العلماء يطاردون مخابئ الإيدز باستخدام بروتين حيوي فريد

الاثنين 27 مارس 2017 07:03 ص

العلماء اكتشفوا بروتين فريدا من نوعه يفضح وجود فيروس نقص المناعة المكتسب HIV»» حين يكون مختبئا وغير نشيط في الجسم.

محاولة تشمم المخابئ الخفية لهذا الفيروس هو شئ دأب عليه العلماء منذ عقود، والآن أصبح لدينا هذا الكشف التاريخي المهم الذي سيسرّع الأبحاث لإيجاد العلاج.

المخابئ السريّة تصعّب العلاج

لم يعد فيروس نقص المناعة المكتسبة (إيدز) حُكماً بالإعدام بفضل العلاجات الحديثة المضادة للفيروسات الرجعية، لكن نحن ما زلنا لا نملك طريقة موثوقة لتنظيف جسد المريض تماماً منها.

الأدوية يمكنها أن تبقي الفيروس تحت السيطرة، ولكن مع الأسف، فإن فيروس الإيدز لديه سلاح خطير يتمثل في كمونه في مخابئ سرية في الجهاز المناعي، حيث يبقى هناك كامناً بانتظار ظروف مناسبة يعاود فيها الظهور.

هذا ما يجعل الأشخاص المصابين به يأخذون أدويته الباهظة الثمن مدى الحياة، لأن الفيروس قد يعود بعد بضعة أسابيع من وضعه الكامن إذا توقف العلاج الدوائي.

هذه المخابئ السرية السيئة للفيروس توجد في الخلايا المناعية طويلة الأمد، والتي تعرف بخلايا تي، لأن الفيروس يقتحم هذه الخلايا ويدمج المادة الجينية الخاصة به في حمض المريض النووي، ما يجعل الخلايا صعبة التعقب جداً.

والآن قام فريق من العلماء الفرنسيين بتحقيق الخطوة بالغة الأهمية في أبحاث الإيدز، عندما اكتشفوا علامة بيولوجية توجد على سطح خلايا تي التي يختبئ فيها الفيروس الكامن فقط.

فريق فرنسي قام بالخطوة التاريخية

وقال عالم الفيروسات «منصف بنكيران» من جامعة مونبلييه بفرنسا: «منذ عام 1996، كان الحلم هو قتل هذه الفيروسات السيئة في مخبئها، لكن لم نستطع فعل ذلك لأننا لم نتمكن من معرفة أماكنها».

فريق «بنكيران» اكتشف أن هذا البروتين المحدد، CD32a، يوجد على سطح خلايا تي التي يختبئ فيها الفيروس، لكنها لا توجد على خلايا تي الفارغة أو حتى المحتوية على فيروس نشط.

العلماء يستطيعون التسلح بهذه المعرفة كي يجدوا طرقاا يتخلصون بها من مخابئ الفيروس، وبالتالي تفيد في الأبحاث العلاجية.

أول مرة اكتشف الفريق هذا البروتين كان في نموذج فيروس تم تخليقه في المختبر، وذلك قبل أن ينتقلوا لاختبار البحث عن هذه العلامة البيولوجية في عينات دماء فعلية، من 12 شخصاً مصابين بالفيروس ويتلقون العلاج.

الباحثون فصلوا خلايا تي التي يحتوي سطحها على بروتين CD32a عن خلايا تي الأخرى في عينات الدم، ووجدوا أن الخلايا ذات البروتين تحتوي على الفيروس.

وللأسف، فإن هذه الطريقة ليست قاطعة في جميع الحالات، حيث إن البروتين قد لا يوجد في أكثر من نصف مخابئ الفيروس.

نحتاج أكثر من ذلك

وقد علق الباحث «دوجلاس ريتشمان» الذي لم يشارك في البحث على الأمر قائلاً إننا نحتاج لإيجاد أكثر من ذلك للتخلص من الفيروس.

لكن كخطوة أولى، فإن الأمر مشجع جدا في البحث الطويل عن علامة تساعد على تعقب الفيروس السئ بمجرد أن يختبئ.

مدير المعهد الوطني الأمريكي للأمراض المعدية والحساسية، السيد «توني فوسي»، أخبر دورية نيتشر، أن أفضل خطوة تلي هذه الخطوة، هي في تكرار هذه النتائج في عينات دم أوسع من مجموعة أكثر تنوعاً من المصابين.

ما يزال من المبكر القول إننا على طريق علاج حاسم للفيروس، لكن الأخبار مثيرة جدا للباحثين الذين بقوا يحاولون حل هذه المشكلة من عقود. فبالرغم من وجود 36.7 مليون شخصاً مصاباً بهذا الفيروس في العالم الآن، إلا إن 17 مليوناً فقط لديهم القدرة على الوصول إلى علاج الفيروسات الرجعية، لهذا فإن مثل هذا الاكتشاف يدعو للتفاؤل.

  كلمات مفتاحية

الإيدز نقص المناعة المكتسبة