صحف أمريكية عن استقبال «ترامب» لـ«السيسي»: مواجهة «الإرهاب» وتجاهل لحقوق الإنسان

الثلاثاء 4 أبريل 2017 07:04 ص

تباينت ردود أفعال الصحف الأمريكية، من استقبال الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» لنظيره المصري «عبد الفتاح السيسي»، الاثنين، ما بين معارض بسبب مواقفه من قضايا حقوق الإنسان ومؤيد له على خلفية جهوده في محاربة الإرهاب، بحسب «الأناضول».

واعتبر الكاتب الأمريكي «إيشان ثارور» في تحليل صحفي نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، تحت عنوان «سلطوي الشرق الأوسط المفضل لدى ترامب يأتي إلى واشنطن»، أن شعار الرئيس الأمريكي الذي بات يردده في كل مكان وهو «أمريكا أولاً»، يشير إلى «تحول هائل في مواقف واشنطن الدبلوماسية»، والتي يعتقد أن العلاقة مع مصر تأتي في مقدمة هذه التغييرات.

وأشار إلى أن «موقف واشنطن في ظل السياسة الجديدة اصبح يصاغ بشكل معاملات (مالية) وقليل من الخدمات الشفاهية (أي مجرد كلام) عن حقوق الإنسان وفرض القانون».

ويلفت «ثارور» إلى أنه «بالرغم من أن ترامب يتذمر من كيفية استغلال العالم للولايات الولايات المتحدة، فهو لطالما منح السيسي استثناء خاصاً».

كما علل إعجاب «ترامب» بـ«السيسي»، عائد لكون الأخير «مثال لسلطويي الشرق الأوسط الذين يتكلمون بخشونة عن الإسلام المتشدد ويدعم الاستقرار في منطقة تعاني من الفوضى».

مكافحة الإرهاب

من جانبها، اعتبرت صحيفة «يو اس اي توداي» أن لقاء الزعيمين «أقوى إشارة إلى أن ترامب يجعل مكافحة الإرهاب أعلى اولوياته حتى لو كان ذلك على حساب حقوق الإنسان في المنطقة».

بينما نقلت اليومية الأمريكية عن «نيل هيكس» المختص بشؤون مصر في منظمة «هيومان رايتس فرست»، قوله: «هل تستطيع تصديق هذا الأمر، خاصة وأن هذه الإدارة قد فعلت ما في وسعها لتجنب الحديث عن حقوق الإنسان (مع السيسي)، لدينا كل حق في أن نكون متشككين (في نوايا ترامب بخصوص حقوق الإنسان)».

تعليق الناشط في مجال حقوق الإنسان، تأتي عقب تعليق لأحد مسؤولي البيت الأبيض الجمعة الماضي، عندما قال إن «طرح ترامب بخصوص حقوق الإنسان مع السيسي لن يكون علنياً" وإنما في الغرف المغلقة».

تجاهل حقوق الإنسان

وفي مقال للرأي كتبه خبير الشؤون الخارجية «إيلان جورنو» تحت عنوان «على ترامب أن يكسر التقاليد الأمريكية المتمثلة في تجاهل مصر لانتهاكاتها ضد شعبها»، في صحيفة «ذي هيل» الأمريكية، أشار الكاتب إلى أنه «على مر السنين، كان الديمقراطيون والجمهوريون ينظرون إلى مصر على أنها حليف شجاع ويكافئونها بمليارات الدولارات من المساعدات لكن الرئيس ترامب، قادر على اغتنام هذه الفرصة لبناء العلاقات على أساس صادق».

وتابع الكاتب في مقاله: «نظام القاهرة لديه سمعة سيئة في باستهتاره بحقوق الأفراد وحرية الكلام وحكم القانون، وإذا كان ترامب ينظر لهذه القيم السياسية بشكل جدي فعليه المطالبة بها بدلاً من أن يتغاضى عن الاستبداد المصري المستمر».

وضرب «جورنو»، مثلاً بقرار احدى المحاكم المصرية التي حكمت بالاعدام شنقاً ضد 683 شخص، مشيراً إلى أن اهتمام المحكمة «كانت غير مكترثة بالحقائق أو الوقائع، ما يهمها، كان تنفيذ أجندة النظام».

مواجهة الإسلام المتشدد

أما شبكة «فوكس نيوز» اليمينية المحافظة، فقد بدت مرحبة بزيارة «السيسي»، ونشرت من على موقعها الإلكتروني تقول «أسوة بترامب، يؤمن السيسي أنه قادر على محو التطرف الإسلامي المتشدد».

وأشارت إلى أن «السيسي يعتقد أن نجاحه في محاربة التشدد يعتمد بشكل حيوي على المساعدات الأمريكية».

وتستلم مصر ثاني اكبر مساعدات العسكرية من الولايات المتحدة بعد (إسرائيل)، إذ تصل قيمة هذه المساعدات إلى 1.3 مليار دولار، بالإضافة إلى مساعدات اخرى بقيمة 150 مليون دولار دعماً لاقتصادها.

وكانت إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» قد أوقفت عام 2013، المساعدات عن مصر بشكل كامل، إلا أنها سرعان ما أعادت المساعدات العسكرية التي تستلمها مصر طبقاً لاتفاقية «كامب ديفيد»، والتي تتولى بموجبها حماية حدودها مع (إسرائيل)، إلا أنها لم تطلق المساعدات الإقتصادية بدعوى استمرار انتهاك النظام المصري لحقوق الإنسان في مصر.

وكان الرئيس الأمريكي الحالي «دونالد ترامب» قد أمر بقطع المساعدات الأجنبية لوزارة الخارجية الأمريكية باستثناء العسكرية المخصصة لـ(إسرائيل)، وتلك المخصصة لمصر والأردن.

والإثنين، استقبل «ترامب» نظيره المصري «السيسي»، واعتبره «يقوم بعمل رائع وسط ظروف صعبة».

وأضاف خلال استقباله نظيره المصري الذي يزور البيت الأبيض للمرة الأولى منذ انتخابه رئيسا: «نحن نقف بكل وضوح وراء الرئيس السيسي (…) ونقف بشكل واضح أيضا وراء مصر والشعب المصري».

جاء ذلك، تزامنا مع تظاهر عشرات الناشطين والحقوقيين في واشنطن، احتجاجا على زيارة «السيسي» إلى الولايات المتحدة والتي بدأها الأحد.

ورفع المحتجون شعارات تطالب الإدارة الأمريكية بإعادة دراسة موقفها حيال انتهاكات النظام المصري لحقوق الإنسان، كما طالبوا بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.

وزيارة «السيسي» لواشنطن هي الأولى له منذ تولي «ترامب»، والأولى لرئيس مصري منذ قرابة عشر سنوات، غير أنه ليس اللقاء الأول بين «ترامب» و«السيسي» حيث التقيا في سبتمبر/ أيلول الماضي خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وكان الأول حينها مرشحا للرئاسة الأمريكية.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة «نيويورك تايمز»، عن البيت الأبيض قوله إنه «لن يسمح لقضايا حقوق الإنسان أن تتحول إلى نقطة نزاع هامة مع مصر، وهو تحول كبير بعيدا عن السياسات التي اتبعها الرؤساء السابقون من كلا الحزبين».

وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية، قالت في تقريرها العالمي الذي يُقيّم أوضاع حقوق الإنسان في العالم خلال عام 2016، إن مصر شهدت ارتفاعاً في القمع في عهد «السيسي»، منتقدة قوات الأمن التي قالت المنظمة إنها «عذبت معتقلين دورياً وأخفت المئات قسرياً، ورفعت وتيرة حملتها الشرسة ضد المجتمع المدني».

وكان «ترامب» دعا «السيسي» لزيارة البيت الأبيض وفرش له السجادة الحمراء يوم الأحد، فيما بدا أنه أحد القادة المفضلين لـ«ترامب» بين قادة العالم، وهو الذي شن أقسى حملة قمع سياسي في تاريخ مصر، بحسب مجلة «بولوتيكو» الأمريكية.

وبينما احتجت الحكومات الغربية على سجن «السيسي» لآلاف المعارضين بتهم سياسية مشكوك فيها، أشاد «ترامب» علنا بقسوة الطاغية المصرية، بحسب وصف المجلة.

وفي مقابلة سابقة مع شبكة «فوكس نيوز» قال «ترامب» إن «السيسي» سيطر على مصر، ويعجب «ترامب» ومستشاروه بالموقف الوحشي لـ«السيسي» ضد الإسلام الراديكالي.

  كلمات مفتاحية

السيسي ترامب أمريكا حقوق الإنسان انتهاكات الإرهاب