3 أسباب وراء العداء التاريخي بين ريال مدريد وبرشلونة

الاثنين 3 أبريل 2017 04:04 ص

أثارت التصريحات الأخيرة للاعب نادي برشلونة والمنتخب الإسباني، جيرارد بيكيه، ضد الغريم التقليدي والجار اللدود ريال مدريد الكثير من الجدل، حيث تتباين الآراء بين مؤيد ومعارض له.

ففي الوقت الذي يدرس فيه نادي ريال مدريد التصعيد ضد بيكيه، يواصل أعضاء إدارة نادي برشلونة ولاعبيه الدفاع عن مدافعهم الأول، وكان آخرهم رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو الذي أكد اتفاقه مع تلك التصريحات.

ويعرف عن بيكيه كرهه الشديد لنادي ريال مدريد وتأييده لفكرة انفصال إقليم كتالونيا الذي ينتمي له نادي برشلونة عن إسبانيا والحصول على الاستقلال.

واعتداء المدافع البالغ من العمر 30 عاماً مهاجمة ريال مدريد وإطلاق التصريحات المثيرة للجدل، والتي كان آخرها: «لا يوجد شيء بيني وبين لاعبي الريال، لكن ما لا أحبه في هذا النادي، ما يفعلوه ضد ميسي، ونيمار، ولا شيء ضد رونالدو».

كما صرح عقب التتويج بكأس السوبر الأوروبي: «هيا يا فتيان فلنحتفل وليذهب كل من ينتمي لريال مدريد إلى الجحيم».

الكثير منا يعشق هذا الفريق أو ذاك، والجميع يتعجب ويتسأل عن السر وراء العداء الشديد بين برشلونة وريال مدريد، فالبعض يرجع الأمر إلى المنافسة الشرسة بينهما على حصد البطولات، بالفعل قد يكون ذلك سبباً كما في مختلف ديربيات دول العالم، ميلان مع إنتر وروما مع لاتسيو في إيطاليا وبايرن ميونيخ وبروسيا دورتموند في ألمانيا، الأهلي مع الزمالك في مصر، والهلال والنصر والاتحاد والأهلي في السعودية، وغيرهم، لكن لا تصل المنافسة إلى هذه الدرجة من العداء والكراهية.

ونحاول معرفة بعض أبرز أسرار العداء الشديد بين ريال مدريد وبرشلونة من خلال العودة إلى بدايات القرن الماضي وبالتحديد منتصف الثلاثينات وأوائل الأربعينات، عبر التقرير التالي:

تدمير الـ«كامب نو» وقتل الرئيس

في عام 1936م قام الجنرال فرانسيسكو فرانكو بانقلاب عسكري ضد الجمهورية الإسبانية الثانية واندلعت الحرب الأهلية بين الجمهوريين المحسوبين على إقليم كاتالونيا معقل نادي برشلونة والقوميين المحسوبين على العاصمة مدريد معقل الريال تحت قيادة فرانكو، الذي أمر طائراته الحربية بقصف مدينة برشلونة وهو ما أسفر عن تدمير ملعب «كامب نو» تماما يوم 16 مارس 1936م.

كما تم اعتقال «جوسيب سونال» المعارض ورئيس نادي برشلونة وقتها، حيث تم إعدامه دون محاكمة بسبب المناداة بالانفصال عن إسبانيا.

هزيمة «11/1»

وفي وقت كان يعيش في برشلونة وأهالي إقليم كتالونيا أسوء أيامهم، كان أهالي العاصمة مدريد وناديها الأول الريال في أزهى عصورهم، كما تم منح ريال مدريد صفة الملكية وتم وضع التاج الملكي على شعاره.

استخدم فرانكو كرة القدم لإذلال مدينة برشلونة، فقام بتغير مسمى بطولة كأس إسبانيا إلى «كأس فرانكو»، حتى أن البعض أكد بأن الحكام كانوا يخافون من خسارة ريال مدريد أمام برشلونة خوفاً من غضب الجنرال الدكتاتور، الذي اعتبر خسارة الريال أمام البرسا خسارة شخصية له.

في عام 1943م تمكن برشلونة من الفوز على ريال مدريد بثلاثية نظيفة، في ذهاب الدور نصف النهائي من كأس فرانكو، قبل أن يخسر الفريق الكتالوني أمام الفريق المدريدي بنتيجة مثيرة للجدل وهي 11/1، ويؤكد لاعبو برشلونة الذين شاركوا في تلك المباراة أن الخسارة جاءت تحت تهديد واضح من الجنرال فرانكو الذي أرسل جنوده إلى غرفة خلع الملابس قبل انطلاق المباراة حسبما أكد الكاتب «جيمي بيرنز» في كتابه وقال: «فرانكو أرسل رسالة تقول إنه لا يجب أن تنسوا بأنكم تلعبون بسبب سخاء النظام الذي غفر لكم نقصاً في الوطنية»، كما منع فرانكو استخدام اللغة الكتالونية وحظر العلم الكتلوني داخل ملاعب كرة القدم ومخالفة ذلك تصل عقوبته إلى حدود الخيانة العظمى والإعدام.

ورغم رحيل فرانكو عام 1975م وحصول إقليم كتالونيا على مزيد من الحرية والحكم الذاتي مع مرور السنوات، ظل العداء مستمر في ظل تمسك أهالي الإقليم بالحصول على الاستقلال التام.

الأرجنتيني والبرتغالي

ومن الأسباب التي أدت إلى زيادة الكراهية، المنافسة على خطف اللاعبين المميزين وعقد الصفقات الكبرى، والتي كان أولها صفقة الأرجنتيني «دي ستيفانو» التي كانت بمثابة الشرارة التي فجرت الحساسية في انتقال اللاعبين بين الفريقين.

منذ عام 1953م وفريق برشلونة يتهم ريال مدريد بسرقة صفقة «دي ستيفانو» بمساعدة الجنرال فرانكو، فعقب توقيع نجم الكرة الأرجنتينية وقتها على عقد الانضمام إلى برشلونة رفض الاتحاد الإسباني تسجيل اللاعب بحجة أن ملكيته لا تعود لنادي ريفر بليت الأرجنتيني وإنما لنادي ديبورتيفو لوس ميلوناريوس الكولومبي، في الوقت الذي أقنعه رئيس ريال مدريد سانتياجو برنابيو بالانتقال إلى صفوفه بعد وصوله إلى إسبانيا من أجل التفاوض على انتقاله إلى برشلونة.

واستغل ريال مدريد الثغرة القانونية في توقيع نادي برشلونة مع دي ستيفانو وصعوبة تسجيله في قوائمه، ليقوم الرئيس سانتياجو برنابيو بالتوقيع معه رسمياً من ناديه ديبورتيفو لوس ميلوناريوس وهو ما فجر عاصفة من ردود الفعل الغاضبة التي وصلت إلى اتهام الريال بالسرقة وقلة الاحترام.

ومنذ واقعة «دي ستيفانو» هناك الكثير من اللاعبين مثلوا الفريقين، لكن لا يوجد لاعب مكروها لدى جماهير برشلونة أكثر من البرتغالي «لويس فيجو» وذلك لكون أحد النجوم الكبار بالفريق وقتها، ولانتقاله مباشرة إلى ريال مدريد عام 2000، من وقتها يتم وصفه بالخائن، حيث قام فريق العاصمة الإسبانية بدفع قيمة الشرط الجزائي في عقده، حتى دون معرفة مسؤولي برشلونة بالصفقة.

وفي وقتنا الحاضر تعد المنافسة الشرسة بين نجمي برشلونة وريال مدريد، الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، على المستوى الفردي أحد أسباب وأشكال الكراهية والعداء بين جمهور الفريقين، فكل منهما يرى في نجمه المفضل أفضل لاعب في العالم على حسابك الأخر.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ريال مدريد برشلونة كتالونيا الملكي الدوري الأسباني