صحيفة روسية تتوقع توتر العلاقات مع تركيا بسبب أكراد سوريا

الاثنين 27 مارس 2017 10:03 ص

توقعت صحيفة مسكوفسكي كمسموليتس الروسية حدوث توتر في العلاقات الروسية التركية على خلفية مساندة موسكو للكرد السوريين.

وقالت الصحيفة إن روسيا وتركيا تقف مرة أخرى على عتبة الشجار. وتجلى ذلك مؤخرا بوضوح  في عملية التوبيخ العلنية التي أعدتها وزارة الخارجية التركية للقائم بالأعمال الروسي في أنقرة، على خلفية مقتل جندي تركي على يد قناص كردي.

وتابعت الصحيفة أن الإشارات التي تدل على احتدام الخلاف بين البلدين قد أصبحت عديدة، لاسيما أن محادثات بوتين أردوغان الأخيرة في موسكو، كانت أسوأ بكثير مما حاول كلا الزعيمين إظهاره.

وأشارت إلى أنه إذا كان الرئيس بوتين لا زال محافظا على لقب الجوزة القاسية كما وصفه الرئيس الأمريكي من حيث صلابة الموقف، إلا أن تصرفات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أظهرت أنه على وشك الانفلات.

وبعد اللقاء في الكرملين يوم 10/03/2017 أعلن كلا الزعيمين بانسجام أن عملية التطبيع التي بدأت في أغسطس/آب 2016 قد انتهت، وأن العلاقة بين البلدين دخلت مجددا في مرحلة التطور المتعدد الأوجه في جميع المجالات.

واستدركت الصحيفة أن الأحداث اللاحقة كشفت أن هذه التصريحات، لم تكن سوى تعبير عن قدرة الرئيسين بوتين وأردوغان في الحفاظ على الهدوء وبرودة الأعصاب. وواقعيا، لم تنته المحادثات بذلك المستوى من النجاح الذي عكساه أمام عدسات الصحفيين، وأن الخلاف احتدم من جديد بين رئيسي الدولتين، ولكن هذه المرة بسبب الكرد السوريين.

وقال أردوغان في مؤتمر صحفي بالكرملين إن القضاء على مجموعة إرهابية (داعش) بمساعدة أخرى (وحدات حماية الشعب الكردية) أمر غير ممكن.

وفي وقت لاحق، كشفت وسائل الإعلام التركية أن أردوغان طلب من بوتين التخلي عن مساعدة الكرد، الذين يقاتلون إلى جانب بشار الأسد. والذين سيكافؤون بإنشاء الحكم الذاتي في الشمال السوري، بيد أن الرئيس الروسي رفض طلب أردوغان كما كتبت الصحف التركية.

إضافة إلى ذلك، ومما يشير إلى الخلافات بين الحكومتين، ما أصبح معلوما بأن ممثلي التشكيلات العسكرية الكردية قد وقعوا اتفاقا مع المتخصصين الروس من أجل تدريب قواتهم على المهارات الحديثة للحرب.

وحسب معطيات وحدات حماية الشعب، وكنتيجة لتحضير مقاتلين جدد، سيصل عدد القوات الكردية حتى 100 ألف مقاتل مع حلول منتصف عام 2017. (وفقا لمعطيات رويتزر للأنباء وصل عددها إلى 60 ألفا في نهاية عام 2016).

هذه المعلومات أكدتها الصور التي نشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، والتي تظهر وصول الجيش والمعدات الروسية إلى منطقة عفرين.

من جهة أخرى، أكدوا في البرلمان الروسي (الدوما) على ضرورة تعزيز الحوار الفوري بين دمشق والكرد من أجل إنشاء الحكم الذاتي الكردي في سوريا، ذي صلاحيات دستورية واسعة، وأن هذا من شأنه المساهمة في إحلال السلام في شمال البلاد، كما جاء على حد ذكر رئيس لجنة الشؤون الدولية للدوما الروسية، ليونيد سلوتسكي.

وعلى الرغم من أن الكرملين لم يصدر أي تعليقات توضيحية ترتبط بعموم هذا الموضوع، إلا أن أنقره قد قيمت تصريحات بعض الساسة الروس، وتصرفات الجيش الروسي في الشمال السوري كطعنة في الظهر التركي، حيث تعتبر السلطات التركية الكرد عدوها الرئيس، لا سيما أن عملية درع الفرات التركية في سوريا، ومنذ البداية لم تكن موجهة فقط ضد تنظيم الدولة الإسلامية كما أعلن عن ذلك القادة الأتراك مرارا.

وكان رد الفعل التركي سريعا في 23/03/2017 حيث استدعت الخارجية التركية القائم بأعمال السفارة الروسية في أنقره سيرغي بانوف.

وطلبت الخارجية التركية من سيرغي بانوف إغلاق مكتب الاتحاد الديمقراطي في موسكو، على الرغم من أن الجانب الروسي لم يؤكد حقيقة وجود مثل هذا المكتب.

بطبيعة الحال، لم يقتصر التوتر على الخط الدبلوماسي بمفرده ليعكس عدم رضا الموقف التركي، إذ أن أردوغان في زيارته الأخيرة لموسكو، ولم يغادر بعد الكرملين، كما لم يضع الصحفيون النقاط على الحروف في مقالاتهم التي تشيد بعهد جديد في العلاقات الروسية –التركية، حين ألغت تركيا خدمة العبّارات بين موانئ  القرم والموانئ التركية.

كما أعلنت أنقرة يوم 18/03/2017 أنها لن تعترف أبدا بأن القرم روسي، وأنها ستواصل دعم الترك- التتار من سكان شبه جزيرة القرم".

توازيا مع ذلك، حدثت قصة أخرى مسيئة لروسيا، بحسب وصف الصحيفة، حيث انتظر المشاركون في الجولة الثالثة من المفاوضات بشأن التسوية السورية، عدة أيام حضور ممثلي المعارضة السورية المسلحة الذين ضمنت أنقرة، في جولات المفاوضات السابقة،

واتهمت الصحيفة أنقرة بتعطيل عملية التفاوض الحالية، وشطب مبادرات بوتين، الذي توقع أن أستانا يمكن أن تصبح بديلا حقيقيا لجنيف، معتبرة أن المفاوضات في العاصمة الكازاخستانية لم تحقق أي انفراج للوضع في سوريا

وقالت أخيرا، لا ينبغي لنا أن نتجاهل إعلان تركيا فجأة رفضها شراء الحبوب من روسيا (من خلال إدخال رسومات وقائية بمقدار 130%).

وعلى الرغم من أن المسؤولين الروس قد أعلنوا سابقا أن روسيا ستجد بديلا لتركيا، يبدو أن هذا لن يكون سهلا على عتبة بدء موسم جديد. وتحتل تركيا المرتبة الثانية بعد مصر في شراء الحبوب الروسية.

واعتبرت الصحيفة أن الجانب الروسي يتصرف بصبر وأناة، وكأن  شيئا لم يحدث في العلاقة الروسية التركية، ولكن بات جليا أن أي شرارة صغيرة في مسلك العلاقة بين روسيا وتركيا ممكن أن تؤدي إلى اندلاع اللهيب، بحد قولها.

 

  كلمات مفتاحية

تركيا روسيا أردوغان بوتين

تركيا وروسيا تتفقان على مقترح لوقف إطلاق نار شامل في سوريا