مصر.. الأزهر الشريف يتدخل لإنهاء أزمة إسلام فتاة قبطية في «الأقصر»

الاثنين 27 مارس 2017 04:03 ص

أوفد الأزهر الشريف، في مصر، أمس الأحد، قافلة دعوية إلى قرية «العديسات» في محافظة «الأقصر»، جنوب مصر، لوأد الأزمة الطائفية التي نشبت قبل أيام، على خلفية إسلام فتاة قبطية، واختفائها في ظروف غامضة.

وقال وكيل الأزهر، «عباس شومان»، إن «أحمد الطيب» شيخ الأزهر يتابع بنفسه آخر التطورات هناك لحظة بلحظة مع القيادات التنفيذية والأمنية والمجتمعية لاحتواء الأمر.

وناشد الأزهر الشريف، شباب الأقصر، بعدم الانسياق وراء ما وصفها بـ«الشائعات التي يطلقها مغرضون يتربصون بأمن الوطن لاستغلال حماس الشباب وحميتهم»، داعيا وسائل الإعلام لتحري الدقة فيما يذاع أو ينشر.

وفرضت أجهزة الأمن المصري طوقاً أمنيا حول القرية، لمنع وقوع اشتباكات بين الطرفين. وتجمهرت مجموعة من الأهالي بعد صلاة الجمعة الماضي، وتدخلت قوات الأمن لفض التجمهر، وإلقاء القنابل المسيلة للدموع، ما أدى لاندلاع اشتباكات بين الأمن والأهالي، ما أسفر عن إصابة 3 ضباط بجروح قطعية، و4 مجندين بإصابات خطيرة.

وفي الوقت الذي يدعي فيه مسلمون اختفاء الطالبة أميرة وتعذيبها على يد أهلها، يقول والدها، «جرجس خليل»، إن «ابنته موجودة حالياً في الكنيسة ولم تعتنق الدين الإسلامي»، بحسب صحيفة «القدس العربي».

وأكد في تصريحات إعلامية، أن «أميرة تلقت تهديدات من شاب يدعى إبراهيم قال لها إنه سيخطفها لو ذهبت للقاهرة لتسلم جائزة تفوقها فى الثانوية العامة»، مطالباً الحكومة بتوفير حماية له ولابنته ولأسرته، مضيفاً: «ابنتي مسيحية وليس لها علاقة بأي شاب مسلم، وكل ما أشيع في هذا الاتجاه غير صحيح».

وقال رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان في جنوب مصر، «رأفت سمير»، إن «طلاب مدرسة تم إخراجهم بالكامل، أمس، للتظاهر أمام منازل الأقباط، للمطالبة بعودة أميرة، وقوات الشرطة فرقتهم».

وأضاف: «ليست هناك أدلة أو شهادات شهود تثبت صحة أقوال المدعين بإسلام الفتاة»، لافتا إلى أن سبب الأزمة شاب يدعى «إبراهيم محمد أحمد نور»، وأصدرت سلطة النيابة العامة قرارا بضبطه وإحضاره، كما أمرت بتجديد حبس 11 مواطنا مسلما تجمهروا أمام منازل الأقباط 4 أيام على ذمة التحقيقات.

وحسب «سمير»، فإن «الأوضاع هادئة نسبيا، لكن هناك تحريض واضح ضد الأقباط في هذه القرية لما تعج به من متشددين بجانب القرى المحيطة، ونواب المحافظة تدخلوا للتهدئة. والأقباط يرفضون تماما الجلسات العرفية واجتماعات بيت العائلة التي تجمع قيادات الإسلام والمسيحية، لعدم جدواها وتجاهلها حقوق الأقباط».

وتقدمت عضو لجنة حقوق الإنسان في مجلس النواب المصري، «مارغريت عازر»، ببيان عاجل لرئيس الوزراء بشأن واقعة فتاة الأقصر.

وأكدت «عازر» في بيانها، أن الفتاة صاحبة الواقعة «أميرة جرجس قاصر وفي المرحلة الثانوية ولا يجوز زواجها أو إشهار إسلامها، ولم تعتنق الإسلام أو تتزوج حسبما أشيع من شاب مسلم يدعى إبراهيم»، لافتة إلى أنه «بناء على تهديدات وصلت إليهم بقتل والدها في حالة رفضه زواج ابنته من الشاب المسلم، ومنعاً للمشكلات خرج بها والداها من القرية لحل الخلاف».

وطالبت النائبة، الحكومة المصرية، بمواجهة هذه الأزمة بكل حسم ضد من يشعل الفتنة بين المسلمين والأقباط، وسن تشريع لرفع سن الزواج، وعودة جلسات النصح والإرشاد الخاصة المعتقدات الدينية ووجود رادع أمني حتى لا يحدث أي نوع من الفتن الطائفية.

وليس هناك إحصاء رسمي عن أعداد المسيحيين في مصر، غير أن تصريحات كنيسة رسمية تقدر تعداد مسيحيي مصر بنحو 15 مليونا من بين سكان البلاد البالغ عددهم 92 مليون نسمة.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

فتاة الأقصر الأزهر الشريف الأقباط أميرة جرجس خليل محافظة الأقصر