حملة جديدة في السعودية ضد ارتفاع المهور لمكافحة العنوسة

الخميس 6 أبريل 2017 11:04 ص

بعد الارتفاع الكبير لنسبة العنوسة بين السعوديات، لا تتوقف الدعوات التي يطلقها مواطنون لتخفيض المهور والحد من ارتفاعها، حيث وصلت في الكثير من الحالات إلى أرقام خيالية، باتت تشكل عبئًا يثقل كاهل الشباب، ما دفع الكثير منهم إلى العزوف عن الزواج.

آخر تلك الحملات؛ أطلقها مغردون، اليوم الخميس، في موقع تويتر، عبر وسم حمل عنوان (#نبي_زواج_بدون_مهر)، ليحظى بانتشار واسع، ويدخل الترند السعودي، كأحد أكثر الوسومات تداولًا.

وطالب الكثير من المغردين عبر تعليقاتهم على الوسم بتخفيض المهور، وتيسير زواج الشباب، مستشهدين بآيات قرآنية وأحاديث نبوية، تحث على تيسير أمور الزواج، والحد من تكاليفه المرتفعة؛ وفقاً للأعراف الخليجية.

ولا تعد الحملة الأولى من نوعها؛ حيث شهدت المملكة خلال الأعوام الأخيرة، سلسلة من الحملات المشابهة، بعضها اتسمت بالطابع العشائري، في مجتمع تحتل القبلية مكانة رئيسية فيه، وبعضها الآخر أكاديمي، ناهيك عن الدعوات التي تتبناها جهات إعلامية بين الحين والآخر.

وتعاني المملكة من انتشار ظاهرة العنوسة في ظل عزوف الكثير من الشباب السعودي عن الزواج بمواطنات وارتفاع المهور ليصل تعداد الفتيات اللاتي تجاوزن سن الزواج إلى أكثر من 1.5 فتاة، وفقًا لإحصائيات رسمية.

وكانت إحصائية سعودية رسمية سابقة، عرفت الفتاة العانس بأنها من تجاوزت 32 عاما دون أن تتزوج وبالرغم من أن عمر الـ 30 عاما يعد عمرًا مناسبًا للزواج لدى فتيات دول أخرى، إلا أنه في السعودية وبعض دول مجلس التعاون الخليجي المجاورة، يعد مؤشرًا خطرًا لانعدام فرص الزواج.

وفي ظل الإحصائيات العالمية لنسبة العنوسة، ترتفع أصوات باحثين سعوديين، لمواجهة الظاهرة والحد منها، عبر نشر التوعية وتسليط الضوء على مخاطرها، وتنمية المجتمع ثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا.

وسبق أن أطلقت جهات خيرية، دعوات لتشكيل جمعيات خاصة بالنساء العوانس، تهتم بمشكلاتهن وتبحث الحلول المناسبة لأوضاعهن الأسرية.

وأطلقت جامعة الملك عبد العزيز في جدة، غرب المملكة، في سبتمبر/أيلول 2012، مشروعًا يهدف إلى تيسير الزواج في أوساط طلابها وطالباتها.

وتلقي بعض الدراسات الاجتماعية، اللوم في انتشار العنوسة على طريقة تفكير نسبة مرتفعة من الفتيات السعوديات، اللاتي يتصورن أن الزوج الثري هو مفتاح السعادة والرفاهية والمباهاة بين قريناتها، فالسعادة في نظرهن هي في كثرة الخدم والبيت الكبير والسيارات الجديدة، ويغذي هذا الإحساس الشعور بالتفوق والاختلاف عن الأخريات.

الزواج المبكر

ويرى اختصاصيون اجتماعيون أن مكافحة الظاهرة يجب أن تتم بالتعاون بين الحكومة والجهات الأهلية والتربوية والدينية، لحث الشباب والشابات على الزواج المبكر، وتوعية الأهالي بضرورة تخفيض المهور.

وكانت دراسة سعودية أكدت في أواخر عام 2015، أن عدد الفتيات العوانس في المملكة يبلغ 4 ملايين فتاة عام 2015، بعدما كان مليون ونصف المليون فتاة عام 2010، إلا أن النسبة استمرت في التزايد خلال الآونة الأخيرة، محذرة من ارتفاع كبير في نسبة العنوسة في المملكة بوجه عام، والمدينة المنورة على وجه الخصوص.

وبحسب الهيئة العامة للإحصاء السعودية، فإن نسبة العنوسة بين السعوديات بلغت عام 2016، 10.07%، أي أنه من بين كل 10 إناث بلغن 15 سنة وأكثر، هناك واحدة يمكن أن توصف أنها بلغت سن العنوسة، مشيرة إلى أن عدد السعوديات المصنفات عوانس يبلغ 227.860 أنثى سعودية تجاوزت عمر 32 سنة ولم تتزوج أبدًا في حياتها.

ويشهد المجتمع السعودي عاماً بعد عام ارتفاع مهور الزواج، علاوة على تكاليف المراسم والاحتفالات، وهو ما يتسبب في عنوسة كثير من الفتيات.

الأمر الذي دفع مشايخ في محافظة صامطة إلى توقيع ما وصفوه بالـ«وثيقة»، التي تقضي بالالتزام بأن يكون مهر «الفتاة البكر» 50 ألف ريال كحد أعلى، و30 ألفًا للـ«ثيب»، وأن ترفع الوثيقة إلى أمير منطقة جازان الأمير «محمد بن ناصر» لاعتمادها.

 

المصدر | الخليج الجديد + إرم نيوز

  كلمات مفتاحية

السعودية العنوسة ارتفاع المهور