحالف من العودة إلى العاصمة المؤقتة عدن، ونقل «البنك المركزي» من العاصمة صنعاء، بسبب اتهامات لـ«الحوثيين» بإهدار الاحتياطي الأجنبي والسحب على المكشوف.

واعتبر التقرير عودة الحكومة من أبرز الإنجازات التي حققتها عمليات التحالف، كما عاد الرئيس اليمني ليمارس مهامه من عدن لعدة أشهر، قبل أن يعود مجددا إلى الرياض، في فبراير/شباط الماضي، فيما يمارس رئيس الحكومة «أحمد عبيد بن دغر»، مهامه من عدن ومعه عدد من الوزراء، بينما يتواجد نائبه «عبدالعزيز جباري»، في محافظة مأرب، شرقي البلاد، أما وزير الخارجية، فلا يزال يمارس مهامه من الرياض، حيث تقيم البعثات الدبلوماسية الأجنبية العاملة في اليمن.

وذكر التقرير أن الحكومة الشرعية لم تمسك تماما بزمام الملف الأمني والاقتصادي، فبالإضافة إلى الاضطرابات الأمنية التي تشهدها عدد من المحافظات الجنوبية وخصوصا هجمات تنظيم «القاعدة» لا تزال الحكومة عاجزة عن القيام بدورها في تسليم رواتب موظفي الدولة، أو تأمين احتياجات المحافظات المحررة من مشتقات نفطية واستمرار خدمات التيار الكهربائي، وكذلك انتظام الرحلات من مطار عدن الدولي.

وأضاف التقرير أنه وبعد عامين من تدخل «التحالف العربي»، لا تزال الخدمات منهارة جراء الحرب المتصاعدة، ففي حين لا يزال التيار الكهربائي منقطعا منذ عامين عن غالبية المحافظات اليمنية، استطاعت الحكومة إعادته لمحافظة عدن، ولو كان بشكل غير مستقر، كما قام «الحوثيون» بتشغيل محطات كهروحرارية لتشغيل التيار لبعض الأحياء التجارية في العاصمة صنعاء من أجل الحصول على إيرادات.

وقالت «الأمم المتحدة» إن 50% من المرافق الصحية خرجت من الخدمة، كما لا تزال عشرات المنشآت الحكومية والمدارس والجسور معطلة جراء الحرب.

وبات مطاري عدن وسيئون، هما الوحيدان اللذان يخدمان جميع المحافظات اليمنية في السفر إلى خارج البلد، بعد الحظر الجوي المفروض من التحالف على مطار صنعاء الدولي منذ أغسطس/أب الماضي، فيما يعمل منفذ الوديعة البري على الحدود السعودية، في تنقل المسافرين برا.

وبين التقرير أنه على الرغم من التحركات الأممية المكثفة التي يجريها «إسماعيل ولد الشيخ أحمد» إلا أن مسار السلام ما يزال متعثرا منذ فشل مشاورات الكويت التي استمرت لأكثر من 90 يوما (منذ 21 إبريل/ نيسان، 6 أغسطس/أب 2016).

وخاض المبعوث الأممي عقب ذلك جولات مكوكية في عدد من العواصم الدولية والإقليمية من أجل التسويق لخارطة طريق لحل النزاع، لكنه فشل حتى الوقت الحالي في إقناع طرفي النزاع بالقبول بها.

وتنص الخارطة على تعيين نائب رئيس جمهورية تؤول إليه صلاحيات الرئيس، وانسحاب «الحوثيين» من صنعاء وتسليم السلاح، ثم الانتقال إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جماعة «أنصار الله».

هذا، ولا يزال «الحوثيون» يرفضون الشق الأمني في هذه الخارطة، والمتعلق بالانسحاب من صنعاء وتسليم السلاح الثقيل والصواريخ الباليستية، في حين ترفض الحكومة هذه النسخة من الخارطة وتطالب بعدم المساس بصلاحيات «هادي كونه الرئيس المنتخب حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة.

وشهد العام الثاني سقوط قيادات عسكرية رفيعة من الطرفين، حيث خسرت القوات الحكومية قادة بارزين، على رأسهم اللواء «أحمد سيف اليافعي» نائب رئيس هيئة الأركان، واللواء الركن «عبدالرب الشدادي» قائد المنطقة العسكرية الثالث، والعميد «عمر سعيد الصبيحي»، قائد محور ذوباب، بجانب اللواء «علي ناصر هادي»، قائد المنطقة العسكرية الرابعة.

من جانب آخر، لا يعرف على وجه الدقة عدد الجنود وأفراد المقاومة الذين قتلوا، لكن معلومات ترجح أن يكون الرقم تجاوز 5 آلاف.

في المقابل، لا يعلن «الحوثيون» عن قتلاهم أيضا في المعارك، وباستثناء تشييع بعض القادة البارزين أمثال العميد «حسين الملصي» قائد وحدة مكافحة الإرهاب الذي قتل في معارك حدودية، والعميد «محمد الفقية» قائد اللواء الثاني حماية رئاسية الذي قتل في غارة جوية بنهم، والقيادي البارز في صفوف الجماعة «طه المداني».

جاء ذلك، بينما كشفت إحصائيات غير رسمية، أن «الحوثيين» يفقدون شهريا حوالي 500 مقاتل، وأن عدد قتلاهم قد تجاوز 15 ألفا.

ووفق التقرير، فإن الرؤية لا تزال ضبابية فيما يخص الأهداف القادمة، لكن مصادر عسكرية حكومية أكدت أن استعادة السيطرة على سواحل محافظة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، على لائحة أهداف التحالف في عامه الثالث.

ويرى مراقبون، أن الانسحاب من صنعاء والحديدة وتعز، كان الشرط الذي تطرحه الحكومة في مشاورات الكويت، لكن إصرار «الحوثيين» على الانسحاب من مدينة واحدة هي العاصمة صنعاء قبل التوقيع على خارطة الطريق، جعل التحالف يلجأ إلى استعادة الحديدة عسكريا ثم الدخول بعد ذلك في تفاصيل خارطة الطريق.

وألمح التحالف إلى قرب معركة الحديدة، ووجه اتهامات لـ«الحوثيين» باستخدام ميناءها كقاعدة عسكرية لمهاجمة ممرات الملاحة الدولية، متوعدا باستعادتة.

وقد أتم «التحالف العربي» بقيادة السعودية، اليوم الأحد، العام الثاني على تدخله عسكريا في اليمن لدعم شرعية الرئيس «عبدربه منصور هادي» عقب إطلاقه عملية «عاصفة الحزم» في 26 مارس/آذار 2015، لكن المعارك لا زالت محتدمة في غالبية الجبهات بالبلاد، كما لو أن الحرب في أيامها الأولى.

وبعد أقل من شهر من إطلاقها، أعلن التحالف انتهاء عمليات «عاصفة الحزم» في 21 أبريل/نيسان 2015، بعد إنجاز أهدافها وفق الخطط الموضوعة في وقت قياسي، وبدأت منذ ذلك الحين عملية «إعادة الأمل»، حيث تم فيها الاهتمام بالمجال الإنساني، لكن العمليات العسكرية استمرت بذات الوتيرة حتى اليوم.

وأعلنت القوات الحكومية، أن 80% من اليمن باتت تحت سيطرتها بفضل عمليات التحالف، لكن مراقبين يرون أن المساحة الأهم لا تزال في قبضة «الحوثيين»، وهي العاصمة صنعاء، ومحافظة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر ومينائها الاستراتيجي.

وباتت السلطة الشرعية تحكم سيطرتها على محافظات عدن، لحج، أبين، الضالع، وشبوة، رغم حدوث مناوشات في أطراف المحافظتين الأخيرتين، إضافة إلى 3 محافظات لم تصلها الحرب هي حضرموت، المهرة، وسقطرى.

وتسيطر القوات الحكومية بشكل شبه كامل على محافظة مأرب النفطية، شرقي اليمن، فإن الحوثيون يسيطرون على مديرية صرواح فقط، وعلى أجزاء واسعة من محافظتي الجوف (شمال) وتعز (جنوب غرب)، غير أن الأخيرة لا يزال «الحوثيون» يفرضون حصارا على مركزها، لكن الجيش الوطني بدعم من التحالف استطاع تأمين مضيق باب المندب الاستراتيجي، وذلك بالسيطرة على مدينتي المخا و ذوباب، غربي المحافظة، دون التوغل نحو وسط المدينة لفك الحصار.

وتمتلك السلطات الحكومية تواجدا في صعدة، وحجة، والبيضاء، لكن المساحة الأوسع من المحافظات الثلاث لا تزال بقبضة «الحوثيين» الذين يسيطرون بشكل شبه كامل على محافظات إب، وذمار، وصنعاء، والمحويت، وريمة، والحديدة، وعمران.

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

السعودية اليمن التحالف العربي عاصفة الحزم إعادة الأمل هادي صالح الحوثيين