سياسيون ومفكرون ونشطاء: استفتاء تركيا انتصار للشعب ورسالة للدكتاتوريات العربية

الاثنين 17 أبريل 2017 05:04 ص

أشاد سياسيون ومفكرون ونشطاء عرب بنتائج الاستفتاء التركي على التعديلات الدستورية، والتي أسفرت بحسب نتائج نهائية غير رسمية إلى تحول البلاد للنظام الرئاسي.

وفي تغريدات وتديونات على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتبر النشطاء، نتيجة الاستفتاء، انتصارا لتركيا قيادة وشعبا، مقدمين التهنئة للرئيس «رجب طيب أردوغان».

ولفت المفكرون والسياسيون، إلى أن نتيجة الاستفتاء، رسالة واضحة لمعني الديمقراطية الغائبة عن البلدان العربية.

وكان وسم «استفتاء تركيا»، قد تصدر قائمة الوسوم الأكثر تداولا في عدد من الدول العربية، أمس، تزامنا مع إجراء الاستفتاء.

تهاني

البداية مع المفكر الموريتاني وأستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة حمَد بن خليفة في قطر «محمد مختار الشنقيطي»، الذي قال في تغريدة عبر موقع «تويتر»: «انتصرت في تركيا الليلة إرادة الاستقلال والبناء والحرية على روح التبعية والدونية والاستبداد.. ألف مبروك للشعب التركي وكل الشعوب الإسلامية».

وأضاف: بعد إقرار التعديلات الدستورية في استفتاءتركيا: بيوت العزاء مفتوحة في جميع أرجاء القارة الأوربية العجوز، وعمائم السوء في إيران يلطمون».

وتابع «علي محيي الدين القره داغي»، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في تغريدة عبر «تويتر»: «نبارك للشعب التركي اختياره وندعو الله أن يوفق تركيا حكومةً وشعباً لما فيه خير الأمة الإسلامية، وأن يحفظها من كيد الأعداء بالداخل والخارج».

فيما قال «عزت الرشق» القيادي في حركة «حماس»، إن تركيا حققت انتصارا جديدا وخطوة على طريق التقدم.

وكتب «الرشق»، في تغريدة على حسابه بموقع «تويتر»: «نهنىء تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان ورئيس حكومتها بن علي يلدريم وقيادة أحزابها السياسية بعد نجاحهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية».

كما هنأ السياسي المصري البارز «أيمن نور» زعيم حزب «غد الثورة» (ليبرالي)، الشعب التركي بنتيجة الاستفتاء الشعبي، مؤكداً أن «الشباب أكثر المستفيدين من هذا اليوم».

وأضاف: «نتيجة مشرفة في دولة ديمقراطية فيها التعدد والرأي والرأي الآخر أن تكون الموافقة (حوالي) 51% (في الاستفتاء على التعديلات الدستورية). رقم يدعو للفخر وليس العكس».

فيما أكد المحامي الدولي «محمود رفعت»، أن «الشعب التركي أصبح يمتلك وعيًا جعله لا يوقع على بياض مثل آخرين»، وأضاف في تغريدة بموقع «تويتر»: «قد نختلف أو نتفق على أدوغان وأنا شخصيا أختلف مع كثر من توجهاته، لكن لا يمكن إنكار إنجازات الرجل لشعبه وبلده تركيا التي وضعها بين الكبار».

وأضاف رئيس حزب «الأمة» الكويتي «حاكم المطيري»، عبر حسابه بـ«تويتر»: «انتزع الشعب التركي سيادته مرتين خلال سنة بالثورة ضد الانقلاب العسكري المدعوم غربيًا ثم انتزعها مرة أخرى بالاستفتاء المرفوض غربيًا».

بينما علّق الإعلامي الجزائري «أنور مالك»، على النتيجة بالقول: «استفتاء تركيا يعطي درسًا مفاده أن الدول التي تريد حجز مكانة لها بالعالم يجب أن تحترم نفسها ويبلغ الاحترام منتهاه لما يكون للشعب قيمته وكلمته».

وتابع «مهنا الحبيل» مدير مكتب دراسات الشرق الإسلامي بإسطنبول: «بفارق ضئيل عبَرَ النظام الرئاسي لتركيا بعد انقسام التصويت ورسائله، ندعو بإخلاص أن يحفظ الله تركيا وأن تتوحد الأسرة الوطنية لمستقبل نهضتها».

بينما أشار الإعلامي العراقي «عامر الكبيسي»، إلى نتيجة الاستفتاء قائلا: «الديمقراطية في أبهى صورها على الإطلاق تتجلى في تركيا، نسبة التصويت من الشعب التركي بـ نعم أو لا. غير مسبوقة في العالم الديمقراطي الغربي أبدًا».

فيما لفت الأكاديمي السعودي «عبد الله الغذامي» أستاذ النقد والنظرية بكلية الآداب في جامعة الملك سعود بالرياض، إلى أن «استفتاء تركيا يشير إلى تلاحم عميق في الجبهة الداخلية.. ذاك مكسب لنا في حليف قوي متماسك وموقف تركيا معنا جوهري في هذه المرحلة».

مقارنة

أما الإعلامي السوري الدكتور «فيصل القاسم» فعقد مقارنة بين «أردوغان» ورئيس النظام السوري «بشار الأسد»، حين كتب: «نحن الحمد لله في سوريا، روسيا أراحتنا من التصويت على الدستور، هي وضعته لنا وهي ستفرضه علينا، والحيوان الرئيس بتاعنا مثل الأطرش بالزفة».

وأضاف: «الشعب العربي ينظر بحسرة إلى استفتاء تركيا ويتساءل.. لماذا في العالم العربي لا يسمحون لنا بالتصويت بحرية إلا في عرب أيدول؟».

وتابع: «رئيس يفوز باستفتاء تاريخي لتعديل الدستور، وفي سوريا رئيس يضع له الروسي دستوره، هذا هو الفرق بين الرئيس الإنسان والحيوان».

وتساءل الناشط «عيد السويدي الشمري»: «المشككون في استفتاء تركيا ومن يقول أن أردوغان فاز بصعوبة.. هل كانوا يتوقعون نتيجة تسعينية كالاستفتاءات العربية بخلاف هذه النتيجة الديمقراطية؟».

واتفق معه الإعلامي السعودي «خالد المهاوش»، حين غرد بالقول: «أعذر البعض لأنه متعود على نسبة 99.99% ولم يتعود على نسبة 51%.. هذه هي قمة الديمقراطية».

أما الكاتب الفلسطيني والباحث في الشأن التركي «سعيد الحاج»، فعلق على حسم نتيجة الاستفتاء بالقول: «أثبتت شركات استطلاع الرأي التركية - في عمومها - مرة أخرى فشلها في توقع النتائج».

بينما غرد الكاتب القطري «جابر الحرمي»، قائلا: «انتصرت تركيا وفشل الغرب والمتآمرون عليها .. تنتقل للنظام الرئاسي بعد نحو 95 عامًا من النظام البرلماني».

أما رئيس المكتب السياسي لحزب «الأمة» الكويتي «أرشيد الظريان»، فعلق على نتيجة الاستفتاء بالقول: «استفتاء تركيا سيلهم الشعوب العربية للتخلص من الأنظمة الدكتاتورية للوصول للحكومات المنتخبة».

وأضافت الأكاديمية «فاطمة الوحش»: «أردوغان يصدم العالم بتركيا بانتزاع حرية وإرادة بلاده.. والعربان يحركون الخيانة والقتل والإجرام نحونا.. الفرق كبير وشاسع لهذا يكرهونك يا أردوغان».

وتساءل «عبد الله الشايجي» أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت، عبر حسابه بموقع «تويتر»: «الأ يخجل من يعيشون في ديمقراطيات وراثية وأنظمة قمعية بانتقادهم لاستفتاء تركيا؟!».

وأضاف: «شعب يقرر عبر صناديق استفتاء مستقبلهم -وليس من فوهة دبابة».

بينما أشاد «طارق الزمر» رئيس حزب «البناء والتنمية» المصري، بالاستفتاء، حين قال: في تغريدة له: «استمرار حضور الإرادة الشعبية في تركيا هو الموضوع وهو السبب الرئيس في تقدم الأمم وبناء الحضارات.. لك الله يا مصر».

وأضاف الكاتب المصري «جمال سلطان»: «نتيجة استفتاء تركيا الضعيفة تؤكد احترام أردوغان وحزبه للديمقراطية، ورغم ذلك يظل بعض المثقفين العرب يحدثونك عن استبداده، عنزة ولو طارت».

رد على الانقلاب

أما الرئيس التونسي السابق «محمد منصف المرزوقي» فاعتبر أن «الموافقة على التعديلات الدستورية في تركيا عبر الاستفتاء الشعبي الذي أجري الأحد يعد ردّا على يوم 15 يوليو/ تموز الماضي (محاولة الانقلاب الفاشلة)».

وتساءل «المرزوقي» رئيس حزب «تونس الإرادة»: «أي نظام حكم أفضل للأتراك البرلماني أم الرئاسي؟»، وأضاف: «ليس لأحد الحق في الردّ باستثناء الأتراك أنفسهم».

وأشار «المرزوقي» إلى أن ما يهمه كديمقراطي أن ملايين الأتراك توجهوا لمراكز الاقتراع للمشاركة في الاستفتاء وقول كلمتهم.

وأردف قائلا: "النصر لم يكن بالتسعة والتسعين في المائة المعروفة في بلدان ما قبل الربيع العربي.. إن هذا اليوم هو ردّ بالضربة القاضية على ذلك اليوم من شهر يوليو/ تموز الماضي الذي حاول فيه البعض فرض إرادته على الشعب بالدبابات وها هو الشعب يهزمهم مرّة ثانية بصناديق الاقتراع».

بينما كتب المحلل السياسي «جهاد صقر»: «واجب أردوغان شكر كل بلد أوروبي حرض على تعديلاته الدستورية.. التحريض ومنع مهرجانات مؤيديه استفز كثيرا من الأتراك فصوتوا بنعم».

كما أشادت «آمنة العبيدلي» الكاتبة القطرية، بنتيجة الاستفاء، وقالت في تغريدة لها: «انتصار جديد للديمقراطية في تركيا، ولا زالت الدروس التركية تقلق الأنظمة المستبدة».

منتقدون

منتقدو الاستفتاء، ارتفع صوتهم بعد الإعلان عن النتيجة النهخائية غير الرسمية، فكتب السياسي الإماراتي «عبد القادر عبد الله»: «كان يا ماكان في قديم الزمان نموذج ديمقراطي في تركيا، لكن تراجع ثم تحول لنظام الحزب الواحد والحاكم الأوحد، الذي أخفق في الحصول على تفويض شعبي».

وأضاف: «فوز باهت جدا وغير مقنع إطلاقا في الاستفتاء الدستوري في تركيا، وسط اعتقال المعارضة، وتكميم الأفواه وتجيير الإعلام لصالح نعم.. لا يستحق الاحتفال».

أما الإعلامي المصري «عمرو أديب»، فقال خلال برنامجه أمس: «أردوغان ديكتاتور، لا يقول فقط: أنا ومن بعدي الطوفان، ولكنه يقول أنا وبعدي أردوغان ثم أردوغان ثم أردوغان».

وأضاف «أديب» أن «أردوغان ظبَّط نفسه اليوم، وبقى ديكتاتورا رسميا».

في الوقت الذي شنت صحف مصرية وإماراتية وإيرانية، هجوما على الاستفتاء، ونتيجيته، و«أردوغان».

نتيجة غير رسمية

وكان رؤساء دول وزعماء حكومات عربية وإسلامية، هنأوا تركيا و«أردوغان»، بنتيجة الاستفتاء الشعبي على التعديلات الدستورية الذي انتهى بإقرارها، كما تلّقى وزير الخارجية التركي «مولود جاويش أوغلو» اتصالات تهنئة من عدد من نظرائه العرب والأجانب.

كما هنأت حركة «حماس» الفلسطينية، و«النهضة» التونيسة و«الإخوان المسلمين» في مصر،  و«الجماعة الإسلامية» الباكستانية، تركيا قياجة وشعبا بنتائج الاستفتاء.

مساء الأحد، أعلن رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية «سعدي غوفن»، أن مجموع المصوتين بـ«نعم» في الاستفتاء، بلغ 24 مليونا و763 ألف و516 والمصوتين بـ«لا» 23 مليونا و511 ألفا و155.

وأضاف «غوفن» في مؤتمر صحفي أن النتائج النهائية للاستفتاء ستُعلن خلال 11 أو 12 يوماً كحد أقصى، وذلك بعد النظر في الاعتراضات المقدمة.

وعقب إعلان النتائج غير الرسمية، قال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، إن «تركيا أنهت اليوم نقاشاً دام قرنين حول شكل الدولة»، لافتاً إلى أن «نتائج الاستفتاء تؤكد أن الأتراك نجحوا في أصعب مهمة، وهي تغيير شكل نظام الحكم».

في الوقت الذي قال حزب «الشعب الجمهوري» المعارض، إنه سيطعن على النتيجة.

ويقول مؤيدو الاستفتاء إنه سيحقق الاستقرار في البلاد وسيعزز النمو الاقتصادي، بينما يرى المعارضون أن هذه الخطوة ستؤدي إلى تآكل الضوابط والتوازنات عبر الحد من دور البرلمان وتسييس السلطة القضائية وستركز الكثير من السلطة في يد الرئيس.

ومنذ تأسيس الجمهورية، شهدت تركيا 6 استفتاءات على التعديلات الدستورية، كانت نتيجة 5 منها إيجابية (في الأعوام 1961 و1982 و1987 و2007 و2010)، بينما انتهت إحداها بنتيجة سلبية في العام 1988.

وتتضمن مضامين التغيير، أن الأشخاص العاملين في القوات المسلحة (الجيش في تركيا منذ عهد كمال أتاتورك، لعب دائما الدور الضامن لطبيعة نظام الدولة العلماني) سوف يحرمون من حق الترشح، كما ستصفى المحاكم العسكرية.

وفي ظل النظام الجديد، سوف يحصل الرئيس التركي «جب طيب أردوغان» الذي يحكم البلاد منذ عام 2003، على فرصة ليعاد انتخابه مرتين.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تركيا استفتاء تعديلات دستورية نظام رئاسي أردوغان تويتر