الأحزاب الكردية المعارضة لـ«الاتحاد الديمقراطي» تنتقد سياساته الأمنية في سوريا

الاثنين 27 مارس 2017 08:03 ص

يواصل «حزب الاتحاد الديمقراطي» (الامتداد السوري لمنظمة حزب العمال الكردستاني) منذ زمن طويل ممارسة ضغوط شديدة وممنهجة موجهة ضد المعارضة الكردية في المناطق التي يسيطر عليها الحزب في سوريا.

ويسعى «حزب الاتحاد الديمقراطي» إلى إسكات أصوات أعضاء المجلس الوطني الكردي المعارضين له منذ زمن بعيد من خلال الاعتقالات التعسفية والضغوط.

وتشهد المناطق الكردية من سوريا توترا ملحوظا بين الأحزاب المنضوية في المجلس الوطني الكردي بمواجهة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني التركي المعارض).

وتشتكي قيادات وأعضاء الأحزاب غير المتحالفة معه في الإدارة الذاتية، من حملات إغلاق مكاتبهم أو حرقها، واعتقال عدد كبير من أعضائها وقياداتها.

وكشف قيادي كردي مقرب من «حزب الاتحاد الديمقراطي» أن ما أقبل عليه الحزب من عمليات ضد معارضيه، جاءت استجابة لمطلب من النظام الإيراني.

ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» عن الناشط السياسي الكردي السوري «وليد عبد القادر» قوله: «منذ الصدام العسكري الذي وقع بين وحدات حماية سنجار التابعة لحزب العمال الكردستاني (تركيا) وبيشمركة روج آفا (بيشمركة كردستان سوريا) في مدينة سنجار غرب الموصل، وإدارة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري تمارس ضغوطا رهيبة على أحزاب المجلس الوطني الكردي ومنظماتها الشبابية والنسائية، طالت حتى المعاهد والمكاتب المهتمة باللغة الكردية».

إلى ذلك، ذكرت مصادر في الحسكة بسوريا أن قوات الآسايش (الأمن) التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» بدأت منذ مستهل مارس/آذار الجاري، حملة اعتقالات واسعة تجاوزت 70 معتقلا، ومداهمة وحرق أكثر من 15 مكتبا ومقرا، وتحطيم محتوياتها.

وأكد «عبدالقادر» أن «الآسايش» أغلقوا جميع المقرات بما فيها مقرات مؤسسات ثقافية واجتماعية، بحجة عدم الترخيص، بينما لم يمسوا مقرات نظام «الأسد» و«حزب البعث» الحاكم في سوريا.

من جهته، اعتبر عضو الهيئة السياسية للائتلاف السوري المعارض «حواس عكيد»، أن سياسة «حزب الاتحاد الديمقراطي» لا تخدم بأي شكل من الأشكال أهداف الشعب الكردي في سوريا، بل إنها تتبنى مخططات وأجندات انتهجها النظام منذ عقود ضد الشعب الكردي، مشيرا إلى أن هناك تفريغ لكردستان سوريا من شبابها.

وقال: «لا بد من دخول قوات (بيشمركة روج) إلى المناطق الكردية في سوريا، فهي الضامن الأساسي لحماية السلم الأهلي في المنطقة والتعايش المشترك، والحد من الاستبداد والفردية والديكتاتورية التي ينتهجها حزب الاتحاد الديمقراطي».

بدوره، قال القيادي في «حركة الشباب الكردي»، «محمود لياني»: «إن هذا الحزب عمل ومنذ انطلاقة الثورة السورية على فض مظاهرات الحركة ضد نظام الأسد، واستخدم منظماته الشبابية لضرب المتظاهرين من الناشطين والسياسيين، ما أدى إلى حالة تشرذم كبيرة في المجتمع الكردي في سوريا دفع بشكل مباشر إلى هجرة الشباب».

وفي ذات السياق، دعا القيادي في «حزب يكيتي» الكردي وممثل الحزب في المجلس الوطني الكردي «نواف رشيد»، «حزب الاتحاد الديمقراطي» إلى مراجعة سياساته في النفي وإلغاء الآخر، والابتعاد عن النظام السوري ومحور إيران، والعمل لمصالح السوريين بشكل عام والأكراد بشكل خاص.

وقال: «يجب أن يحسن حزب الاتحاد الديمقراطي العلاقة مع دول الجوار ومع إقليم كردستان العراق، والمعارضة السورية بكل مكوناتها، ويقطع ارتباطه مع العمال الكردستاني في تركيا، والعودة إلى الاتفاقيات التي أبرمت بينها وبين المجلس الوطني الكردي بإشراف رئاسة إقليم كردستان».

وكانت المنظمة الآثورية قد أدانت، مؤخرا، إغلاق مقراتها في مدينة الحسكة، من قبل الإدارة الذاتية التابعة لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي»، واصفة ما تعرضت له بـ«السلوك المشين».

وذكرت المنظمة في بيان، أن دوريات مسلحة من «الآسايش» التابعة للإدارة الذاتية التي تدار من قبل «حزب الاتحاد الديمقراطي»، داهمت، يوم 16 مارس/آذار الجاري مقر المنظمة الآثورية الديمقراطية بمدينة الحسكة، وأغلقته بالسلاسل وبالشمع الأحمر، تنفيذا للمرسوم رقم ٥ الصادر من قبل الإدارة المذكورة.

يشار إلى أن إيران وحليفيها «حزب العمال الكردستاني» و«حزب الاتحاد الديمقراطي» يعملان بجد منذ عام 2011 من أجل الحيلولة دون انتظام الأكراد في سوريا ضد نظام «الأسد».

وتعززت قوة «حزب الاتحاد الديمقراطي» وتوطدت سيطرته في شمال سوريا بفضل الدعم الغربي، علاوة على دعم خط روسيا إيران له، وزادت بذلك ضغوطه على معارضيه.

ووثقت منظمات حقوق الإنسان الدولية في تقارير لها عمليات التطهير العرقي، التي قام بها «حزب الاتحاد الديمقراطي» ذو الخلفية الستالينية الممزوجة بالقومية الكردية، ضد المجموعات العرقية المختلفة من تركمان وعرب وسريان.

  كلمات مفتاحية

سوريا حزب الاتحاد الديمقراطي الأكراد حزب العمال الكردستاني