السلطات المصرية تقرر نقل «الخطيب» للمستشفى بعد الإصابة بـ«الليشمانيا»

الاثنين 27 مارس 2017 09:03 ص

قررت السلطات المصرية، نقل المعتقل «أحمد الخطيب»، من سجن وادى النطرون، شمال البلاد، إلى مستشفى حميات المعادى، بالعاصمة القاهرة، وسط حراسة أمنية مشددة، بعد الاشتباه فى إصابته بداء «الليشمانيا»، أثناء قضائه فترة العقوبة لمدة 10 سنوات بتهمة الانتماء لجماعة محظورة.

وقال «محمد الخطيب»، إن التحاليل الطبية أثبتت أن شقيقه البالغ من العمر 22 عاما، يعانى من تضخم فى الكبد والطحال، بالإضافة إلى نقص كرات الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، حسب تقرير مستشفيات جامعة القاهرة، بسبب «ذبابة الرمل».

وأضاف «الخطيب»، أن العائلة استطاعت تهريب عينة «دم» لشقيقه أثناء الزيارات بعد أن لاحظت تدهور حالته الصحية، وأن التحاليل أثبتت إصابة «أحمد» بمرض «الليشمانيا» منذ 8 شهور، وأنه قدم أوراق التحاليل إلى 6 جهات رسمية، وطلب الإفراج عنه لأسباب صحية لتلقى العلاج ولم يتم الرد، بحسب ما أوردته صحيفة «المصري اليوم».

وحذر نشطاء ومدونون مصريون، من وفاة «أحمد الخطيب»، داخل محبسه، مطالبين بحقه في العلاج.

وأطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، وسما بعنوان «خرجوا الخطيب يتعالج»، ذكروا فيه بوفاة «مهند إيهاب»، الذي توفي قبل شهور بعد أن أصيب بالسرطان في محبسه، وتعرض للإهمال الطبي، ما أدى إلى تفاقم حالته ووفاته بعد الإفراج عنه بشهور في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ويهدف النشطاء من هذه الحملة، الضغط على السلطات المصرية من أجل الإفراج عن الشاب البالغ من العمر 22 عاما، وعلاجه.

وقال «محمد أمين قناوى»، أستاذ الحشرات الطبية بكلية العلوم جامعة عين شمس (حكومية)، إن إصابة السجين بسبب تعرضه للدغة من ذبابة الرمل، والمعروفة علمياً باسم «فليبوتماس لانجيرونى»، وإن الحشرة تتواجد فى المناطق الصحراوية، حيث تتكاثر عن طريق دفن بيضها فى التراب أو الرمل والمخلفات، ثم تتطور إلى يرقة وصولاً للطور الأخير «ذبابة الرمل»، والتى تعيش فى مناطق جحور الفئران أو تجمعات الكلاب.

وأضاف أن المرض ظهر للمرة الأولى فى ثمانينيات القرن الماضى بمنطقة العجمى، كونها قريبة من حيث الطبيعة الجغرافية لسجن وادى النطرون، لافتا إلى أن الليشمانيا الحشوية أصابت السجين، وهو النوع الأخطر، لأنه يتسبب فى تلف أحشاء الإنسان بعد تضخمها.

وأكدت «مرح عبدالبر»، أستاذ الحشرات بكلية العلوم جامعة عين شمس (حكومية)، أن يرقات الحشرة تحتاج لبيئة رطبة للنمو، ثم تتحول لحشرة ذباب كثيفة الشعر، وتنقل مرض الليشمانيا الذى ينقسم لنوعين، الأول معروف فى مصر، جلدى، ويتسبب فى تقرحات للجلد، وبعد الشفاء يترك تشوهات فى الجلد، وتحمل الفئران المرض دون أن تظهر عليها أعراضه، ويسمى علمياً «ديبوتماس داباتاسى»، لافتة إلى أن دورة حياة الذبابة 5 أسابيع وفى حالة نقلها الطفيل للإنسان يتكاثر داخل الطحال والكبد ويصيبهما بالتضخم، والثانى حشوى ويصيب الأحشاء.

وأضافت، أن المرض يتم علاجه خلال أطواره الأولى التى لا تتخطى الأسبوعين، ويبدأ بعدها أعراض المرض فى الظهور والتسبب فى تضخم الأحشاء، ما يؤدى للوفاة فى عدد كبير من الحالات.

وقال الدكتور «أسامة الغزالى»، رئيس لجنة العفو الرئاسى، فى مقال بصحيفة «الأهرام» الحكومية، إن اسم السجين فى القائمة الثانية للعفو الرئاسى عن الشباب الصادرة بحقهم أحكام نهائية، ويحتل رقم 292 بين 512 اسما، وناشد الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسى» استخدام سلطته الدستورية للعفو الصحى عنه.

ومنذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013 يقبع آلاف المعتقلين في السجون المصرية، في أوضاع تصفها المنظمات الحقوقية بـ«الصعبة للغاية وغير الإنسانية»، وهو ما أدى إلى وفاة المئات منهم نتيجة التعذيب أو الإهمال الطبي.

وذكر تقرير أعدته «منظمة العفو الدولية» أن أعداد المعتقلين في مصر منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013، وحتى 30 يونيو/حزيران 2015 بلغت أكثر من 41 ألفا بحسب الأرقام الرسمية الصادرة عن وزارة الداخلية أو القوات المسلحة أو النيابة العامة والقضاء.

ووصف التقرير، الذي صدر تحت عنوان «سجن جيل»، ما يجري في مصر بأنه عودة إلى «دولة القمع الشامل» و«السياسة القمعية»، موضحا أن مصر «تسحق آمال جيل كامل متطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا.

وفي تقرير لفريق الاعتقال التعسفي التابع لـ«الأمم المتحدة»، قال إن هناك أكثر من 3200 طفل تحت سن الـ18 اعتقلوا منذ الانقلاب، ما زال أكثر من 800 منهم رهن الاعتقال، وتعرض أغلبهم للتعذيب والضرب المبرح داخل مراكز الاحتجاز المختلفة.

وتحولت السجون ومقار الاحتجاز في مصر، منذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، إلى ما تشبه المقابر الجماعية بالنظر إلى المعاملة غير الآدمية والتعذيب البدني والنفسي غير المسبوقين، واللذين يمارسان بحق معارضي قائد الانقلاب «عبدالفتاح السيسي».

 

المصدر | الخليج الجديد + المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

أحمد الخطيب سجن وادى النطرون الليشمانيا لجنة العفو الرئاسى السرطان