«البصارطة» ليست الأولى.. قرى مصرية تحت حصار الأمن

السبت 8 أبريل 2017 06:04 ص

«البصارطة» ليست أول القرى التي تحاصرها القوات المصرية، بحثا عن معارضين، أو وقفا لحراك، لينتهي هذا الحصار الذي قد يمتد لأيام أو أشهر، باقتحامات ومداهمات للمنازل بشكل عشوائي دون سابق إنذار، والتنكيل بالأهالي، واعتقالات عشوائية بالعشرات، وتصفية لآخرين.

الحصار الذي تشهده قرية البصارطة بمحافظة دمياط (دلتا النيل/ شمال)، ليس الأول للقرية، بل سبق أن حاصرتها قوات الأمن من قبل أكثر من مرة.

سياسة حصار القرى، سياسة اتخذتها السلطات المصرية بعد انقلاب 3 يوليو/ تموز 2013، وشملت حتى الآن قرى مختلفة في عدد من المحافظات.

دلجا

قرية «دلجا» في محافظة المنيا (جنوب)، كانت اول القرى التي استخدمت قوات الشرطة معها سياسة الحصار، وذلك في سبتمبر/ أيلول 2013، وذلك لعدة أيام تحت زعم البحث عن قيادات الجماعة الإسلامية.

وأقامت الشرطة حينها، طوقًا أمنيًا على القرية، بفرض حظر التجوال، وتفتيش كل وافد وخارج إليها ومنها، واعتقال ما يزيد عن مئتي مواطن عشوائيًا.

ورغم فرض قوات الأمن لحالة حظر التجوال بالقرية واعتقال العشرات بشكل عشوائي، إلا أن سكان القرية واصلوا الخروج في مظاهرات مناهضة للنظام بشكل مستمر.

كما أُصيب العشرات جراء إطلاق نار وغاز كثيف أثناء مداهمة المنازل، ومُنعت صلاة الجمعة، بالإضافة إلى تحليق الطائرات العسكرية في سماء القرية، لإرهاب الأهالي، وإثنائهم عن التظاهر.

نتيجة لذلك تحولت قرية دلجا، لرمز من رموز الصمود والتحدي، وذلك عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي أثنى فيها الشباب على القرية وصمود سكانها.

كرداسة

قرية كرداسة بمحافظة الجيزة (غربي القاهرة)، هي الأخرى، كانت من القرى التي شهدت حصارا مبكرا، عقب الانقلاب، في سبتمبر/ أيلول 2013، قبل أن يعاد حصارها مرة أخرى في يناير/ كانون الثاني 2015، ومرة ثالثة في مارس/ آذار 2015.

وفي المرتين، قامت قوات الأمن والجيش بمحاصرتها من جميع الاتجاهات بحجة تطهير القرية من «البؤر الإرهابية والإجرامية».

وعقب حصار خانق، قامت القوات بعملية اقتحام بمجنزرات عسكرية وطائرات هيليكوبتر.

كرداسة، تعد من أبرز القرى التي شهدت مظاهرات مستمرة مناهضة للنظام للانقلاب، وتشهد بتغطية واسعة على عدد من القنوات الفضائية.

عملية الاقتحام الأولى، أسفرت عن مقتل اللواء «نبيل فراج» مساعد مدير أمن الجيزة، والقبض على أكثر من 40 شخصًا.

منذ ذلك اليوم استمر حصار القرية لفترة تجاوزت الثلاثة أشهر، شملت اعتقال المئات من أهالي القرية ومعاملة سيئة للسكان.

رغم ذلك فإن القرية ظلت تخرج في مظاهرات مناهضة للنظام طول فترة الحصار الخانق.

كما تعرضت القرية لعملية حصار ومداهمة أخرى، في 27 يناير/ كانون الثاني 2015، أسفرت عن اعتقال العشرات.

ناهيا

وليس بعيدا عن كرداسة، جاء حصار قرية ناهيا المتاخمة لها، لتتشارك معها في الحصار والاقتحام.

فكما هو الحال من الحصار والاقتحام في سبتمبر/ أيلول 2013 ويناير/ كانون الثاني 2015، جاء حصار واقتحام ناهيا في مارس/ آذار 2015، عندما اقتحمت قوة أمنية القرية بما يزيد عن 35 مدرعة شرطة وعدد من الكلاب البوليسية، وأطلقت القوة الغاز المسيل للدموع على الأهالي، واقتحمت عشرات المنازل مشهرة السلاح في وجه ساكنيها.

وحينها اعتقلت السلطات نحو 10 مواطنين، كما قامت بتصفية المواطن «سيد شعراوي» داخل منزله بقرية ناهيا بعد إطلاق 13 رصاصة حية عليه في فراش نومه، وقامت بسرقة جثمانه لإجبار أسرته على التوقيع بانتحاره.

البصارطة

قرية البصارطة بمحافظة دمياط (دلتال النيل/ شمال)، أحدى القرى التي شهدت حصارا لعدة مرات، بدأت في سبتمبر/ أيلول 2013، حينما قامت قوات الأمن بمحاصرة القرية لمدة يومين، واعتقلت اثنين من السكان.

صاحب عملية الحصار، على القرية حينها، انقطاع تام للتيار الكهربائي في القرية.

وجاءت المرة الثانية في مايو/ أيار 2015، حينما شهدت القرية حصارا خانقا، واقتحامات عنيفة أوقع أكثر من 7 قتلى من المعارضين، بالإضافة إلى مقتل خفير نظامي بطلقٍ ناري، واعتقال وإصابة العشرات من الأهالي.

وخلال الحصار، منع الطلاب من الخروج للامتحانات بجميع مدارس القرية، والموظفون من الذهاب لأعمالهم.

المرة ثالثة، ما وقع في مارس/آذار 2016، بعد اشتعال النار في منازل عدد من المطلوبين على خلفية قضايا سياسية تتعلق بتهم التظاهر الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين.

واتهم وقتها سكان «البصارطة» قوات الأمن بحرق المنازل، ومنع السكان من إطفاء الحرائق، واقتحام منازل ذوي المحبوسين على خلفية قضايا سياسية وتكسير محتوياتها.

ومجددا، في سبتمبر/ أيلول 2016، اقتحمت الداخلية، القرية، مرة أخرى بعد حصار كافة مداخلها ومخارجها، واقتحمت العديد من الشقق السكنية، وكسرت محتوياتها وأطلقت الرصاص في القرية، وأحرقت العديد من المنازل.

كذلك، في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، اقتحمت قوات الداخلية القرية بمساندة من مدرعات وسيارات الجيش، وفرضت حظراً للتجول في شوارع القرية، وفتشت المارة، وأطلقت الرصاص في سماء القرية، وتكرر إحراق عدد من منازل المطلوبين والمعارضين.

المرة السادسة، هي ما تشهده القرية منذ مارس/ آذار 2017، حيث تشارك في عملية الحصار التي تدخل أسبوعها الثاني على التوالي، أعداد كبيرة من قوات الأمن، مدعومة بسيارات ومدرعات وناقلات جند تابعة للشرطة، تحاصر جميع مداخل ومخارج القرية، وتنفذ من آن لآخر عمليات مداهمة واقتحام للمنازل، وسط حالة من الرعب تسيطر على سكان القرية البالغ عددهم نحو 10 آلاف نسمة.

وكانت منظمة «هيومن رايتس مونيتور»، طالبت العام قبل الماضي، المجتمع الدولي بالتدخل والوقوف على جرائم وانتهاكات قوات الأمن المصرية والتي ارتكبتها في قرية «البصارطة».

الخياطة

وليس بعيدا عن البصارطة، تأتي قرية الخياطة (دلتا النيل/ شمال)، حيث اقتحمتها قوات الأمن في 26 فبراير/ شباط 2015، وقامت بمداهمة نحو 30 منزلًا، بينهم منازل لأعضاء برلمانيين سابقين، وحُطمت جل محتويات تلك المنازل.

ولم يقتصر الأمر على تحطيم ممتلكات الأهالي الشخصية وترويعهم فحسب، بل قامت القوات بإضرام النيران في عدة منازل، ومنعت كذلك أي مواطن من التدخل لإخمادها.

وقامت الحملة ذاتها بالتوسع إلى قرية "طبل" المجاورة للخياطة التابعتين لمركز دمياط، وتم اعتقال العشرات حينها وتحطيم منازل ومقار عمل عدد ليس بالقليل من أهالي القريتين حينها، وذلك تحت ذريعة بحث رجال الأمن عن قاتل خفير نظامي، رغم تأكيدات شهود العيان أنه قتل على يد مسجل خطر.

وسبق أن شهدت ذات القرية، اقتحاما في يوليو/ تموز 2014، بواسطة قوة أمنية مكثفة من الشرطة والجيش، حيث فرضت القوة الأمنية سيطرتها على مداخل ومخارج القرية التي تحولت لثكنة عسكرية، إبان الاقتحام الذي أسفر عن اعتقال العشرات بسبب خروج تظاهرات معارضة للنظام العسكري.

واقتُحمت كذلك في أبريل/ نيسان 2014، بعد اعتداء الشرطة على تشييع جنازة أحد قتلى القرية برصاص الأمن، وحوصرت من اتجاه دمياط وعزبة البرج، منع وقتها أي مواطن من دخول القرية أو الخروج منها، حيث يحدها من الجانبين الآخرين غير المحاصرين نهر النيل وبحيرة المنزلة، كما انقطع التيار الكهربي عنها لساعات إحكامًا للحصار.

الميمون

قرية الميمون في بني سويف (جنوب)، هو الأشهر بين قرى المحافظة، خاصة أنه استمر لأكثر من 3 شهور، حين بدأ في فبراير/ شباط 2015، عقب اقتحام لقوات الأمن لفض تظاهرة بأكثر من 50 مدرعة تابعة للجيش والشرطة.

بدأ الحصار بفض التظاهرة بطلقات الخرطوش، وقنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص الحي، وإصابة أكثر من 15 من الأهالي، تلاها إقامة سرادق وتعليق أنوار لإقامة رجال الشرطة وقوات الجيش الأمر الذي مهد لاستمرار الحصار كل هذه الفترة.

أسفرت أيام الحصار الـ79 عن اعتقال ما يزيد عن 150 من أهالي القرية ومداهمة قرابة 100 منزل، حُطمت كامل محتوياتهم، وتوقفت حركة البيع والشراء بالقرية بسبب إغلاق المحال التجارية والمطاعم والمخابز، بالإضافة إلى إحراق عشرات الأفدنة من المحاصيل الزراعية، وسرقة آلاف الجنيهات، وعشرات الجرامات من ذهب نساء القرية، وفرض حظر التجوال من الـ10 مساءً حتى الـ7 من صباح اليوم التالي، وتفتيش كامل لكل من يخرج ويدخل من وإلى القرية.

بالإضافة إلى تحليق الطائرات الحربية في سماء القرية، ومحاصرة الزوارق البحرية لها من جهة النيل، وزيارة عدد من القيادات الأمنية بين فترة وآخرى، وكذلك وصول التعزيزات الأمنية للقوة المحاصرة، ورغم الحصار البري والجوي والبحري المفروض على القرية؛ إلا أن خروج شباب وأهالي القرية في التظاهرات والوقفات الاحتجاجية المناهضة للنظام استمر، رغم الحصار المضروب عليها من القوات الأمنية.

قرى أشمنت وبني حدير، المجاورتان للميمون لم تسلما كذلك من الاقتحامات التي تكررت مرارًا، خاصةً مع استمرار الحصار الحالي المفروض على جارتهما الميمون، التي اُقتحمت مراتٍ عديدة في ديسمبر/ كانون الأول 2014 فرض خلالها طوقًا أمنيًا، سبقها حصار آخر مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني من ذات العام، أسفر عن مقتل شخص وإصابة 3 آخرين من الأهالي.

وكذلك اقتحمت القريتان بعشرات الجنود والمدرعات في يوليو/ تموز وأبريل/ نيسان 2014، أسفر الاقتحام عن اعتقال وإصابة العشرات.

أويش الحجر

قرية أويش الحجر نمحافظة الدقهلية (دلتا النيل/ شمال)، تعرضت هي الأخرى لعمليات حصار ومداهمة بشكل يكاد يكون دوريًا.

في أغسطس/ آب 2014، حاصرت قوات الأمن المصرية القرية بواسطة 3 تشكيلات أمن مركزي، وقامت باعتقال 5 أشخاص، وذلك في أعقاب مظاهرات رافضة للنظام.

وفي 2 يناير/ كانون الثاني 2015، قامت قوات الأمن بمحاصرة القرية مجددا بأكثر من 50 بوكس شرطة، و5 مدرعات و5 عربات أمن مركزي بالإضافة لمروحيات.

وقامت حينها قوات الأمن باعتقال 8 سيدات و5 أطفال.

شرابيل

وبالقرب منها، تأتي قرية شرابيل بمحافظة الغربية (دلتا النيل/ شمال)، حينما حاصرتها قوات الأمن في فبراير/ شباط 2015، وأطلقت الرصاص الحي في الهواء، واعتقلت 4 أشخاص.

الحصار والمداهمة جاءا نتيجة اشتباكات اندلعت بين أهالي القرية، وقوات الأمن؛ لإصرار الأمن على إنشاء برج كهربائي على أرض زراعية، وذلك بعدما أسقطت الرياح الشديدة البرج الكهربائي الرئيسي بالقرية؛ مما أدى لانقطاع الكهرباء.

قرى الفيوم

كما جاءت قرى دار السلام ودفنو في محافظة الفيوم (وسط البلاد)، نصيب الأسد في اقتحامات الأمن للمحافظة، حيث اقتحمت ما يزيد عن 60 سيارة ومدرعة تابعة للشرطة ومئات الجنود قرية دار السلام، التابعة لمركز الطامية، في ديسمبر/ كانون الثاني 2014.

وحاصرت القوات مداخل ومخارج القرية، فيما انتشرت البوكسات بالشوارع، واعتقلت عددًا من الأهالي، كما طاردت عددًا آخر منهم في الأراضي الزراعية، وأغلقت مسجد القرية.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2014، اقتحمت 100 سيارة ومدرعة شرطة قرية دفنو التابعة لمركز إطسا، واعتقلت ما يزيد عن 17 مواطنًا، فيما اقتحمت 30 منزلًا، كما فرضت حظر التجوال على الأهالي، ومنعت أداء شعائر صلاة الجمعة بمساجد القرية، واستمرت حالة المداهمات الأمنية على قرى المحافظة مرات عديدة، حتى عاودت حصار عدد من قرى ومراكز المحافظة في 10 من أبريل/ نيسان 2015.

وخلال الحصار، فُرض حظر التجوال على الأهالي، وطُوقت قرى المحافظة بعشرات المدرعات وسيارات الشرطة، حيث تم اقتحام منازل أهالي قرية مطرطاس، التابعة لمركز سنورس، واستمرت في حصارها للقرية 5 أيام، روعت خلالها أطفال المدارس باقتحامها.

كما داهمت القوات الأسواق والمحال التجارية، في 15 أبريل/ نيسان من نفس الشهر، دوهمت قرية دار السلام واعتقال 8 أطفال قصّر، على خلفية خروج تظاهرات معارضة للانقلاب، كما أغلقت القوات كافة مداخل ومخارج القرية.

العتامنة

وفي أقصى جنوب البلاد، جاءت قرية العتامنة بمحافظة سوهاج، حينما حاصرتها قوات الأمن في أكتوبر/ تشرين الأول 2013، حينما اقتحمت قرابة 15 سيارة ومدرعة شرطة وجيش القرية، وحاصرها عدد من اللانشات العسكرية من جهة النيل.

وخلال الحصار، داهمت القوات نحو 50 منزلًا وحرقت أكثر من 15 منزلًا منها، كما قتلت اثنين من الأهالي، فيما كان يعيش مواطنو القرية تحت وابل من الرصاص بشكل يومي، لاتهامهم بتفجير قسم شرطة.

  كلمات مفتاحية

حصار اقتحام مصر الانقلاب البصارطة دلجا كرداسة ناهيا الميمون الأمن

الداخلية المصرية تعلن تصفية معارض محكوم بالإعدام في قضية كرداسة

«هيومن رايتس مونيتور» تستنكر انتهاكات الأمن المصري بقرية البصارطة بدمياط