خبراء يتوقعون تنفيذ «القسام» عمليات نوعية ضد (إسرائيل) ردا على اغتيال «فقها»

الأحد 26 مارس 2017 09:03 ص

توقع محللون سياسيون فلسطينيون قيام كتائب «عز الدين القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، بتنفذ عمليات ضد (إسرائيل)، بطريقة غير تقليدية، ردا على اغتيال «مازن فقها».

واستبعد المحللون أن تشعل عملية اغتيال «فقها»، حربا عسكرية جديدة، بين «حماس» و(إسرائيل)، في الوقت الحالي على الأقل. 

واعتبر المحللون عملية الاغتيال هذه، «أول اختبار عملي  لقائد حماس الجديد في قطاع غزة، يحيى السنوار؛ لمعرفة مسار سياسة الحركة الجديدة في التعامل مع إسرائيل». 

من جانبه، قال المحلل «تيسير محيسن»، مدرس العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، إن «حماس تمتلك من القدرات ما يمكنها من الرد على اغتيال أحد قياداتها، بطريقة غير تقليدية، وبنفس القدر والكيفية».

وأضاف «هذا الأمر متروك للإمكانيات اللوجستية التي توفرها المقاومة حول قادة ورموز الجيش الإسرائيلي الذين يتجولون على الحدود مع قطاع غزة».

وأشار إلى أن الرد بذات الطريقة «لن يكون فوريا، إنما يحتاج إلى المزيد من الوقت، للتجهيز والإعداد؛ وهذا ما بدا من بيان كتائب القسّام الذي أصدرته مساء أمس«.

وأوضح أن «عملية اغتيال فقها الهادئة، كان مخطط لها بدقة شديدة، وتمت على أيدي محترفي تصفية». 

وتابع «هذا العمل منظّم وعلى مستوى كبير، أعتقد أنه قد اشترك في تنفيذه دوائر الاستخبارات الإسرائيلية والأجهزة العسكرية». 

ولا يستبعد المحلل السياسي أن تكون (إسرائيل) قد أدخلت شخصيات محترفة في عمليات الاغتيال، إلى غزة، عبر معبر بيت حانون (إيرز)، شمالي القطاع، تحت غطاء (شخصيات أجنبية) لتنفيذ هذه العملية. 
 

ولفت إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية، منذ مساء أمس، تتحدث عن دور «فقها»، وعملياته التي ارتكبها ضد (إسرائيل)، وكأنها ترسل رسالة للمجتمع الدولي بأن «هذا الرجل يستحق الموت».

واتفق المحلل السياسي «طلال عوكل»، الكاتب في صحيفة الأيام المحلية، مع «محيسن»، في أن رد «القسام، لن يكون تقليديا، وعاطفيا ومتسرعا، إنما سيأتي لاحقا بعد عملية تخطيط وتجهيز، ولن يشعل معركة جديدة في الوقت الحالي». 

ويرى «عوكل» أن «القسام لديها إمكانيات وقدرة لتنفيذ عملية اغتيال مشابهة بذات الحجم والقوة، بحق قادة لدى إسرائيل». 

ورجح أن تنفذ «القسام ردها في أراضي الضفة الغربية». 

وقال إن (إسرائيل) تحاول من خلال تنفيذ عملية اغتيالها في غزة، استفزاز كتائب «القسام» والتعرف على سياسة قيادة «حماس» الجديدة في التعامل معها. 

وأردف «عملية الاغتيال قائمة، سواء أكانت القيادة بغزة جديدة أم لا، إلا أن توقيتها الحالي يأتي لجس نبض القسّام بغزة، خاصة بعد انتخاب السنوار قائداً له، إذ أبدت إسرائيل اهتماماً ملحوظاً بعملية انتخابه». 

وأمس، قالت كتائب «عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، إن «جريمة اغتيال القائد المجاهد مازن فقها من تدبير وتنفيذ العدو الصهيوني»، متوعدة بالرد على الجريمة بما يكافئ حجمها.

وأكدت كتائب «القسام» في بيان لها، أن «الجريمة من تدبير وتنفيذ العدو الصهيوني، والعدو هو من يتحمل تبعات ومسؤولية الجريمة».

وأضافت «نقول باختصار.. إن هذه المعادلة التي يريد أن يثبتها العدو على أبطال المقاومة في غزة (الاغتيال الهادئ) سنكسرها، وسنجعل العدو يندم على اليوم الذي فكر فيه بالبدء بهذه المعادلة».

وتعهدت بأن يدفع الاحتلال ثمن جريمته، مضيفة «عهدا نقسمه أمام الله ثم أمام أمتنا وشعبنا بأن العدو سيدفع ثمن هذه الجريمة بما يكافئ حجم اغتيال شهيدنا القائد أبي محمد، وإن من يلعب بالنار سيحرق بها».

والجمعة، أعلنت وزارة الداخلية في قطاع غزة أن الأسير المحرر «مازن فقهاء» تعرض للاغتيال، برصاص مجهولين غرب مدينة غزة.

وقال المتحدث باسم الوزارة «إياد البزم»، في بيان، إن مجهولين أطلقوا النار على «فقها» في منطقة تل الهوى جنوب مدينة غزة، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقا في الحادث، حسب «المركز الفلسطيني للإعلام».

بينما قال المتحدث باسم الشرطة في غزة المقدم «أيمن البطنيجي»، في بيان، إن «فقها» تعرض لأربع رصاصات في رأسه من سلاح كاتم للصوت.

يشار إلى أن الأسير المحرر «مازن فقها» من سكان مدينة طوباس بالضفة الغربية المحتلة، وتم إبعاده إلى غزة بموجب صفقة «وفاء الأحرار» التي أبرمتها حركة «حماس» مع «إسرائيل» عام 2011، وجرى بموجبها إطلاق سراح1027  أسيراً فلسطينياً مقابل قيام الحركة الفلسطينية بالإفراج عن الجندي «الإسرائيلي» «جلعاد شاليط».

والراحل هو أحد عناصر كتائب «الشهيد عز الدين القسام»، الجناح المسلح لحركة «حماس»، وهو المسؤول عن «عملية صفد»، التي جاءت انتقاما لاغتيال الشيخ «صلاح شحادة»، وأدت لمقتل 9 «إسرائيليين».

وفي ديسمبر/كانون الأول 2013، زعمت صحيفة «هآرتس» العبرية أن حركة «حماس» أقامت من جديد قيادة الجناح العسكري في الضفة الغربية المحتلة، لكنها تُدار من قطاع غزة عبر أسرى محررين بصفقة «وفاء الأحرار»، وبينهم «فقها».

المصدر | الخليج الجديد + الأناضول

  كلمات مفتاحية

مازن فقها كتائب القسام حماس عمليات نوعية