«فورين أفيرز»: «الدولة الإسلامية» يمضي قدما بكسب الحرب الإلكترونية

الأحد 9 أبريل 2017 04:04 ص

أفاد تقرير صحفي أن تنظيم «الدولة الإسلامية» يمضي قدما بكسب الحرب في الإعلام الاجتماعي بما يملكه من علامة تجارية مميزة وقدرة على نشر المعلومات وتحديد الأجندة.

فمن «تويتر» إلى «تليغرام» يواصل أنصار تنظيم «الدولة الإسلامية» والمتعاطفون معه مرابطتهم في منصات التواصل الاجتماعي حول العالم. وبينما توجد منافذ بعيدة الأثر وتتمتع بقدر من الشفافية، هناك البعض الآخر منها يبقى منعزلا ومحميا، مما يجعل من العسير على الحكومات والشركات الخاصة كبح ما ينطوي عليه تنظيم الدولة من تهديد على الإنترنت.

وتقول مجلة (فورين أفيرز) الأمريكية في مقال بعددها الأخير إنه من أجل الشروع في التصدي لهذا الخطر الإلكتروني لا بد من فهم العوامل الخارجية التي شكلت الاستراتيجية التي ينتهجها تنظيم الدولة الإسلامية في وسائل التواصل.

فعلى المستوى الاستراتيجي، يربح التنظيم الحرب على مواقع التواصل الاجتماعي، فقد أضحت منصاته الإلكترونية بعد كل هجوم عنيف يشنه مقصدا مألوفا لخبراء مكافحة الإرهاب حيث يبحثون عن البيانات الصحفية من موقع وكالة أعماق للأنباء، لسان حال التنظيم.

وقد حققت محاولات «تويتر» لتفكيك وجود تنظيم الدولة الإسلامية على المواقع التابعة له نتائج متباينة، فقد أغلق تويتر 360 ألف حساب منذ منتصف عام 2015 لانتهاكها سياسات الموقع، لكن المتعاطفين مع هذه الجماعة المسلحة ظلوا يواصلون إنشاء حسابات جديدة لهم كل يوم.

وتابع المقال أنه «حتى فيسبوك وجوجل أطلقا حملات دعاية مضادة بدرجات نجاح متفاوتة. وناشدت الحكومة الأميركية من جانبها شركات التكنولوجيا والتسلية لمساعدتها في حربها ضد الإرهاب، خاصة عبر رسائل الدعاية المضادة والتطبيق الصارم لشروط الخدمة».

وبعد أن شعر مؤيدو التنظيم بأنهم باتوا عرضة لنزوات وتقلبات شركات الإعلام الاجتماعي وتغييرها للوائح، أطلقوا في مارس/آذار 2015 موقعا إلكترونيا سموه (خلافة بوك) بديلا لأتباعهم المحظورين من المنصات التقليدية. غير أن هذا الموقع، الذي اعتمد على نطاق اشتروه من شركة غربية، ما لبث أن تم إغلاقه عقب إطلاقه بوقت قصير.

وللتحايل على مثل هذه الإغلاقات وتفاديا للرقابة الأمنية، بدأ أنصار التنظيم يتنقلون بين المنصات. كما اعتمد التنظيم استراتيجية أخرى بإنشاء حسابات متعددة كضمان ضد الإغلاق.

واعتبرت مجلة «فورين أفيرز» أن توغل تنظيم الدولة الإسلامية في عمق الفضاء الرقمي يشكل عقبة كؤودا أمام الساعين لتحديه، ومن ثم فقد آن الأوان لإعادة صياغة استراتيجية مكافحة أساليب تنظيم الدولة للدعاية على مواقع التواصل الاجتماعي.

إن اتباع إجراءات أكثر ذكاء وتفصيلا بشأن البث المباشر للمنتجات الإعلامية -كتضمين المواد داخل المحتوى الرقمي- يُعد أمرا ضروريا.

وقد نجحت المحاولات السابقة لتقييد حركة تنظيم الدولة على الإنترنت في تشتيت قدراته ونشاطاته في الفضاء الرقمي مما جعله أقل تنظيما لكنه صعب الرصد والمتابعة.

واقترحت المجلة أنه بدلا من إجبار أنصار التنظيم على التنقل من منصة إلكترونية إلى أخرى، لا بد من استشراف وسائل لتطويقه حيثما وجد بإقامة توازن بين النظم واللوائح والرقابة والطرد وبث معلومات مضادة.

وإذا استطاع المتعاطفون مع التنظيم إبداء مرونة وبراعة وانتهازية على شبكة الإنترنت، فإن على صناع السياسة والمسؤولين في أجهزة إنفاذ القانون وشركات تكنولوجيا الإعلام أن يحذو حذوهم.

المصدر | الجزيرة+ الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية داعش الحرب الإلكترونية خلافة بوك فيسبوك تويتر