مصر.. إغلاق 5 صفحات على «فيسبوك» واعتقال 10 من مدرائها

الأربعاء 12 أبريل 2017 05:04 ص

ألقت قوات الشرطة المصرية القبض على 10 من مسؤولي صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بينهم اثنان من مدراء صفحة «تحت الأرض» بتهمة التورط والتحريض على العنف، ومن بينها حادثي التفجير اللذين استهدفا كنيستي مارجرجس في مدينة طنطا، والمرقسية في الإسكندرية.

وفي بيان لوزارة الداخلية، نقلته صحف محلية، قال إن الأجهزة الأمنية تمكنت من السيطرة على 5 حسابات لنشر القائمين عليها مشاركات تحريضية لإرتكاب أعمال تخريبية ضد المؤسسات والمواطنين على مواقع التواصل الإجتماعي.

وأضافت: «تم ضبط 10 متهمين لارتكابهم عدد من وقائع الإبتزاز المادى والنصب على المواطنين بعدد من مديريات الأمن عبر شبكة المعلومات الدولية (الإنترنت)، وتم إتخاذ الإجراءات القانونية حيال تلك الوقائع»

وتعد صفحة «تحت الأرض» إحدى الصحف التي ظهرت على موقع التواصل الاجتماعي مؤخرا، وتعبر عن من يعرفون بـ«عبدة الشيطان»، وكانت أثارت جدلاً واسعا بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تنبأت بحدوث تفجيرات في مصر الأسبوع الماضي، باستخدام تعبيرات تتعلق بالسحر والعقاب الذي سيناله من لم يعترف بهم.

الصفحة نشرت قبل أحداث التفجيرات بيوم واحد ما نصه التالي: «الخادم رقم 9 تحقير وتفجير سينال منكم جميعا».

ثم عادت ونشرت بعد أحداث التفجيرات التي شهدتها الكنيستان: «أبدأ الإشارة، الخادم رقم 9.. تحقير وتفجير.. نراكم في شمال البحر المتوسط، أرض المدخل والمفترق الطرقي بيننا وبينكم، صليب محروق من النهر في بابل إلى نهر الشمال».

تدوينتا الصفحة، فسره مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي، بأن رقم 9 يشير، إلى الأحد 9 إبريل/ نيسان الجاري الذي شهد التفجيرات، والصليب المحروق إلى الكنائس».

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل نشرت الصفحة تهديدات، بمزيد من التفجيرات جاء نصها كالتالي: «صليب محترق وهلال مكسور.. نملك الأرض ونحكمكم، سيحدث عدة تحذيرات أخرى، لن ينفك عنكم الأذى، إلى أن تنضموا لأبناء النار، أنتم ملكنا منذ نشأة الأرض».

وتابعت الصفحة: «بعد ما حدث من الخادم 9 يوم 9، ترقبوا الخادم 18 يوم 18 سوف يثبت مكانته»، ما اعتبرته الأجهزة الأمنية، أن الصفحة أعلنت مسؤوليتها، الاثنين الماضي، عن حادث تفجير كنيستي طنطا والإسكندرية بطريقة مشفرة ونشرت أخبارًا على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تفيد بأنها تخطط لوقوع تفجيرات جديدة في أنحاء الجمهورية.

يأتي ذلك، في الوقت الذي كشف نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مفاجأة عن «محمد داوود»، أحد المقبوض عليهم لعلاقتهم بصفحة «تحت الأرض»، مشيرين إلى أن ثمة تشابه أسماء أوقع بالشاب.

ونشر «محمود هشام»، قصة «داوود» التي أعاد نشرها العديد من النشطاء الحقوقيين قال فيها: «محمد داوود الشهير بديفيد، شاب عنده 25 سنة مكافح زيه زى أى شاب».

وأضاف: «من سنتين بالظبط داوود فتح جاليرى في المحلة وكان اسم الجاليرى (تحت الأرض) وكان له بيدج على فيسبوك بيسوق من خلاله منتجاته اللى بيبيعها.. النهاردة  قوات الأمن في المحلة الكبرى قبضت على داوود على خلفية إنه له علاقه بالصفحة الشهيرة واللى ظهر بعد انفجار طنطا والإسكندرية واتهموه بالتفجير».

وتابع: «ياريت أى حد من الناس اللى تعرف داوود خصوصا المحلاوية يتكلموا عنه وكتير أوى كمان لأن لو متكلمناش عنه ممكن يلبس حاجة مش بتاعته».

والأحد الماضي، سقط نحو 55 قتيلا وأصيب أكثر من 125 آخرين في انفجارين، وقع أولهما في كنيسة بطنطا وسط الدلتا، والثاني أمام كنيسة بالأسكندرية ثانية كبرى المدن المصرية بعد العاصمة القاهرة، فيما أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤوليته عن التفجيرين.

وجاء هذان التفجيران بالتزامن مع عيد للمسيحيين يسمى «أحد الشعانين»، رغم أن السلطات تفرض في مثل هذه الأعياد إجراءات أمنية مشددة خاصة في محيط الكنائس.

وأعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» مسؤوليته عن الهجومين، وقال في بيان إن اثنين من أفراده نفذا تفجيري الكنيستين بسترتين ناسفتين، وتوعد المسيحيين بمزيد من الهجمات، وقال إن منفذ تفجير كنيسة طنطا اسمه «أبو إسحاق المصري»، أما مفجر كنيسة الإسكندرية فهو «أبو البراء المصري».

في أعقاب ذلك، وافق مجلس الوزراء المصري على فرض حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر اعتبارا من أول أمس الاثنين، بعد أن أعلن ذلك الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» خلال ترؤسه اجتماعا لمجلس الدفاع الوطني الذي يضم رئيس مجلس النواب ورئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الخارجية ورئيس أركان القوات المسلحة وقادة أفرعها.

وتعد هذه المرة الأولى التي تطبق فيها مصر حالة الطوارئ منذ أعمال العنف التي وقعت في البلاد خلال عام 2013، إبان الانقلاب الذي قاده وزير الدفاع آنذاك «عبدالفتاح السيسي» ضد الرئيس «محمد مرسي».

وتوسع حالة الطوارئ سلطة جهاز الشرطة في توقيف المشتبه بهم ومراقبة المواطنين وتحد من الحريات العامة في المجتمع، وقد عاش المجتمع المصري في ظل حالة الطوارئ طوال فترة حكم الرئيس المخلوع «حسني مبارك» قبل أن ترفع خلال العام 2012.

يذكر أن هذين التفجيرين اللذين استهدفا الأقباط في مصر يأتيان قبل نحو أسبوعين من زيارة بابا الفاتيكان البابا «فرانسيس» لها، المقررة يومي 28 و29 أبريل/نيسان الجاري، وهي الزيارة الأولى من نوعها منذ عام 2000 عندما زار البابا «يوحنا بولس» الثاني القاهرة.

  كلمات مفتاحية

تفجير تحت الأرض مصر فيسبوك الدولة الإسلامية الأقباط

برلمانيون مصريون يطالبون باستبدال «فيسبوك» بموقع محلي