هل تمثل الخبرة الاستخباراتية البريطانية ورقة ضغط في «بريكست»؟

الاثنين 27 مارس 2017 12:03 م

 من المُمكن أن تشكل الخبرة البريطانية في مجال الاستخبارات ورقة مهمة ولكن من المُستبعد أن تشكل عنصر مساومة في المفاوضات المقبلة حول الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وفق خبراء يرون أن اعتداء لندن عزز الحاجة إلى استمرار التعاون الأمني على المستوى الأوروبي.

 وكانت طُرحت فكرة استخدام بريطانيا المسألة الأمنية في التفاوض مع بروكسل حول «بريكست» إثر انتخاب الرئيس الاميركي «دونالد ترمب» ودعوته إلى انتهاج سياسة انعزالية في العلاقات الخارجية الأميركية، بحسب «الشرق الأوسط».

فيما كان تنظيم «الدولة الإسلامية» المُتهم بالإرهاب، تبنى اعتداء لندن، فيما تتابع كل الاجهزة الأمنية الأوروبية خيوطه.

وكتب مكتب المعلومات الحكومية في لندن في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أنه «في حال انتهجت الولايات المتحدة سياسة أكثر انعزالية ستزداد قيمة التعاون الأمني القائم مع المملكة المتحدة».

وأضاف، مكتب المعلومات الحكومية، في تقرير له «أن هذا من شأنه تقوية الموقع التفاوضي للمملكة المتحدة في مفاوضات بريكست إذ يمكنها أن تستخدم التعاون الأمني القائم للحصول على اتفاق أفضل من الاتحاد الأوروبي».

وفي يناير (كانون الثاني) أكدت رئيسة الوزراء «تيريزا ماي» أن أجهزة الاستخبارات البريطانية مهمة جداً للاتحاد الأوروبي وبدا وكأنها تقترح استخدامها عنصر مساومة خلال المفاوضات المقبلة.

وقالت في حينها «قدراتنا في مجال الاستخبارات فريدة من نوعها في أوروبا وهي أنقذت حياة الكثيرين. ترغب المملكة المتحدة بعد بريكست في أن تكون صديقًا جيدًا وجارًا (كذلك) على كافة المستويات وهذا يتضمن الدفاع عن أمن كل مواطنينا»، مُعتبرة أن أي اتفاق يهدف إلى «معاقبة لندن» سيكون وقعه «كارثيًا» وسينتهي بأن «يرتد» على الاتحاد الأوروبي نفسه.

ولكن جريدة «تايمز» نقلت عن وزير بريطاني قوله إن لندن لن تُلوح بهذا التهديد خلال المفاوضات.

وقال الخبير في الأمن الدولي في معهد «تشاتام هاوس» في لندن «من الصعب أن نرى كيف يمكن استخدام (الخبرة البريطانية في مجال الاستخبارات) كورقة ضغط في المفاوضات».

وأضاف إلى وكالة الصحافة الفرنسية أن «قسمًا كبيرًا من التعاون الأمني لا يجري على مستوى الاتحاد الأوروبي وإنما على المستوى الثنائي».

وقال المحاضر في الامن الدولي في جامعة «باث» «ديفيد غالبريث» أن «بريكست» لا يهدد التعاون القضائي والتعاون في مجال الاستخبارات.

ولكنه أكد، مع ذلك، أن الاتحاد الأوروبي سيخطئ إذا استغنى عن قدرات المملكة المتحدة التي تشكل «(همزة) وصل بين الأميركيين والأوروبيين» في مجال الاستخبارات.

وقال النائب المحافظ «بوب نيل»، رئيس لجنة الشؤون القضائية في غرفة العموم، ـن التعاون القضائي «على درجة كبيرة من الأهمية، ومن المرجح أن يتم فصلها تماما عن باقي ملفات التفاوض، هذه المسألة مهمة جدًا بحيث لا يمكن استخدامها كأداة للمساومة».

وكرر رئيس الشرطة الأوروبية «يوروبول» «روب واينرايت» بداية مارس/أذار الماضي أمام لجنة الشؤون الداخلية في مجلس العموم، التشديد على الدور المفصلي للمملكة المتحدة بالنسبة للأمن في أوروبا؛ وقال: «هناك رغبة داخل أجهزة الشرطة الأوروبية بعدم خسارة الخبرة البريطانية في فترة مهمة جدًا».

وقالت شرطة «إسكتلنديارد» الحريصة على مواصلة تبادل المعلومات مع نظرائها الأوروبيين إنها «ترغب في مواصلة العلاقات الجيدة مع الاتحاد الأوروبي» على لسان رئيسها «برنارد هوغان-هوي» الذي تقاعد في فبراير/شباط.

وقبل أسابيع من استفتاء «بريكست» حذرت الرئيسة السابقة لجهاز الاستخبارات الداخلي «إم آي 5» «إليزا ماننغهام-بولر»، من المخاطر المُترتبة على الخروج من الاتحاد الأوروبي بقولها «إذا كان رحيلنا سيضعف أوروبا، فسيضعف هذا أمننا».

  كلمات مفتاحية

استخبارات بريطانية بريكست ورقة ضغط